كتب أحمد بيضون*
ابْنُ عَمِّنا يوسف سعيد بيضون شَنَقَهُ جَمال باشا في سنة ١٩١٦. شهيدُنا هذا مضى في سبيلِهِ وليس في يدِنا ما ننفَعُهُ بِهِ أو نُضِرّه… ولَكِنْ شاءَ سوءُ حَظّنا، نحْنُ أبْناءَ عُمومَتِهِ، أنْ يكونَ أُعْدِمَ في عاليه لا في بيروت وفي العاشرِ من آذار لا في السادسِ من أيّار!
عَليهِ لم نَحْظَ يوماً بنَهارِ عُطْلةٍ نتفَنْطَزُ فيه ونتشَبْرقُ إحياءً لذِكْرى الشهيدِ ولَمْ يُقَمْ لنا نُصُبٌ يأخُذُ أبناءُ العُمومةِ أمامَهُ صُوَراً لأنْفُسِهِم ولأَوْلادِهم. وكُنْتُ قد طَلَبْتُ، قَبْلَ سَنَواتٍ، أنْ يُحْجَزُ لسَيّارتي موقِفٌ خاصٌّ أمَامَ بِنايَتِنا في بيروت تكريماً للشَهيد. ولَكِنّ البلديّةَ غَصّتْ بِطَلَبي على الرُغْمِ من فَسادِها المَشْهور… لَعَلَّ بَلديّةَ عاليه لَبّتْ الطَلَبَ وفاتَها أن تُبْلِغني بالأمر! إذا ثَبَتَ هذا سأُضْطَرُّ إلى إيقافِ السَيّارةِ في ساحةِ عاليه، كُلّما خَرَجْتُ، والعودةِ إلى البيتِ ماشِياً أو في سيّارةِ أوبر. هذه استِهانةٌ بذكرى الشهيدِ لن نسكُتَ عَنْها… لن نَسْكُتَ عَنْها أبَداً!…
*سياسي وكاتب وباحث ومؤرخ