لم يكد الأسبوع يطوي نكسته بوفاة سارة سليمان في حادث إطلاق نار أمام ملهى ليليّ في زحلة، حتى غرق مجدداً في بحر ثقافة الرصاص الطائش التي أوقفت قلب الشابة أمل خليل خشفة ليندرج اسمها أمس في لائحة قصص ضحايا السلاح المتفلت التي لم ولن تعرف خواتيمها، كون القانون وحده ليس كافياً لردع مستخدمي السلاح المتفلت وحصره بيد الشرعية.
لن يكون أهل أمل آخر الموجوعين في ظل تمدد ظاهرة لغة السلاح على مساحة لبنان حيث لم يعد التنديد كافياً، فرقعة الانتقام الفردي والتباهي بالقوة غير الشرعية باتت نمطاً تستخدمه شريحة اعتادت أن تغرّد خارج سرب شرعية الدولة.
وفي التفاصيل، كانت أمل جالسة على شرفة منزل ذويها في منطقة الطريق الجديدة مع والدتها، بعد أن أعدّت “الأرغيلة” الى حين حلول موعد ذهابها الى عيادة طبيب الأسنان. وفيما كان والدها يحضّر لها “سندويش الجبنة” سمع صراخ زوجته، فهرع إلى الشرفة ليجد ابنته ممدّدة على الأرض وزوجته تردد قائلةً “فقع شريان بقلبها”.
وتتصف المنطقة بزواريبها الضيقة وشوارعها المتداخلة، ما أدى الى انتشار الرصاص عشوائياً بين المنازل. تعيد هذه الحوادث المتكررة تسليط الضوء أكثر الى مدى انتشار هذه الظاهرة “المتخلّفة” التي تفتك بأرواح الأبرياء من دون رحمة ومن دون اتخاذ العبر من النتائج.