حسين سعد
يضيء عبد الحليم حمود في كتابه الجديد (زياد النبي الكافر) على مراحل أساسية من سيرة زياد الرحباني، منذ ايام المدرسة وريعان الشباب وحتى اليوم. ينطلق الكتاب بعملية سرد لسيرة الرحباني الهارب من بيت الأساطير نحو “الغربيّة” ليبدأ رحلته الإبداعية في فضاء يساري طغى على شخصيّة زياد الذي وصفه مؤلف الكتاب باليساري الأخير.
ويقدّم حمود سيرة زياد، في قالب نقدي تحليلي ينطلق من الطفولة، والمدرسة، وديوان “صديقي الله” الذي صدر وكان زياد في عمر الرابعة عشر. مع ذلك سنجد اننا امام سيرة فيروز أيضاً، وسيرة عاصي ومنصور، وعشرات الاسماء المتقاطعة مع ذلك الرحباني المتمرّد، وبعض المعلومات تكاد تنشر لأوّل مرة، أو أقلّه بهذا الاحتشاد للأخبار والأسرار، حيث يتطرق الكاتب حمّود الى زواج زياد الاول من دلال كرم وقضيّة ابنه عاصي الذي تبيّن انه ليس ابنه بعد فحص الدّي إن إي.
كذلك هناك تطرّق الى كواليس البيت مع مشاكل عاصي وزوجته نهاد حدّاد (فيروز) والتكسير المرافق لتلك الخلافات، وهي معلومات تخدش الأسطورة أو الهالة المكلّلة لتلك العائلة التي أعادت تخليق الوطن من خلال المسرحيات والاغنيات.
من ضمن فصول الكتاب، فصل يعيد استعراض ابرز الحوارات التي اجريت مع زياد الرحباني، أهمّها حواره الموسيقي المتخصّص مع الناقد الراحل نزار مروّة. كذلك هناك فصل يتوغّل في مسرحيّاته وشخصيّاتها ورمزيّاتها الحاملة لأكثر من وجه.
يستند الكتاب (الصادر عن دار رواة، من 256 صفحة) إلى عشرات المصادر والنقاد، وهناك مجموعة من الصور النادرة، مع مقدّمة بقلم شادي منصور الذي يصف زياد بالمستقيم في البلد المتعرّج.
وقد وقّع حمود كتابه في مركز عبّاس هاشم التربوي في صور بمشاركة حشد من المهتمّين.