كامل جابر
أخبرني عديلي الطبيب أنّ دزينة حلوى “زنود الست” في كفررمان، أضحت بستين ألف ليرة، أي بسعر خمسة آلاف ليرة لكلّ “زند”. وبما أنّ الطلب على الحلويات يزداد عادة في شهر رمضان المبارك، فمن الطبيعي أن هذه الحلويات باتت محرّمة على الفقراء وحتى على الموظفين وكثيرين من أصحاب الدّخل المحدود..
ينطبق هذا السعر على كثير من الحلويات المقلية والمشوية والمحشوة “المحشية” بالقشطة أو ما يعادلها…
ساعدتُ حماتي من يومين في البحث عن يقطينة مناسبة لمربّى القطع البرتقالية الأخاذة، المحبوبة. وبعد التقطيع وإزالة البذور والقشور والشوائب، بقي من اليقطينة التي بلغ ثمنها نحو خمسين ألف ليرة، بسعر خمسة آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد ستة كيلوغرامات صافية، بل أزود، أضافت إليها خمسة كيلوغرامات من السكّر “المدعوم”.
بعد الطبخ والغلي وترك المربّى الشهيّ حتى يبرد، استقر وزن “الطبخة” على أكثر من ثمانية كيلوغرامات. ولو اعتبرنا أن التكلفة العامة بلغت نحو ثمانين ألفاً، هذا يعني أن تكلفة الكيلوغرام الواحد من مربّى اليقطين بلغت عشرة آلاف ليرة لبنانية.
لعديلي قلت وأنا مندهش من أنّ تكلفة الكيلوغرام من مربّى اليقطين تعادل ثمن “زندين” اثنين فقط من “زنود السّت” التي تشبه أيّ شيء، إلا زنود “السّت”: “ومن شو بيشكي مربّى اليقطين؟”.
أجل يا أعزائي، مما يشكو مربى اليقطين؟ مع أنه أنظف وصحّي أكثر ويمكن للعائلة المكوّنة من خمسة أفراد أن تأكل من الكمّية التي تحدثنا عنها، مدة أسبوع كامل، فيما تحتاج في المقابل إلى سبع دزينات من “زنود الست” التي يتجاوز سعرها مجتمعة 400 ألف ليرة، أي نصف راتب موظف في التعليم وغيره..
لذا، أكرر ما قلته لعديلي: “ومن شو بيشكي اليقطين؟”
فلنعد إلى الانتاج البيتي الغذائيّ السليم، وليحلّق أصحاب “غاليرهات” الحلوى لوحدهم فوق الريح!