لم تعهد جناتا الجنوبية في تاريخها مثل الجريمة المُفجعة التي استفاق ابنائها على وقع خبرها. حُزن؟ صدمة؟ تعجز الكلامات عن وصف الحالة التي تُسيطر على أزقة البلدة التي تحوي في احد منازلها على ثلاث جُثث مُضرجة بالدماء.
ليل أمس، لم يمر مرور الكرام على عائلة شور التي خسرت 3 من ابنائها في جريمة مُروعة ارتكبها الوالد بحق زوجته وابنته القاصر ثم نفسه بعد مرور أقل من 24 ساعة على جريمته التي اكتُشفت منذ ساعات قليلة وبدأت فيها التحقيقات.
سميرة شور (من طورا)، وهي الزوجة والأم في آنٍ معًا، أردتها طلقة نارية في رأسها على سرير نومها، أما مصدرها فهو مُسدس زوجها محمود الذي لم يكتفِ بقتلها فقط.
ناريمان، القاصر ابنة الـ15 عامًا شهدت عيناها على ما ارتكبه والدها بحق امها، فحاولت الفِرار خوفًا من مصير مُشابه لكن والدها سارع في اطلاق النار عليها وارداها ارضًا.
مشهد الدماء السائلة في ارضية المنزل أكثر من مُروع بل وحشي، ضحيتان قُتلا، والاسباب؟ قيل انها عائلية، اذ وبحسب ما تواتر من معلومات، محمود وسميرة انفصلا منذ مدة بعد تفاقم حدة المشاكل بينهما وعدم قدرتهما على حلحلتها.
وهذا الامر كان يؤثر سلبًا وسوءًا على ابنتهما ناريمان التي راسلت احد اقربائها كما اشيع مُطلعةً اياه على ما يجري من شجارات وتلاسنات داخل جدران منزلها والتي لم تعد قادرة على تحملها اكثر ما دفع بالوالدين لاحقًا الى الاتفاق على الافتراق.
وبعد اخذ ورد وعدة مُحاولات من الاقارب والاصدقاء لاعادة الامور الى مجراها عل المشاكل تنتهي بينهما، عادت سميرة الى زوجها الذي يعمل في “النشارة” لكنها لم تكن تعرف ان الموت سيكون مصيرها المُحتم.
إذًا، محمود قتل زوجته وابنته، ولعل عقله لم يتحمل وحشيته الامر الذي دفع به وبعد مرور ساعات عدة على جريمته ومشاهدته لابنته وزوجته جُثتين تسيل منهما الدماء وتملأ دار المنزل وغرفه ان يجعل مصيره مُشابه بهمها.
لكن لم يقتله احد، بل قتل نفسه بيديه اذ اقدم على الانتحار مُستخدمًا المُسدس عينه الذي قتل فيه افراد عائلته، رحل تاركًا ورائه جريمة غامضة لا احد يعلم اسبابها الحقيقية الا مُرتكِبها.
افاد مقربون انه لا يعاني من اي اضطرابات عصبية او نفسية انما “ناس اوادم” على حد تعبيرهم فإن الاسباب الكامنة وراء الجريمة مازالت مجهولة. الجريمة هزت ليل جناتا الوادعة الذي تحول نهاراً مع حضور كثيف للقوى الامنية والادلة الجنائية لكشاف ملابسات هذه الجريمة المروعة، حيث تسود حالة من الحزن البالغ والغضب الشديد بين اهالي جناتا التي لم تعهد في تاريخها كله مثل هذه الجريمة المروعة.
وأورد موقع (بنت جبيل) الخبرعلى النحو الآتي:
لم يكن ليل جناتا في جنوب لبنان عادياً على عائلة شور.. فالبيت الذي يحوي اخوة من خيرة الشباب وفتاة بعمر الورد “انهدم” على حزنه بطرفة عين وذلك بعد وفاة الاب والام والابنة. بحسب رواية احد الاشخاص لموقع بنت جبيل ان الوالدة سميرة شور وهي من طورا وجدت مصابة بطلقة نارية في رأسها داخل غرفة النوم.. اما ناريمان (16سنة ) وهي الوردة المدللة والوحيدة في حضن امها، وجدت ايضاً مصابة بطلقة نارية في رأسها داخل غرفتها و قد كانتا تسبحان بدمائهما حتى جفت على الارض.. اما الاب محمود شور الذي قيل انه هو من قام بالجريمة قام بقتل نفسه بمسدس حربي بعد الجريمة بفترة زمنية حيث و كان لا يزال غارقاً بدمائه التي لم تجف بعد.
وبحسب موقع بنت جبيل ان الاب والام كانا منفصلين منذ مدة وقد عادا ليجتمعا تحت سقف واحد منذ فترة قصيرة ويعانيان من مشاكل عائلية و كانت الابنة الضحية قد بعثت برسالة لأحد اقربائها وقد اعلمته فيها ان والديها “يتشاجران” واثناء وقوع الجريمة حاولت الهروب من ابيها الا انه ارداها باصابة مباشرة. اما مقربون من العائلة المفجوعة والذين لا يزالون في هول الصدمة فقد اكدوا ان هذه العائلة من العائلات المحترمة في البلدة.
وفي ابيدجان يعيش الاخوة الاربعة وهم ابناء المغدورة الحاجة سميرة شور واشقاء ناريمان في حال من الصدمة والبكاء والمأساة بعد تلقيهم الخبر في مشهد نقله احد المغتربين وقال انه لا يوصف، وقد روى احد الاشخاص عن الاخوة انهم كانوا قلقين جداً بعد محاولتهم الاتصال بالوالدة والاخت واحداً لم يجب، ثم قاموا بعد ذلك بالاتصال (بخالهم) الذي توجه إلى المنزل لتكتشف الجريمة.
(ليبانون ديبايت)