كامل جابر
على وقع موسيقى الفلكلور الشعبي اللبناني وبالزهور، استقبلت كفررمان (النبطية) الأسير الكوبي المحرر رينيه غونزالس يرافقه المناضلة أولغا سالانويفا والاعلامية آرلين رودريغز والأسير المحرر أنور ياسين مع وفد من السفارة الكوبية في لبنان أمام نصب شهداء الحزب الشيوعي اللبناني شرقي بلدة كفررمان.
وتقدم المستقبلين رئيس بلدية كفررمان المحامي ياسر علي أحمد وأعضاء من المجلس البلدي، ومسؤولو الحزب الشيوعي في كفررمان والنبطية والمنطقة، ووفد من النجدة الشعبية اللبنانية وحشد من مديري المدارس والفاعليات السياسية والاجتماعية والصحية ومن رؤساء وممثلي الأندية والجمعيات ومن الأهالي.
وألقى مسؤول منظمة الحزب الشيوعي في كفررمان يوسف سلامة كلمة ترحيب فقال: «الضيوف الكرام، رينيه، أولغا، آرلين، ووفد السفارة الكوبية… ها هي كفررمان وكعادتها تفتح ذراعيها للمناضلين الأبطال، ها هي كفررمان بلدة الشهداء والمناضلين، بلدة التضحية والوفاء، منارة الجنوب، وبكل فخر واعتزاز تستقبل المناضل الأسير المحرر من السجون الأميركية والذي دام اعتقاله 15 عاماً، نستقبله والوفد المرافق في إطار جولته تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، والذي قال في رسالته: من يناضل من أجل منع المعاناة عن شعبه ومن أجل حماية شعبه، لا يستطيع إلا أن يتضامن مع أي شعب آخر مقاوم».
ثم تحدث رئيس البلدية المحامي ياسر علي أحمد فقال: «لو أردنا تسجيل يوم في تاريخ كفررمان سنعتبر هذا اليوم يوماً مجيداً، وسيسجل في السجل الذهبي في تاريخنا المملوء بدماء الشهداء، وعرق الفلاحين ومعاناة الأسرى، مثلما عانيتم عانينا، ومثلما قاومتم قاومنا، تعلمنا منكم وانتصرنا مثلما إنتصرتم، أهلاً وسهلاً بكم، ونتمنى لكم أن تكونوا دائماً منارة للعالم، منارة للحرية، للديمقراطية، للمقاومين، وستبقون في أذهاننا وفي عقولنا وفي قلوبنا، وانطلقنا في حياتنا من نضالاتكم، ونضالاتنا مستمدة من نضالاتكم».
وكانت كلمة لغونزالس قال فيها: « أريد أن أشكركم على هذه المفاجأة الجميلة والتي هي ليست مستهجنة من شعب مثلكم، نحن بالنسبة إلينا لبنان كان بلداً في الطليعة من أجل قضيتنا ومن أجل قضية تحريرنا في هذه المنطقة العربية والشرق الأوسط. ومنذ اللحظة التي وصلنا فيها إلى هذه الأرض الطيبة الجنوبية، شعرنا بحرارة الشعب اللبناني تجاهنا، وأجمل ما فيكم أنتم، أنكم الشعب الوفي لشهدائه ومناضليه وأسراه الذين تحرروا، وللتضحيات التي قدموها طوال تاريخ المقاومة في هذه المنطقة».
واضاف: «بصراحة، نشعر أننا بتواضع شديد أمام عظمة نضالاتكم، وعظمة معاناتكم وعظمة صمودكم في وجه كل هذه التحديات. وكونوا على ثقة أن هذه الروح النضالية التي تتمتعون بها وحققتموها، والتي كانت تصل أخبارها إلى السجن، حيث كنا نعتقل، كانت على الدوام تجعلنا نشعر أننا أكثر حرية برغم الاعتقال والأسر. وكذلك عندما شاهدنا كيف بإرادتكم ومقاومتكم منعتم الجيش الإسرائيلي في سنة 2006 أن يستطيع الوصول إلى هذه المنطقة، وهو بنيته أن يصل إلى أبعد من هنا بكثير».
وختم غونزالس: «هذه الزيارة تشهد على كم كبير من القواسم المشتركة بيننا، وعلى أن الدرب المشتركة طويلة معكم؛ وفقط أريد أن أؤكد لكم أننا سنعمل بكل جهدنا لكي نستحق بجدارة هذه الألفة وهذا الحب والمودة من قبلكم تجاهنا. كذلك أطلب إليكم أن تعتمدوا على دعم وتعاطف شعب عنده روح المقاومة التي تجاوزت خمسة عقود ناضل وقاوم وانتصر، وبهذه الروح أعدكم أننا سنبقى معكم دائماً. أنا أعانق كل فرد منكم، وأرفع معكم الشعار الذي رفعه فيدل كاسترو «الوطن أو الموت، سننتصر» وأيضاً الشعار الذي رفعه تشي غيفارا «إلى النصر دائماً» وشكراً».
بعدها تولى مسؤول منطقية النبطية في الحزب الشيوعي المهندس حاتم غبريس ورئيس بلدية كفررمان علي أحمد والأسير المحرر أنور باسين ومدير عام مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية (مستشفى الشهيد حكمت الأمين) الدكتور علي الحاج علي توزيع الدروع هدايا على أعضاء الوفد الزائر وإلى السفارة الكوبية في لبنان. ثم كانت صور تذكارية أمام نصب شهداء الحزب الشيوعي في كفررمان.