كامل جابر
شيعت منطقة النبطية والحزب الشيوعي اللبناني و”جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” المقاوم عبد الكريم عبود (مازن عبود) مطلق الرصاصة الأولى على قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت (صيدلية بسترس) سنة 1982، بموكب مهيب انطلق من مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، مستشفى الشهيد الدكتور حكمت الأمين محمولاً على أكتاف رفاقه المقاومين، شارك إلى عائلة القائد المقاوم الراحل، ورفاق الفقيد في العملية الأولى (بسترس)، أمين عام الحزب الشيوعي حنا غريب وحشد من قياديي الحزب ورفاقه ومن أبناء المنطقة..
تقدّمت النعش فرقة من حملة الأكاليل والأعلام يتوسطها حملة النعش الذي لفّ بعلم الحزب الشيوعي اللبناني. وبعد 21 طلقة تحية، سجّي النعش أمام النصب التذكاري للشهيد الدكتور حكمت الأمين في باحة المستشفى، حيث ألقى أمين عام الحزب كلمة جاء فيها: “
“شو بدنا نقول كلنا لمازن؟ نقول له اليوم ونحن نودّعه بالجسد لكن بالروح وبالكفاح وبالفكر، هو باقٍ معنا لكي نكمل الطريق. المقاومة الوطنية اللبنانية وُجدت لتنتصر وانتصرت، بفضل كفاح مطلق الرصاصة الأولى مازن عبود رأس الحربة في أوّل عملية في التاريخ، والتاريخ يبقى ويترسّخ ولا يُسرق أو يُنهب، هذا تاريخ شعبنا وهذا كفاحه وهذا دمه وتعبه، له ولكل الرفاق الذين رحلوا. سلّم عليهم يا مازن! سلّم على كل الشهداء وعلى كلّ الأبطال وكل المقاومين، ونحن سنكمل، على الطريق وعلى الدرب، حنكفّي الطريق حتى نبني وطناً يليق بشعبنا وتعبنا وكفاحنا، يليق بعمّالنا ومزارعينا، حتى تكون المقاومة منتصرة، وهذا العلم يرتفع للتحرير والتغيير ضدّ هذه الطغمة وضدّ نظامها الطائفي وعلى رأسها من يغطّيها الأميركي والصهيوني الذي يواصل عدوانه علينا..
تحية إلى روحك ونعاهدك، كنت بطلاً ونحن سنكون أبطالاً مثلك، كنت ثائراً ورح نبقى ثوار مثلك، حتى نكفي الطريق، وحياة عينك.. هذا العهد وهذا الوفاء، إليكِ يا جمانة، إليكِ يا وفاء، إليكِ يا سهي، إليكَ يا صلاح، وإلى كل أهالي وقرى الجنوب البطل، لعنقون وإلى كل المقاومين الأبطال والشهداء، إلى أي فصيل انتموا…”.
وبعد أنشودة “رجع الخيّ” من الأسير المحرر أنور ياسين وعدد من رفاق مازن عبود، انطلق موكب التشييع باتجاه بلدته عنقون (الزهراني) ليوارى في جبانة البلدة.