كامل جابر
ليس أرق من أن تعانق راحتيك عملاً إبداعياً بامتياز نفذه من عشرات السنين الرسام الروسي بول كوروليف (1896- 1992)، واحداً من عشرات الأعمال المنقولة عن لوحات تاريخية أو سابقة، أو من ابداعه الخاص الذي تحول بعضه إلى «الكروكي» (Croquis) صارت في أحيانها، من عملات لبنان أو طوابعه أو أوسمته أو الكثير الكثير مما نفذه هذا الذي شارك في صنع مجد لبنان وذاكرته، وبقي حتى مماته على دين جنسيته، بعدما خابت آماله في أن يحصل على الجنسية اللبنانية بعدما عاش في هذا الوطن عشرات السنين…
تخاف على واحدة من آلاف النماذج التي رسمها كوروليف وغير كوروليف، وقد نفذ بعضها وأُهمل الكثير منها، من خدش نظرة، ويحيرك سؤال دائم ومتكرر: لماذا يتجاهل لبنان من خلال مصرف لبنان أو وزارة الاتصالات والبريد أساسيات عملته وطوابعه وتاريخه وذاكرته؟ لماذا لا يضع يده من خلال أثمان لا تعادل ذرة هدر هنا وصفقة هناك على النماذج الأساسية التي صيرتها المطابع عملات وطوابع وأوراق يانصيب وغيرها الكثير الكثير مما تداوله الناس في بيعهم وشرائهم ومصدر عيشهم؟
أشكر اللحظة التي عانقت فيها واحداً من إبداعات كوروليف وتبقى الأمنية الملحة أن يتمعن اللبنانيون بأساسيا ذاكرتهم وعملاتهم وطوابعهم في معرض يستحق ويستحقون!!!