غواتيمالا- حسين جرادي
مع غروب 14 سبتمبر 1821 حملت ماريا دولوريس بيدويا شعلة نارية وطافت بها شوارع في غواتيمالا دعماً لفجر الاستقلال الذي سينبلج بعد ساعات. وقفتُ في مساء مثل هذا التاريخ الشهر الماضي عند ناصية جميلة في أنتيغوا لأشاهد بانبهار عشرات الفتيات والفتية يجوبون المدينة ركضاً على خطى ماريا، حاملين في أيديهم شعلات وأعلاماً وفي وجوههم بهجة وطنية لم أصادف مثلها من قبل.
صباح ذكرى الاستقلال، في 15 سبتمبر، أيقظتني أصوات الاحتفالات خارج الفندق. لم أتوقّع أنه سيكون واحداً من أجمل أيامي وأنا أرافق عشرات الفرق الموسيقية التي لم يخلُ منها شارع ولا زقاق على طول المدينة وعرضها، طوال ساعات.
قارعو طبول، وعازفات وعازفون، ولوحات فنية وموسيقية تستعرض على مرأى آلاف المحتشدين بجانب الطرقات تاريخاً من الفخر الوطني إلى درجة مؤثرة، من دون أن تخلو بعض المسيرات من شعارات دعم لحرية الصحافة وضد الفساد.
قال لي أصدقاء جدد من غواتيمالا إنه اليوم الذي ينتظره بشغف كل غواتيمالي ليؤكد نجاة بلاده من تاريخ مضطرب، وليبعدوا عنهم شبح عودة الحرب الأهلية التي انتهت في 1996.
وهو اليوم الذي لا يبقى فيه تلميذ أو تلميذة خارج لوحة الاحتفالات الكبرى.
هذه بعض الصور.