كامل جابر
قبل يومين من جولة فنية جديدة عبر العالم بعد جولة كندا، يبلغ مارسيل خليفة في العاشر من حزيران الجاري، الثامنة والستين، أمضى مجملها متنقلاً من مسرح إلى مسرح ومهرجان إلى آخر في لبنان والعالم العربي والغربي، لتتوجه ألحانه وموسيقاه التي تخطت الحدود الجغرافية المحلية عبر ما غناه منفرداً أو ما رددته أميمة الخليل وجوقة “الميادين” في مرحلة ما، لأهم الشعراء العرب، وفي طليعتهم الشاعر الراحل محمود درويش، رائداً للأغنية الملتزمة، الثورية والمقاومة، تحول بعضها إلى أناشيد وطنية وألحان حماسية تشحذ همّة الثوار والأحرار أنّى كانوا، وكان للقضية الفلسطينية حيزاً كبيراً منها.
ولأنه كذلك، وبعد نيل الموسيقي اللبناني أرفع وسام جمهوري تونسي قلده إياه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في 19 آذار/ مارس 2018، تقديراً لعطاءاته، لا سيما للقضية الفلسطينية، إلى جانب مجموعة أخرى من أوسمة التقدير التي توجت أعماله في أقطار عربية وغربية، تطلق “جمعية بيت المصور في لبنان” و”المجلس الثقافي للبنان الجنوبي” و”معرض خليل برجاوي لطوابع البريد” و”منتدى حفظة الذاكرة” بالتعاون مع بلدية مدينة النبطية و”مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي” سلسلة من الاصدارات تحت عنوان “لأنك المطر غنّتك عصافير الجنوب، تحية إلى مارسيل خليفة”، في طليعتها إصدار 300 ميدالية برونزية نافرة لمنحوتة أعدها من أجل هذه المناسبة الفنان النحّات شربل فارس “بكثير من الحب والمعرفة والإتقان والتفاصيل الدقيقة”؛ ستتحول مسكوكة من النحاس الأحمر بقطر يبلغ 50 مليمتراً وسماكة 5 مليمترات من وجهين، احدها الأمامي ثلاثي الأبعاد لوجه مارسيل خليفة (المنحوتة) والخلفي يحمل عنوان “صرخة ثائر” (بالعربية والإنكليزية Rebel Yell) إحدى أهم الأغاني التي لحنها مارسيل خليفة وغدت نشيداً ثورياً يتردد في أكثر من قطر عربي بالإضافة إلى توقيع خليفة بالعربية والفرنسية وتاريخ الإصدار. أما مظهر الميدالية الخارجي فبرونزي ناشف “مات” ضمن علبة خشب وجلد وزجاج فاخرة (تنفيذ شركة عبسي على تقنية تقليدية من شأنها أن تعطي الميدالية أبعادها الثلاثية المرجوة، نفيدكم بتفاصيلحا لاحقاً).
تطلق الميدالية المدعمة بشهادة جودة، “المرقمة” من 1 إلى 300، والتي سيتاح قسم منها (بعدما تمّ حجز عدد من قبل المعنيين) أمام الهواة تقريباً بكلفة إنتاجها، في مهرجان كبير يقام في مركز كامل يوسف جابر الثقافي في النبطية في النصف الأول من شهر تموز المقبل، يشارك فيه حشد من الفنانين والشعراء يتقدمهم الشاعر الكبير شوقي بزيع وأميمة الخليل وسامي حواط وشربل فارس والنائب ياسين جابر وآخرون. وإلى الشهادات والأغنيات التي ستكلل المهرجان، توزع على الحضور مغلفات فاخرة موقعة من الفنان مرسيل خليفة، يحتوي كل واحد منها على ست بطاقات بريدية لصور بين الملونة والأسود والأبيض، تختصر مسيرة صاحب أغنية “أحن إلى خبز أمي” (كلمات الشاعر محمود درويش)، طوال خمسين عاماً، لا سيما بعض المهرجانات “الأولى” بين 1977 و1980، التقط معظمها المصور الفنان جمال السعيدي. وإليها من المقرر أن يوقع الفنان خليفة لمحبيه وجمهوره مجموعة من ألبوماته القديمة والحديثة المسجلة على أقراص مدمجة.