كتب المهندس الدكتور إبراهيم رشيد بيطار:
«جدي أبو سعيد حلّاقٌ مخضرم في النبطية، يعمل منذ نصف قرن.
لا يزال حتى اليوم يزاول مهنته ليجني قوت يومه. يذهب كل صباح مشياً على قدميه المتعبتين إلى «صالونه» الواقع في وسط المدينة. يعمل واقفًا ويعود عند الظهر، تحت أشعة الشمس محمّلاً بحاجات أيامه.
جدّي؛ لو كنتَ في دولة تقدّر مواطنيها الكادحين، لكنت اليوم مستحقا لتقاعدٍ كريم يدرُّ عليك ما يغنيك عن العمل.
عرضتُ على جدّي بعض الصّور التي التقطّها خلال رحلاتي، فأثارت إعجابه، وتحسّر على بلدنا، الذي لا يقلّ جمالاً عن سواه، هذا البلد الذي يتربّص به الكثير من الأعداء لمنع ازدهاره واستثمار ثرواته، كما أخبرني بأسى.
اليوم بعد غداء العيد، سارع جدّي السّبعيني إلى تنظيف الطاولة وغسل الصحون ليريح جدّتي من بعض الأعباء. يبتعد جدّي عن المشاكل بكل أصنافها، ويتميز بهدوء طويل.
أخبرتني جدتي أنه يداوم على الدعاء لنا عند كل صلاة يؤدّيها، وأن لسانه مفرط بذكرنا. كلّي فخر بأني حفيدُ كادحٍ عزيزٍ بعراقتك، أدعو لك بطول العمر ودوام العافية».