صفاء عيّاد (المدن)
تحولOpen Day، الذي نظمته الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم (AUCE) في النبطية، الخميس في 20 نيسان، من يوم ترفيهي جامعي إلى حدث في المدينة ترافق مع بلبلة لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رفض معارضون مشاهد الرقص وحلقات الدبكة التي أقامها الطلاب والمنظمين مع ضيوف الجامعة. وقد وصلت إلى حد نعت الجامعة بـ”المرقص” واعتبر آخرون أنها لا تمثل “البيئة المحيطة” بالمدينة وأهلها.
ويشير علي عميص، وهو أحد الناشطين في النبطية وقد شارك في “اليوم المفتوح”، إلى أن “الحدث لم يكن محصوراً بفئة معينة، وفرق الدبكة والفلكور هي فرق من البلدة نعتز بها وكل الذين دبكوا هم من المنطقة”، داعياً إلى “عدم حصر المدينة بفئة معينة والإنزلاق إلى الحملات التي يسوق لها على مواقع التواصل الاجتماعي”.
هذه ليست المرة الأولى التي تقيم فيها الجامعة “اليوم المفتوح”، بل هي المرة السادسة، وفق مدير فرع الجنوب في الجامعة الدكتور هاني حيدورة. “أنه ليس يوماً أو نشاطاً راقصاً، كما يحاول البعض تصويره بل يوم ثقافي ترفيهي يتضمن نشاطات رياضية متنوعة ورسماً حياً لفريق الفنون في الجامعة ومعرض فنون من إنتاج الطلاب وفرقاً فلكلورية من النبطية وحاصبيا. ومن الطبيعي أن تكون الموسيقى حاضرة”.
ويلفت حيدورة إلى أن من لا يحب هذه الأجواء يمكنه عدم الحضور، فـ”هي حرية شخصية”. أما عن الذين قالوا إن الحدث لا يمثل البيئة الحاضنة، فيقول حيدورة إن “الحفل حضره 2400 شخص تقريباً، فهل هم من خارج البيئة؟”. ويؤكد حيدورة أن “لا جهة في المنطقة، أحزاباً وبلديات، اعترضت أو وجّهت ملاحظة على العمل”.
ويعتبر رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، في حديث إلى “المدن”، أن هذه التصرفات وردود الفعل التي ظهرت تمثل أفراداً عبروا عن آرائهم ولا تمثل جهة أو شريعة معينة في المدينة، مشيراً إلى أن البلدية لا تتدخل في أي حدث يقام في الجامعات وليس لها أي صفة قانونية، بل تشجع هذه النشاطات التي تحرك البلد وتحفز الشباب وتبعدهم من الآفات الاجتماعية كالمخدرات والعنف. ولا يمكن لأحد أن يتحدث بإسم منطقة بأكملها”.
ولدى سؤال “المدن” البلدية عن تقبلها إقامة مهرجان ترفيهي في المدينة وخارج صرح تعليمي، أجاب كحيل: “نعم. إننا نرعى العديد من النشاطات الترفيهية والثقافية والموسيقية في المدينة”.
وهذا الحدث كان محط جدل في محيط منطقة الجامعات في النبطية بين مؤيد ومعارض. وتقول رولا، وهي طالبة علوم في الجامعة اللبنانية، إنها “تشجع مثل هذه النشاطات، ومن لا تعجبه يمكنه ببساطة عدم المشاركة. لكن لا يمكنه أن يفرض إلغاءها”. أما زميلها الطالب خليل، فيفضل ألا تقام نشاطات كهذه في المنطقة، وتحديداً في الجامعات. فـ”الطالب يذهب إلى الجامعة من أجل العلم فحسب، وليس مجبراً أن يحضر هذه النشاطات التي قد تخرج عن إطارها العام الترفيهي”. فيما أكد طلاب آخرون أن المدينة ليست “دولة إسلامية” ويجب أن لا تكون هذه النشاطات محط جدل وإنتقاد.
والحال أن المهرجانات تغيب عن الجنوب لأسباب “دينية وحزبية”، بإستثناء مدينة صور. ومع كل عمل تحاول الأحزاب المسيطرة على المنطقة التنصل من مسؤولياتها، لأن “هؤلاء يمثلون أنفسهم ولا يمثلوننا”.