سهى بشارة في وداع والدها: أشكر كل من وقف إلى جانب أبي
كامل جابر
شيعت بلدة دير ميماس في منقطة مرجعيون، والحزب الشيوعي اللبناني المناضل النقابي فواز حنا بشارة بحضور حشد من أبناء المنطقة والجنوب ورفاق الراحل يتقدمهم وفد كبير من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ومنطقية مرجعيون ورئيس بلدية دير ميماس الدكتور جورج نكد.
وترأس الأب سليم أسعد قداساً جنائزياً ثم ألقى موعظة أشاد فيها بمزايا الراحل فواز بشارة «وما يتمتع به من أخلاق حميد وقلب دافئ وكبير».
وألقى عضو المكتب السياسي الدكتور غسان ذيبة كلمة الحزب الشيوعي اللبناني فقال: «نودّع اليوم الرفيق العزيز النقابيّ فواز بشارة، ابن العائلة الشيوعية المناضلة، وابن دير ميماس المقاتلة، التي تحمّل أهلها بصمت وثبات ومقاومة سنوات، بل عقوداً من الاحتلال والظلم، مشكلين مع أقرانهم من الناقورة إلى مرجعيون، إلى إبل السقي، وصولاً إلى البقاع الغربي، سلسلة من الفولاذ كسرت أنياب الجيش الصهيوني المحتل وبعثرت إلى غير رجعة عملاءه الفاشيين الصغار.
أيها الرفيق العزيز
في عائلتك الصغيرة جسّدت وأعطيت معنى حقيقياً لترابط التحرير والتغيير الذي أعلنه حزبك منذ انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، في ذلك اليوم من أيلول 1982. فالتغيير كان ولا يزال هدفاً يحمله كل الشيوعيين من أجل مجتمع تسوده العدالة الإجتماعية؛ وأين يتجسد ذلك الحلم أكثر من العمل النقابي الذي آمنت به وعملت في صفوفه كل حياتك، من الأيام الأولى للمطابع السرية للحزب ومع الرفيق فرج الله الحلو! فالنضال من أجل الأجور ومستوى المعيشة والتغطية الصحية وحقوق المتقاعدين وحقوق العمال في الأمان الوظيفي والتقدم هو في صلب ما نعني به بالتغيير. واليوم حزبك لا يزال في قلب هذه المعركة، في عمله اليومي وفي برنامجه وفي ما أطلقه مؤخراً في البيان الوزاري البديل.
والتحرير الذي ساهمت فيه بصمودك الكبير والذي من عائلتك الصغيرة خرجت عزيمة مقاتلة عندما أطلقت سهى فواز بشارة رصاصات باتجاه رمز العمالة والخنوع العميل أنطوان لحد فكانت آنذاك شمعة شيوعية وضّاءة في الظلام. وحزبك اليوم بإطلاقه شعار الدولة المقاومة وباستعداده الدائم للذود عن حدود الوطن في وجه العدو الإسرائيلي والمنظمات الإجرامية التي نبتت في خضم هذا الحطام العربي الكبير، يؤكد بعزم وثبات استمرارية هذا الضوء الذي نريده أن يعمّ كل أرجاء الوطن.
واليوم ونحن نناضل من أجل قانون انتخابي ينقل هذا الوطن من وحول الطائفية والمذهبية والتخلف إلى رحاب الدولة الوطنية والعلمانية والتقدم، لا بد أن نتذكر ونذكر كيف أنك والرفيقة سهى قد أعطيتما معنى إنسانياً وحقيقياً لهذا النضال، معلنين أفراداً أن لا طائفة للمقاومة وللتحرر الاجتماعي والسياسي، كما لا طائفة للعمالة والتسلط والظلم. ووسط كل هذا نتذكر أيضاً ابن منطقتك قائدنا ورفيقنا الحبيب كمال البقاعي الذي أخذه منا الموت باكراً، بل باكراً جداً. نم قرير العينين لأن حزبك هو هو، حزب التحرير والتغيير وحزب التقدم والاشتراكية.
باسم الأمين العام الرفيق حنا غريب وباسم المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، أتقدم بأحر التعازي من عائلتك الكريمة ومن أهالي دير ميماس الكرام، ومن أصدقائك ورفاقك الذين عرفوك في الجنوب العزيز وفي كل أرجاء الوطن».
وألقت سهى بشارة كلمة أشارت فيها إلى «أننا هنا لنودّع مناضلاً نقابياً، هذا الإنسان الذي بقي شفافاً من أول حياته حتى آخرها، وفيّاً لعقائده. نحن لم يتسن لنا السكن في دير ميماس، لكن نحب أن نشكر باسم أخي عدنان وأخي عمر وأختي حنان وبإسمي أنا، ونحن كل هذه الفترة كنا نفكر دائماً كيف يمكن أن نقول لكل الطاقم الطبي من دير ميماس الذي أعطى ولمّا يزل يعطي في دير ميماس، شكراً وبأسمائكم واحداً واحداً؛ فأنتم وقفتم إلى جانب والدي في محنته المرضية وبقيتم كذلك حتى آخر رمق. أنا أشكر جميع من وقفوا إلى جانبه ونحن بفضل اهتمامكم بقي والدنا مصاناً إلى آخر عمره. أشكر كذلك النجدة الشعبية اللبنانية ومستشفاها في النبطية، التي تشكل مستشفى أساسياً ليس لأبناء دير ميماس فحسب بل لكل أبناء المنطقة والجنوب. أشكركم على وقوفكم معنا كل هذه السنوات وأتمنى أن تبقوا واقفين إلى جانب أبناء هذه المنطقة لأنهم بحاجة إليكم».
وبعد تقبل التعازي ووري الفقيد في مدافن العائلة.