بيروت- عباس علوية
غيرة منهم على بحرهم لكي يبقى نظيفاً خالياً من الأوساخ والمياه الآسنة، أنطلق اليوم أكثر من أربعين سبّاحاً تتراوح أعمارهم بين 19 عاماً و76 عاماً في “مسيرة” سباحة بدأت من قرب المنارة عند شاطئ بيروت، لتصل بعد ساعتين ونصف الساعة إلى شاطئ المنارة، قاطعة مسافة 5 كيلومترات.
الفكرة أطلقها رئيس مجموعة “تراثيوم” المهندس عبدالله عبسي نيابة عن “المجتمع اللبناني للرياضة في الهواء الطلق” وتلقفتها رئيسة “جمعية حملة الأزرق الكبير” المهندسة عفت ادريس شاتيلا” وجمعيتها، فحملاها إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي استقبل وفداً من الجهتين ليؤيد فكرتهم ويدعمها.
فبرعاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وبالاشتراك مع الجيش اللبناني وفي “مناسبة العيد الماسي لاستقلال لبنان” وتحت شعار “لنحميك” نظمت “جمعية حملة الازرق الكبير” و”المجتمع اللبناني للرياضة في الهواء الطلق” ( LOASS Lebanese Open Air Sports Society ) نشاط السباحة البيئي الرياضي غير التنافسي ابتداءً من الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد في 18 تشرين الثاني 2018 حيث تجمع السبّاحون المشاركون في هذا النشاط قرب “المنارة” عند شاطىء الجامعة الامركية في بيروت ثم انطلقوا بسباحة متراصة لا تبغي السباق، وتابعت وصولاً الى شاطىء الرملة البيضاء مروراً بصخرة الروشة التي عبروا من تحتها. وهناك كان في استقبالهم قائد الجيش ممثلاً بالعقيد البحري الياس القزي وقائد عام كشاف التربية الوطنية الأستاذ حسين فرحات على رأس وفد من المفوضين وقادة التدريب والموسيقى والكشافة الذين اصطفوا على جانبي الممر نحو منصة الاحتفال يعزفون نشيد الاستقبال إلى حشد من ممثلي الهيئات والجمعيات ومن المواطنين.
بعد النشيد الوطني اللبناني تحدث الإعلامي كامل جابر فقال: “أهلاً بالعائمين في زرقة الاستقلال، المغرمين بنقاء الهواء والماء، الهاتفين لنحميك، الحالمين ببحر نقي لا سيما في ماسية الاستقلال، في ماسية الحرّية التي خرج إليها اللبنانيون، شعباً وحكاماً منذ خمسة وسبعين عاماً كي يكسروا قيد الانتداب أو الاحتلال، وها أن أحفاد الأمس، أبناء اليوم والمستقبل، يمخرون عباب الماء في رقي السباحة من أجل الطبيعة السليمة النظيفة ولكي يوصلوا رسالتهم البيئية الهادفة إلى كل اللبنانيين، شعباً ومسؤولين، لنحمي بحرنا، من الاهمال والنفايات والمجاري والمياه الآسنة… ومثلما كنتم فرحين في السباحة الجماعية من مختلف الأعمار، من مدنيين وعسكريين، من مشارب متعددة، في بحركم الأزرق بهدف سامٍ، ولغايات ثقافية بيئية اجتماعية، كان البحر يبادلكم التحية والمحبة، ويشد على أيديكم التي عانقت ماءه على مدى أقل من ساعتين من السباحة الراقية، وعلى فكرتكم الجديدة التي تنفذ للمرة الأولى في لبنان، السباحة من أجل النظافة، السباحة لكي نحميك، فشكراً للصديق المهندس عبدالله عبسي على مبادرته، باسم “المجتمع اللبناني للرياضة في الهواء الطلق” لنشاط السباحة البيئي الرياضي، غير التنافسي تحت شعار “لنحميك” التي لاقت من تلقفها، المهندسة عفت ادريس شاتيلا وجمعيتها، “جمعية حملة الازرق الكبير”، وبدورهما أمام قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي أثنى عليها وأيدها ودعمها معنوياً ولوجستياً، فشكراً لكم جميعاً يا حماة لبنان، حماة بحره، قيادة جيش ومدنيين ساعين إلى بيئة نظيفة سليمة، براً وبحراً وفضاءً”.
وألقى كلمة المجتمع اللبناني للرياضة في الهواء الطلق، مدير عام شركة “عبسي” لصناعة الميداليات وجوائز التكريم المهندس عبدالله عبسي فأشار إلى أن “السباحة اليوم أبداً لم تكن تنافسية، بل لإيصال رسالتنا الواضحة تحت عنوان لنحميك، نريد بحراً نظيفا معافى نستطيع نحن وأبناؤنا أن نسبح فيه، أن نتنشق منه هواء نظيفاً. لقد شارك نحو خمسين سابحاً من مختلف الأعمار، بشكل متراص في السباحة مسافة خمسة كيلومترات بحرية، لم يتعب منهم سوى ثلاثة أشخاص لطول المسافة، لكن الجميع أبدوا روحاً عالية حيث بقي الجميع جنباً إلى جنب طول مسافة السباحة، بمواكبة مجموعة من المراكب، منها أحد الزوارق البحرية للجيش اللبناني الذي نشكر رعايته، قائداً وقيادة ورتباء وعناصر، وما تلاقي المجتمع المدني مع عناصر الجيش في هكذا نشاط إلا دليلاً واضحاً على الارتباط الوثيق الذي يتجاوز فيه الجيش اللبناني المسألة الأمنية العسكرية، إلى دعم الرياضة والنشاطات البيئية والثقافية، وهذا دأبه”.
وأثنى عبسي على مشاركة جمعية حملة الأزرق الكبير متمثلة برئيستها “التي لا تهدأ المهندسة عفت ادريس شاتيلا وأعضاء الجمعية، وكذلك على مشاركة الفنان المسرحي والتلفزيوني خالد السيد وعلى عدد من أبطال السباحة في لبنان ومن الأطباء والمهندسين وغيرهم”.
ثم تحدثت شاتيلا عن “أهمية رعاية الجيش اللبناني انطلاقاً من قائده العماد جوزاف عون لهكذا نشاطات تدفع باتجاه مشاركة شعبية ووطنية، أشكر هذه القيادة وممثل قائد الجيش العقيد الياس القزي وأشكر الصديق عبدالله عبسي صاحب فكرة نشاط اليوم، التي طرحها من أشهر طويلة وأصر على تنفيذها ولم يهدأ وقد أتت أوكلها اليوم. شكراً لكل من ساهم في نجاح هذا النشاط، ولكل من يدعمة حملتنا “لنحميك” ونشاطاتنا التي تسعى لكي يكون بحرنا أكثر حيوية ونظافة”.
بعدها جرى توزيع الميداليات والشهادات على السباحين وعلى ممثل قائد الجيش والقيادات الكشفية وداعمي النشاط، ثم كان حفل كوكتيل.