“مثل إبداع المصورين ما في (لا يوجد)، والدليل هالصور (هذه الصور)، التي التقطت لمراحل خسوف القمر العملاق ولونه الدامي، خلال ظاهرة أطول خسوف للقمر في القرن الـ21″، يغرد مروان مصطفى.
قبل عيون المصورين، لم يسبق أن كانت الصور تبدو شبيهة بالحياة؛ فقد فعل التصوير الفوتوغرافي هذا بشكل جيد، حيث جمد حركة الخيول، تحطم الزجاج، تساقط المطر، ودخل إلى العالم المجهري للحشرات والبلورات، ليفتح نافذة على الأطياف غير المرئية بالعين المجردة؛ مثل الكواكب والنجوم، غيّر الأحداث وكيفية تفاعل الناس معها.
في العقد الأول من القرن الـ21، أصبحت الهواتف المحمولة قادرة على إنتاج وتوزيع الصور في ثوانٍ، متاحة، ومن دون كلفة تقريباً، إذ يغرد المصور الفوتوغرافي جون كابونيغرو “في دقيقة واحدة، يمكنك الآن إنشاء صورة ومعالجتها والتعليق عليها وتوزيعها”.
جمعية “بيت المصور”
انجرف الناس إلى الدارج، وذهب اهتمامهم بالصورة ضمن إطار الهاتف، وباتت مجموعاتهم الخاصة موجودة داخل هذا الجهاز الصغير، وعندما يتلف، تحترق ذكرياتهم المصورة!.
شجع “بيت المصور” على الاهتمام بالصورة كصورة، إذ يمكن لمن يبحث عن دار يعنى بالصورة والمصورين، الفنانين، الرسامين والنحاتين أن يستدّل إليه ببساطة من خلال جمعية “بيت المصور” في لبنان، فهي أيضاً “بمثابة باب واسع للمجموعات الشبابية التي لا يتسنى لها أن تكون في أندية وجمعيات. وترحب الجمعية بالمنتسبين مع ضرورة التمتع بالشروط التي ينص عليها نظامها الداخلي”، بحسب كلام رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الإعلامي كامل جابر.
تقيم الجمعية دورات للمصورين الهواة، ورحلات استكشاف لمناطق جغرافية لبنانية ساحرة لتطبيق الدروس النظرية في كيفية استخدام عدسات الكاميرا، كما تعاونت مع البلديات والجمعيات والمدارس عبر إعطاء دروس في التوجيه الفوتوغرافي. وعلى صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي تنشر جمعية “بيت المصور” أجمل لقطات للمشاركين من الهواة والمصورين مرفقة بشرح يشمل التقنيات التي اتخذت فيها الصورة.
انتقلت الجمعية قبل ثلاث سنوات من رحم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وبعد تقديم علم وخبر لوزارة الداخلية والبلديات في لبنان، حصلت الجمعية على ترخيص في عام 2015.
ذاع صيت نشاطاتها، الذي شمل كل مبدعي لبنان، من إقامة المعارض، إصدار البطاقات البريدية بالتعاون مع معرض خليل برجاوي لطوابع البريد، إقامة دورات تدريبية، وتكريم مبدعين بالإضافة إلى معارض للصور الفوتوغرافية وأعمال رسم لفنانين معروفين ورحلات جماعية للتصوير الفوتوغرافي.
على يد جمعية “بيت المصور” أبصر طابع الفنان الكبير نصري شمس الدين، النور، وذلك بعد طول مطالبة، وبحسب ما نشرته الصحف اللبنانية أصبح بالإمكان استخدام الطابع في المعاملات البريدية، كما كرمت الجمعية الروائية املي نصرالله، بتوزيع ثلاث بطاقات بريدية من إعدادها، والسعي مع القصر الجمهوري حتى تحقق قرار منحها وساماً جمهورياً من رتبة “كومندور”، وكذلك فعلوا في تكريم “عميد” المصورين الفوتوغرافيين محمد ترجمان، كما تم اطلاق نحو 19 بطاقة بريدية تحت عنوان “ذاكرة النبطية في 100 عام” واللائحة تطول، كان آخرها تكريم الفنان والموسيقار مارسيل خليفة.
المصورون
الجميع يعرف كيف يلتقط الصور، إلا أن عدداً قليلاً جداً من المستخدمين يفهمون كيفية استخدام الكاميرا، لذلك تنقل رانيا حسن على صفحة جمعية “بيت المصور” رابطاً، يصف المصورين بأنهم “يصوبون عدتهم على ما هو أجمل من الجمال، يصوّرن الموسيقى على جذوع الأشجار، ويطاردون صدى الفصول، بعيونهم السحرية تعبر أصابعهم السهول، يصورون الشمس وهي تلعب في السماء، يشاركون بقلبهم وعيونهم ومهاراتهم عين الكاميرا لتصنع الصورة”.
نشر على موقع الحياة يوم السبت في 4 آب 2018
http://www.hayatweb.com/article/225756#.W2XwdsVPR04.whatsapp