إلى «داني دريكو»
علّق الطائرة في رحلته الأخيرة على الريح لتطير.. من بيروت الى ابيدجان .
٤١ سنة طيران، واليوم هذه رحلته الأخيرة الى سماء تستند الى غيوم خفيفة.
سيعود الكابتن الى بيته، سيترك الريح تحمل اجنحة الأرز، فليس له بعد الآن سوى أرض يُسمّر فيها اقدامه ويغادر ساحة الفضاء الشاسع، وتلك الريح التي حملته بعيداً حتى حدود الأرض، بحدّ فاصل بين الإقلاع والهبوط، يتناوبان فوق البسيطة .
قائد خجول بعذوبته يمتطي دروب الخيال. من طعم خريف العمر يحطّ هنا وهناك، وكأنه يطير خلسة. يلامس الأرض بخفّة على المدرج. يطوي المسافات مثلما يطوي الكتاب في ومضة من سحاب الى مدن بين الشرق والغرب. كيف سيتخلّى عن شهوة الطيران؟
لن يستدرج الطيور بعد اليوم !لن تحمله الغيمة الى السماء !سيحتسي قهوته الصباحيّة ويرتاح. سيحمل ضجره اليومي ويسند ظله على شجرة عالية. سيداعب كلبه ولن يجعله ينتظر ذات مساء. سيتأمل تفتّح زهر الحديقة فوق السياج. سيسافر داخل هذا السفر.
يا صديقي حلّقت لتبحث عن أرض أخرى، فلم تجد سواها في فضاء كنت طائره الجميل .أتعلم أن الرحلة مستحيلة؟ اختصر الطريق واكتب سيرة العائد.
مع كل الحب
مرسيل خليفة