استقبل رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي اليوم الاثنين (19 آذار/ مارس 2018) الفنان العربي مارسيل خليفة في قصر قرطاج، في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى تونس لاحياء تظاهرات بمناسبة عيد الاستقلال الوطني.
وتقديرا “لتميّزه على الساحة الفنيّة، وإسهامه في النهوض بالأغنية العربية الملتزمة نصرةً للقضايا الانسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، منح رئيس الدولة الفنان مارسيل خليفة الصنف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق بعنوان “قطاع الثقافة”. وحضر اللقاء وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين.
وأثنى الرئيس على دور الفنان خليفة في مقاومة الإرهاب وقال: “إن الثقافة والفن هما أنجع سبيل لمقاومة الارهاب”.
وقال الفنان خليفة مخاطباً الرئيس: “علاقتي في تونس علاقة قديمة، ويوم أتيت إليها أول مرة كنت شاباً صغيراً، متمرداً ثائراً، في السبعينيات، طلبوني إلى أمسية في قرطاج وكنت في بداية مشواري، وبدل أمسية واحدة أقمنا ثلاث أمسيات في كل واحدة 15 ألف مشارك، ثم 24 مهرجاناً في 24 مدينة تونسية، فبقيت هنا شهراً ونصف الشهر، فسأل الرئيس بورقيبه ماذا يحدث في تونس؟ فأجابوه أن ثمة شاباً جاء من لبنان والشعب التونسي بأكمله يلحق به، فقال: امنحوه وسام الاستحقاق الثقافي. وأنا كما أصعد إلى المسرح أتيت بثيابي العادية، “جينز وتي شيرت”، فسأل مدير التشريفات أين الجاكيت؟ قلت لا يوجد لدي، فقال: سيمنحوك الوسام ويجب أن يعلق على الجاكيت، فألبسني جاكيته، وعندما سألني عنها لحظة المغادرة، سألته أتريدها مع الوسام أم من دونه؟”.
وأضاف: “أشكركم جزيل الشكر والامتنان، وأشعر مع هذه العلاقة الوثيقة بين لبنان وتونس، أنني تونسي. الرحلة الأولى إلى الخارج كانت إلى تونس ودخلت في نسيج الشعب التونسي، هذه الموسيقى وهذه الأغنية وهذه الثقافة، والوزير (زين العابدين) فنان، لها علاقة كلها بما قدمناه ها هنا، أشكركم مجدداً على هذا الاهتمام وهذا التكريم”.
ورد الرئيس: “هذا واجب، ونحن نولي الثقافة أهمية عالية، فمقاومة الارهاب ليست موضوعاً أمنياً ومادياً، بل هو روحي، وكل شيء يزول والثقافة تبقى”.
وأمام الصحافيين قال خليفة: “أشكركم على هذا الوسام، وأنا بدوري أهديه إلى الشعب التونسي لأنه يستحق، أشكر الرئيس على اهتمامه وأشكر وزير الثقافة زين العابدين وهو زميل وفنان، وأتمنى للشعب التونسي أن يستمر في ثورته كي نصل إلى ذلك المكان الجميل، الذي يشبه الموسيقى، ويشبه الحياة التي فيها عذوبة كأغنية بسيطة، وأعتبر أن في داخلي كثيراً من الجمال التونسي، وأنا أحببت تونس منذ البداية، منذ جئت للمرة الأولى، وكتبت اليوم على صفحتي أن الياسمينات الأولى التي حصلت عليها في أول رحلة لم أزل اتذكرها ولمّا تزل رائحتها وعطرها معششة في داخلي. أتمنى لتونس الخير والتقدم وأن تستمر ما بدأت به من ثورة وطموح إلى الأمام”.
https://youtu.be/Pd9J94bdMIw