عباس سعد- “المدن”.
طرحت نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، السبت في 7 نيسان، تساؤلات وشكوكاً كثيرة، بشأن ما حصل في صناديق الإقتراع. فهل صحيح أن جاد تابت، مرشح نقابتي، فاز بمنصب نقيب المهندسين لأنه استفاد من قلّة الإلتزام الحزبي بالتصويت لبول نجم مرشح التيار الوطني الحر؟ وما مدى صحّة الكلام عن “انتقام” القوات أو تيار المستقبل من التيار، الذي كان ضحيّة اللائحة الحزبية الفائزة بكل شيء إلا منصب النقيب؟
في شرح لفوز نقابتي، يقول بول أشقر، أحد منظمي الحملة، إنه “يجب الفصل بين الأصوات التي حصدها تابت والأصوات التي حصدتها نقابتي ككلّ”. فمعدل أصوات مرشحي نقابتي إلى عضوية المجلس هو 3090 صوتاً، بينما نال تابت 4079 صوتاً. واستطاع تابت أن يتقدّم على نجم في الصندوقين الأول والثاني، أي صناديق المهندسين الكبار في السن، الذين هم من جيله، ومن الصندوق 14 إلى 25، التي ضمّت أصوات المهندسين الشباب. بينما لم تتقدم لائحة نقابتي ككل، على لائحة الأحزاب، إلا في 4 صناديق.
يضيف أشقر أن استعمال حجّة خيانة الأحزاب بعضها لتبرير فوز نقابتي هو أمر مبالغ فيه، خصوصاً أن “نسبة الإلتزام بين الأحزاب بلغت 88%، إذا تمت مقارنة الأصوات التي حصل عليها مرشحوها”.
يؤكد طارق عمّار، منسق شؤون الانتخابات قي بيروت مدينتي، كلام أشقر. ويشير إلى أن عدد المقترعين الكلي كان 10246 مقترعاً، في حين أن مجموع المقترعين للمرشحين إلى منصب النقيب كان 9877 مقترعاً. أي أن هناك 369 مهندساً صوّتوا للأعضاء ولم يصوّتوا للنقيب. كيف يُفسّر ذلك؟ يقول عمّار إن “الحزبي وحده يمكن أن يصوّت للأعضاء ولا يصوّت للنقيب. أما المستقلّ فلا يفعلها”. بالتالي، صحيح أنّ هناك أصواتاً حزبية لم تذهب إلى نجم، لكنها لم تذهب بالضرورة إلى تابت.
يضيف عمّار أن “نسبة الاقتراع بلغت 25%، وهي جيدة مقارنة بالسنوات السابقة. رغم ذلك، لم تستقطب الأحزاب جمهورها بسبب غياب العصب الطائفي. في حين أنّ نقابتي كانت الأنشط واستقطبت شباباً، ورفعت نسبة التصويت في الصندوق رقم 25، وهو صندوق المهندسين الجدد الذين يصوتون للمرة الأولى، إلى 33%. أي بنسبة أعلى من المعدل العام”.
وهذه الأرقام، توضح أن تابت لم يفز بأصوات الحزبيين “الخائنين”. فهو، بالإضافة إلى 3000 صوت جمعتها نقابتي، استفاد من أصوات مهندسي جيله، كما استفاد من أصوات مهندسي الحزب التقدمي الاشتراكي، الذين صوتوا له ولم يصوتوا للائحة نقابتي كاملة.
لكن هذه التفسيرات لا تقنع التيار الوطني الحر ولا مرشحه بول نجم. إذ يقول لـ”المدن” إن “القصّة واضحة ولا تحتاج إلى كثير من التفاصيل”. يقصد نجم أنه عندما يذهب نحو 5000 صوت إلى مرشح القوات عن الفرع السابع و4000 صوت له، أي نجم، و3000 صوت لأعضاء نقابتي، فإنّ الأمور واضحة، وهناك 1000 صوت انقلبت ضدّه (نجم) ليفوز تابت.
وهذا ما ينفيه مصدر قواتي. فـ”أصوات القوات يجب أن تحتسب من رقم الي كرم، الفائز في الفرع الأول، الذي حصل على 4470 صوتاً، وليس من رقم ميشلين وهبة، القواتية، الفائزة عن الفرع السابع بـ5047 صوتاً. فمن غير المنطقي أن يشطّب القواتيون مرشحهم”.
والفرق بين ما ناله كرم وما ناله نجم كان نحو 400 صوت. وربما تكون هذه الأصوات، وفق المصدر القواتي، أصوات مهندسين من التيار ممتعضين من الانتخابات الداخلية، التي حصلت داخل التيار وأوصلت نجم، مرشح الوزير جبران باسيل. لكن هذا التفسير لا يبدو مقنعاً. فلماذا يريد العوني المحتج على ما جرى في حزبه أن يدعم القوات والمستقبل من دون حركة أمل وحزب الله؟
كما أنّ مرشّح المستقبل عن الهيئة العامة نال 4427 صوتاً، أي ما ناله كرم تقريباً. في حين نال مرشحو أمل وحزب الله نحو 3920 صوتاً، وهو رقم قريب مما حصّله التيار. وضمن الحلف الخماسي، حصل المستقبل والقوات على نحو 4400 صوت، في حين أن مرشحي التيار وحزب الله وأمل حصلوا على نحو 4000 صوت. والأغلب أن الـ400 صوت هم خليط بين القوات والمستقبل. لكن مارون رومانوس، وهو مرشح القوات إلى الجمعية العامة، الذي اعتبر منسحباً، نال 264 صوتاً، بينما نالت رنا الشميطلي، عن نقابتي، نحو 120 صوتاً زائداً عن زملائها. ومجموعهما قد يشكّل 400 صوت المفقودين من حزب الله وأمل والتيار.