أفادت مصادر جنوبية بأن القوى الأمنية تمكنت من توقيف العاملة الأثيوبية وتدعى“تغست شلي باليغو” المتهمة الرئيسية بقتل الحاج سلمان خيامي والد مدير عام الشباب والرياضة زيد خيامي بعد ان عثرت عليها القوى الامنية في بلدة صديقين المجاورة لبلدة جبال البطم، حيث وقعت الجريمة، وتردد أنها كانت مختبئة في منزل غير مأهول.
تجدر الإشارة إلى أن الحاج سلمان خيامي كان قد وجد مقتولاً في منزله في جبال البطم (قضاء صور) بعد تعرضه لطعنة قاتلة، وقد توجهت الشبهات منذ اللحظات الأولى لإكتشاف الجريمة العاملة الأثيوبية التي كانت تخدم في المنزل، بسبب تواريها عن الأنظار بعد الجريمة.
وذكر موقع “لبنان24” أنه بعد أقلّ من 24 ساعة من حصول الجريمة الشنيعة التي ذهب ضحيتها الحاج سلمان خيامي من بلدة جبال البطم في قضاء صور، تمكنت القوى الأمنية من توقيف عاملة المنزل المشتبه بها في أحد بساتين الزيتون في خراج بلدة صديقين الجنوبية.
نجل الضحية، مدير عام الشباب والرياضة زيد خيامي، أشار في اتصال مع “لبنان24” إلى أنّ “التحقيقات جارية على قدم وساق لمعرفة ملابسات الجريمة كافة، وهي بدأت تظهر إلى العلن”.
وكشف أنه تسنّت له رؤية العاملة بعد التحقيقات الأولية التي أجريت معها، فتبيّن أن الفتاة كانت تمرّ بحالة عصبية طيلة النهار بسبب تبلغها خبراً عن احتضار والدها الذي يعيش في أثيوبيا.
وتابع خيامي: ”حضرت شقيقتي إلى المنزل خلال النهار وجهدت في تهدئتها والتخفيف عنها. لكن يبدو أنّ ما فاقم من غضبها وحال الهستيريا التي كانت تعصف بها، هو ردّ فعل والدي على إهمالها القيام بالأعمال المنزلية، إذ يبدو أنه قام بتوبيخها بشيء من العصبية”.
وبحسب ما يتضحّ، فإن توبيخ الثمانينيّ غُرس في قلب العاملة الشابة نقمة وغضباً، وبحسب ما يقول خيامي: “يبدو انّ مجموعة من التراكمات دفعت بها إلى الانتقام من والدي، فدخلت إلى غرفة نومه، وطعنته طعنة واحدة بالسكين على رقبته، فيما كان غافياً”.
وينفي خيامي أن يكون والده قد تعرّض لأكثر من طعنة، مؤكداً أن “الإصابة (على الرقبة) كفيلة بإنهاء حياة مطلق أي شخص في خلال أربع ثوان”. وبحسب الطبيب الشرعي، فقد حاول المغدور النهوض لإسعاف نفسه، لكنه وقع أرضاً ولم يفلح.
وتفيد التحقيقات، بحسب خيامي، انّ المتهمة وقفت قليلاً أمام ضحيتها، وبعدما رأته غير قادر على التحرّك أدركت أنه توفي، فخافت وسارعت إلى الهروب.
الفتاة التي أنهت بلحظة حياة كبير في السنّ، كانت تعمل في المنزل منذ 8 أشهر، وهي ليست الأولى التي يتمّ استقدامها للعمل عند الوالد. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت العائلة قد رصدت في وقت سابق، أي إشارات تدلّ إلى سلوك عنفيّ لدى العاملة، يجيب خيامي: “بصراحة، لم تكن تعبّر عن ارتياح نفسيّ. لقد كانت دائماً حزينة وكئيبة، غير انّ أي من عناصر الشرّ لم يظهر أبداً”.
وإذ يشدد خيامي على أنّ “قضية العاملات الأجنبيات تحتاج إلى نقاش عميق، يستغلّ الفرصة ليدعو إلى إخضاعهنّ لفحوصات نفسية، أسوة بالطبيّة، قبل إستقدامهّن، ولا سيّما وأنّ المناطق التي يأتين منها مليئة بالأزمات والشعوذة والعقد”.
في المقابل، يبدو خيامي متأسفاً إزاء “ظاهرة الخدم” المتفشية في مجتمعاتنا: “ليس من السهل إدخال عنصر غريب الى منزلنا وحياتنا وثقافتنا. الأمر بغاية الصعوبة فعلاً. في البلاد الأوروبية، وبخاصة في أريافها، يقطن السكان في منازل أكبر بكثير من منازلنا”، يختم وما زال لديه الكثير ليقوله في هذا الموضوع.