أحمد قعبور في النبطية يعانق الأرض التي أحبها وأحبته موقّعاً “لما تغيبي”

تحوّل اللقاء مع الفنان أحمد قعبور في قاعة دار الفرح التابع لجمعية تقدم المرأة في (كفرجوز)  النبطية إلى مهرجان وطني داعب أحاسيس الحاضرين والضيف على حدّ سواء، إذ حضرت المقاومة بتاريخها وعمقها في بال ووجدان أبناء الجنوب وحضرت الأغنية الوطنية، لاسيما عندما أنشد الجميع “أناديكم” بحماسة ووفاء، ثم كان حديث حول ذاكرة الفنان قعبور، وانتهى اللقاء على شوق وحب وتوقيع ألبوم قعبور الأخير “لمّا تغيبي”.

اللقاء نظمه المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المرأة في النبطية وجمعية بيت المصوّر في لبنان بحضور النائب ياسين جابر ممثلاً بالأستاذ ناجي جابر والنائب هاني قبيسي ممثلاً بالأستاذ حسين عليق ورئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ممثلاً بعضو المجلس البلدي الدكتور عباس وهبي، ورئيسة جمعية تقدم المرأة المربية زهرة صادق وحشد من الفاعليات الثقافية والأكاديمية والفنية والإعلامية والاجتماعية ومن سيدات النبطية ومنطقتها.

ترحيب من رئيس فرع المجلس الثقافي في النبطية، رئيس جمعية بيت المصور في لبنان كامل جابر، فقال: “اليوم تحمل إلينا يا أحمد كعبور ليست التحية للنبطية وهاجسك نحو الخيام والجنوب، أي نحو المقاومة والثورة والصمود، فحسب، بل أتيت بكل ما تحمله من حبّ، وإبداع وصوت ولحن عانقا وجداننا حتى العظم، فأهلاً بك في رحابك الجنوب، وبجديدك لمّا تغيبي”.

ثم تحدثت الدكتورة الأستاذة وطفاء حمادي هاشم فتناولت المسار الفني للفنان قعبور، ومحطات كثيرة في حياته، على المستويات الفنية والموسيقية والإعلامية”.

https://youtu.be/gb7c9ZfaqzE

وبعد عرض كليب “بيروت زهرة” الذي يتذكر وجوه الزمن الجميل في تلفزيون لبنان وفي المسرح والسينما والطرب والموسيقى، تحدث قعبور عن محطات في مسيرته وذاكرته، من جدّه إلى والده: «الحقيقة أنّ مصادر التأثّر كثيرة والوجوه التي علّمتني والعيون التي تطلّعت إليّ عندما كنت صغيراً أثّرت فيّ إن كان من الأقربين أو الأبعدين، أوّلهم محمود رشيدي والدي، ولقبه رشيدي لأن جدّه رشيد، الذي علّمني أصول الإيقاعات والمقامات عبر سماعي القرآن من الجوامع المجاورة لبيتنا فكان يقول لي بلهجته البيروتية: «تعا يا أبي هيدا مقام الرصد هيدا مقام النهوند هيدا الإيقاع سماعي…» يستغرب كثيرون أني لم أدرس الموسيقى، دراستي هي المسرح والسينما ولكن ملمّ جداً بالموسيقى في التأليف والتلحين والكتابة الموسيقية. كان لدى أمي فاطمة رغبة جامحة أن نكون متعلمين لنواجه ظروفنا القاسية. أما عن الآخرين، الأيقونات الآخرين، لا يمكن إلا أن أذكر سيّد درويش الحاضر معي بثورته، بجماله، بفرحه وبشبابه. وبالتأكيد عمر الزعني البيروتي الذي حفر بوجداني كثيراً وأعتقد أن سيد درويش وعمر الزعني هما اللذان ساهما في صنع هويتي الفنية”.

واضاف: «تعرفت إلى فلسطين من بائع الخضار الذي كانت تشتري من عنده أمي، إلى أن وقعت عيناي على قصيدة “أشدّ على أياديكم” للشاعر الفلسطيني توفيق زياد. طبعاً الوجع الأول والقضية الأولى هي القضية الفلسطينية ويا ليتها هي الوحيدة الآن، الآن هناك القضية السورية والعراقية واليمنية والمصرية، وأعتقد أن من ينحاز فعلياً للقضية الفلسطينية يجب أن ينحاز لكل المظلومين، أن تكون مع القضية الفلسطينية هذا إختبار أخلاقي وإنساني لكل القضايا في العالم، لا أصدّق الذي يقول أنا مع الشعب الفلسطيني وبنفس الوقت مع قتلة آخرين».

وعن ألبومه الأخير «لمّا تغيبي» قال: «هو عنوان أغنية من ١٨ أغنية في الألبوم الجديد، يحكي الألبوم عن قضية أساسية هي المرأة، المرأة تعنيني وأعتقد أن أجمل ما فيّ أخذته من المرأة، من أمي وأختي وزوجتي والصديقات اللواتي مررن في حياتي، أعتقد أن المرأة تبلسم الجروح التي يُحدثها الرجل. «لمّا تغيبي» كتبها صديق خسرته من أكثر من ١٥ عاماً، شاعر شاب توفي بحادث سيارة إسمه باسم زيتوني، وقد لحّنت الأغنية بعد كتابتها مباشرة ولكن كلما دخلت الأستديو أفشل بغنائها، أتذكر باسم وأشعر بغصّة، إلى أن غنّيتها أخيراً. هناك منحى إنساني في بقيّة الأغاني، فيها شيء كمن عاش في ملجأ فترة وخرج ورأى النور وأحبّ أن يغنّي بهدوء دون أن يتنازل عن جوهر القناعات الأساسية التي لها علاقة بالحب، بالعدالة الإنسانية وبالكرامة الإنسانية، بحلمنا أن نعيش في بلاد مطمئنة على كوكب مطمئن لأن الكوكب كله لم يعد مطمئناً. يتضمّن الألبوم ٤ أغاني بأصوات ٤ صديقات أنا كتبت الأغاني ولحنتها. أغنية غنتها شانتال بيطار عن المخطوفين وحكايتهم في لبنان، أغنية عاطفية غنتها صديقتي الفلسطينية أمل عكوش إسمها «دق الباب»، إيفون الهاشم غنّت أغنية «ما في شي» عن تعنيف المرأة لأني منحاز جداً لهذا الموضوع وأمارسه بشكل يومي، إستعدت بصوت «نادين حسن» أغنية قديمة عزيزة على قلبي «يا ستي ليكي ليكي» أداء وتوزيع نادين حسن. يتضمن الألبوم أيضاً ثلاثية، ٣ أغاني عن الأب إخترت منهم ٤ أبيات لمحمود درويش والبقية لصديقة إسمها بثينة سليمان. هناك أيضاً أغنية عن بيروت والتي ترافقني دوماً «بيروت زهرة»، وأخيراً أغنية أتمنى أن لا تُحدث لي مشاكل «مين عطاك الحق» أخاطب فيها المستبد والظالم الذي يعتقد أنه يمتلك كل الحقيقة وكل المعرفة فأقول له «مين عطاك الحق».

وبعد إنشاده لأغنيتي “شو حلو” و”أناديكم” وقع قعبور ألبوم “لمّا تغيبي” وألبوماته الأخرى وسط كثافة من الصور التذكارية، لا سيما من الجنس اللطيف.