بدعوة من المجلس الثقافيّ للبنان الجنوبيّ وجمعيّة تقدّم المرأة في النبطية وجمعيّة التنمية للإنسان والبيئة وجمعيّة بيت المصور في لبنان، ووسط حشد من الأصدقاء والفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والإعلاميّة أطلق الإعلامي الزميل والكاتب حسين سعد كتابه الجديد “انتخابات الجنوب ٢٠٢٢: وقائع ونتائج ومؤشّرات الصادر عن دار الفارابي، من مركز جمعية تقدم المراة في مدينة النبطية. وحضر كذلك النائب الياس جرادة والسيد علي ترحيني ممثلاً النائب أسامة سعد، ورئيسة جمعيّة تقدّم المرأة المربية زهرة صادق وعضوات الهيئة الإدارية ورئيس فرع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية الزميل كامل جابر، رئيس رابطة آل الزين في لبنان الأستاذ سعد الزين.
بعد النشيد الوطني اللبناني، تحدّث الزميل كامل جابر باسم الجمعيات المنظّمة، فقال: “في كتابه الأول، “مصابيحُ الذاكرة: وجوهُ الرحلة ومطارحُها” الصّادر في شهر أيلول سنة 2021، عن دار الفارابي، تناول صديقُنا الكاتبُ والإعلاميُّ حسين سعد نحو 66 شخصيّة وحكاية من التاريخ الحديث، مرّتْ على مدينةِ صور ومنطقتِها في نحوِ مئةِ سنةٍ أخيرةٍ. بإمكان أيِّ كاتبٍ أن يتناول حكاياتِ الفاعلينَ وآثارَهُم في مدينتِه، في بلدتِه، أو في منطقةٍ محدّدةٍ، لكنّ هذا الكمَّ من الوجوهِ ما كانت لتكونَ بمتناولِه الدقيقِ والشاملِ، لو لم يكُن مثل حسين سعد، إعلاميَّاً لم تقتصرْ مهنتُهُ على تغطيةِ الأخبارِ الأمنيّةِ والسياسيّةِ والاجتماعيّةِ والبيئيّةِ والاقتصاديّةِ وغيرها من الأخبارِ اليوميّةِ أو الموسميّةِ. بل تعدّاها ليكونَ المؤرّخَ للأحداثِ والشخصيّاتِ الفاعلةِ في منطقةٍ بأكملِها، المتميّزةِ في أدوارِها، التي حدّدتْ وجهَ هذه المنطقةِ، على الأقلِّ، في خلال مئةِ سنةٍ بين صدورِ الكتابِ وما قبلَه بعشرةِ عقودٍ”.
وأضاق جابر: “في كتابِهِ الثاني، الذي بين أيدينا اليوم، “انتخاباتُ الجنوبِ 2000، وقائعُ ونتائجُ ومؤشّراتٌ” لم يُردْ حسين سعد أن يؤرّخَ لانتخاباتٍ نيابيّةٍ عاديّةٍ حصلت في العامِ المنصرم 2022، ولو كان كذلك، لكتبَ في انتخاباتٍ عديدةٍ جرتْ عدّةَ مرّاتٍ طوال ثلاثين عاماً، لكنّ الانتخاباتِ الأخيرةَ كانت مختلفةً تماماً، إذ انقلبت فيها الموازينُ التي كانت سائدةً، ولم يعد اللاعبونَ طوالَ فترةِ ثلاثةِ عقودٍ في الانتخاباتِ النيابيةِ، هم وحدهُم من يحدّدوا من يأتي إلى البرلمان، أو لا يأتي، بنتائجَ مقرّرةٍ سلفاً. واكبَ حسين سعد الانتخاباتِ الأخيرةَ انطلاقاً من الثورةِ التي تفجّرت في العام 2019، وأصدائِها التي لعبتْ دوراً في التغيير، حتّى لو لم يكن هذا التغييرُ كاملاً أو كبيراً، أو كما يحلو للبعض القولَ: ماذا فعل هذا التغيير؟ تابَعَ حسين سعد هذه الانتخاباتِ من خلالِ الوجوهِ التي سعتْ إلى التغييرِ، وجلُّها من الشباب، بتحالفاتِها وتناقضاتِها، باتفاقاتِها وخلافاتِها. توقّع َفكتبَ، أصابتْ توقعاتُه هنا وخابتْ هناك، نظراً للكمِّ الهائلِ من التناقضاتِ التي سبقت يوم الاقتراعِ بأيّامٍ وأسابيعَ. لحسين سعد مزاجُه السياسيُّ وأحلامُه، لكنْ في تغطيتِه للوقائعِ والنتائجِ لم يكنْ جهويّاً أو متطرّفاً، تاركاً مساحةً مناسبةً للجميع، موالاةٍ ومعارضةٍ ومُقاطعينَ، وللحالمينَ في الاستفادةِ من المؤشّراتِ التي بعثتْ بها الانتخاباتُ ارتباطاً بتبدّلِ المزاجِ الشعبيِّ الناخبِ، الذي لولا أنّه خرَجَ بنسبتِهِ العاليةِ إلى الانتخاباتِ بدلاً من المقاطعةِ، لبدّلَ الوجهَ السياسيَّ ليس في منطقة وحسب، بل في لبنانَ برمّتهِ، وربّما نحوَ الأفضلِ، تحضيراً لقانونٍ انتخابيٍّ ناجعٍ نسعى إليه جميعاً”.
وختم: “في كتابِ حسين سعد: “انتخابات الجنوب 2022 وقائعُ ونتائجُ ومؤشراتٌ”، يمكنُكُم من خلالِ تفحُّصِهِ إعادةَ رصدِ مجرياتِ الانتخاباتِ النيابيّةِ الأخيرة ِ في جنوبِ لبنان، في العام 2022 الماضي، والتحالفاتِ هنا وهناك، وكيف تعاملت معها الجماهيرُ المنتخبةُ، فبدّلت هنا والتزمت هناك أو ضاعت بلا مرجعيّةٍ هنا أو هناك، تمهيداً للتغير، أو لعودةِ الجميعِ إلى أحضانِ القوانينِ الجائرةِ وأسيادِها”.
ثم تحدث الناشط الأستاذ وسيم غندور، فتناول في كلمته الكتاب ومحتوياته، مشدّداً على معاني الحرية والديمقراطية. وقال: “من هنا أهمّيّة الكتاب، انتخابات الجنوب 2022، وقائع ونتائج ومؤشّرات وأهمّيّة التوثيق والأرشفة، والذي طغىت عليه الموضوعيّة والشفافيّة في التعامل مع سير الانتخابات ونتائجها .”
بدوره عرض مؤلف الكتاب الزميل سعد في كلمته مقتظبة لمضمون الكتاب، “لناحية رصد الانتخابات، على مدى أكثر من ستة اشهر، وتوثيق محطّات التحضير وإعلان اللوائح والتحالفات وصولاً الى النتائج “.
بعدها وقع الزميل سعد كتابه للحضور. .
تصوير عباس علوية
تابعوا المزيد من الصور