كامل جابر
مرّ عام يا صديقي الفنان علي بدر الدين، يا ديكنا الصيّاح كلّ صباح، توقظنا برفق من ركود انشغالاتنا في مختلف الهموم، لكي نلتفّ حول سيرتك، التي ما فتئت كالنّبع، كالنهر، تتدفق حكايات وخطوطاً ولوحات، وذكريات.
مرّ عام يا صديقي من غير أن نصدّق أنك في سفر طويل، وأنك تركت لنا الجدران والمساحات البيضاء لكي نخط عليها، بدورنا، حكاياتنا نحن، أحلامنا المتعثرة، وخطوطنا المتداخلة.. بيد أنها ساقتنا بما نختمره من حبّ وشوق، إلى إرثك الملّون كالأحلام، المزخرف كالأيقونات، هنا وهناك، إلى سحرك المتجلّي في أعمالك ولوحاتك، وفي صومعتك، تلك الأرض التي أنبتت أجمل الفنون، وإلى سيرتك، وهي سيرة لا تنقطع، ولن تنقطع.
يا صديقي أتممنا قسطاً ضئيلاً مما لك عندنا وفينا، فأقمنا مع ثلة من المحبين والأصدقاء معرض لوحاتك وجدارياتك، في المكان الذي أحببت دائماً، في قاعة النادي الحسيني، وصدرت مجموعة من بطاقات للوحات من أعمالك الخالدة، لكن مسيرة تكريمك لم تنتهِ بعد. وعلى الرغم من معوّقات الوباء والتردّي الاقتصادي الاجتماعي سنواصل رسالة عهدناها على أنفسنا، في كتاب يحمل ما تبقّى من أعمالك، وتكريس بيتك المحترف.
ابقَ حولنا يا صديقي لكي تبقى عيوننا عاشقة للحياة، تماماً مثل عشقها لمرورك اللطيف في تزيين حياتنا..
* الخطاط الفنان علي بدر الدين “الديك” (1951- 30/04/2020)..