في 28 أيلول / سبتمبر، ومنذ ست واربعين عاما مات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فاجأنا بموته المبكر (52 عاما) فخرجنا مثلما خرج الملايين في مصر وفي الوطن العربي، مجزوعين لموته، برغم ظروف احداث ايلول في الاردن والحكم العسكري في حينها، ورفع والدي العلم الاسود على سطح دارنا، وجلسنا والدتي وانا نبكي بلوعة لموت عبد الناصر.
منذ 46 عاما مات عبد الناصر، ولكن اعداء امتنا ما زالوا يلاحقونه.. يريدون تشويهه، الى درجة انهم اخذوا يحملونه مسؤولية الكوارث والحروب التي يشهدها عالمنا العربي الان…
يلاحقونه لأنه كان الزعيم العربي الذي جعل منا امة عربية ترفع راسها بين الامم الم يكن هو صاحب شعار “ارفع رأسك يا اخي فقد ولى عهد الاستعمار”؟ اليس هو من زرع فينا مشاعر العروبة المغروسة في قلوبنا حتى الان، فتآمروا عليه عام 1967 بنكسة حزيران ـ يونيو لنكفر به، ولكنه خرج بنا من بين الرماد ليعيد بناء جيش مصر وليعيد الينا كرامتنا، وبدأ ذلك بحرب الاستنزاف، ولكن القدر لم يمهله ليرى النصر فمات او بالأحرى قتلناه.
ولكن لان روحه باقية، ومبادئه باقية،
اخذوا يعملون على تشويهه وتشويه تاريخه حتى يشوهوا عهد نهضتنا العربية، من اجل ان يسود حكام الطوائف الذين اعتقدوا انهم سيرثون زعامته.
منذ 46 عاما مات البطل وبعده لم يأت اي بطل يلم امتنا ويلم جراحنا ودماءنا المهدورة من المحيط الى الخليج، ولم يأت بعده زعيم يقودنا لنستعيد كرامتنا التي أهدرها حكامنا قبل اعدائنا.
ورغم رحيل عبد الناصر منذ 46 عاما الا ان تاريخه الناصع والمشرف يلاحقهم ويخافون منه، فيجعلهم يستمرون في العمل على تشويهه وتشويه عهده.
ولكنه سيبقى ذكرى خالدة في قلوبنا، نتذكره ونحكي لأبنائنا واحفادنا عنه، حتى نبقى ممسكين بعروبتنا، وحتى يبقى الامل فينا بان امتنا سيأتيها يوم رجل من مصر مثل عبد الناصر، ليعيد لها كرامتها وعزتها.