نصري شمس الدين.. دائماً في البال
كامل جابر
تحل اليوم في الثامن عشر من آذار 2018، الذكرى الخامسة والثلاثون لرحيل عملاق الأغنية الشعبية والتراثية اللبنانية نصري شمس الدين، إذ هوى في التاريخ عينه من العام 1983 على المسرح في سوريا نتيجة نزيف دماغي حاد بينما كان يؤدي وصلة غنائية، ما أدى إلى وفاته في عزّ عطائه عن 56 عاماً وووري بعدها جبانة بلدته جون (الشوف).
عانت عائلة نصري شمس الدين ومحبوه، بعد رحيله من تهميش لكل تراثه وسيرته، ولم تكرمه الدولة اللبنانية كما يجب، أو تهتم بأرشيفه وإرثه الفني الذي تناتشته الفوضى الإعلامية، وتجاهلت ما بقي من رصيد غنائي، لم ينشر حتى اليوم، وهو كناية عن عشرات الأغاني المسجلة بالصوت والموسيقى.
في العام المنصرم، وضعت بلدية جون جهدها الكبير لتكريم الراحل العملاق، في مناسبة مرور تسعين عاماً على ولادته، فأقامت متعاونة مع وزارة الثقافة اللبنانية والوزير الدكتور غطاس خوري ولجنة احياء تراث نصري شمس الدين وجمعية بيت المصور في لبنان ومعرض خليل برجاوي لطوابع البريد ومنتدى حفظة الذاكرة مهرجاناً حاشداً شاركت فيه فرقة الاوركسترا الشرق عربية بقيادة المايسترو اندريه الحاج وغناء الفنان جلبير جلخ، وصدرت في هذه المناسبة ميدالية مذهبة تحمل رسمه باللباس التراثي، وأزراراً مذهبة فضلاً عن 8 بطاقات بريدية لصور نادرة للراحل الكبير.
ولم يطل الأمر حتى صدر عن وزارة الاتصالات و”ليبان بوست” بتاريخ 19 تشرين الأول 2017 الطابع البريدي “المنتظر 34 عاماً” الذي يحمل صورة الفنان نصري شمس الدين ومغلفه التذكاري (من تصميم الإعلامي كامل جابر) بجهد من النائب محمد الحجار ورئيس بلدية جون جورج مخول والجمعيات المشاركة في التكريم، وأقيم في مناسبة صدوره مهرجان حاشد في مدينة النبطية بتاريخ 18 تشرين الثاني 2017 بالتعاون مع مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي وجرى توزيع مغلف تذكاري يحمل الطابع على الحضور من تصميم (كامل جابر) ورسم الفنانة التشكيلية خولة الطفيلي وخطوط الفنان علي عاصي، إضافة إلى بطاقة بريدية من نوع ماكسي كارد.
في ذكرى مرور 35 عاماً على رحيل عملاق من لبنان، ملأ الساحة والعالمين العربي والغربي بصوت نادر جعل للأغنية الشعبية اللبنانية نكهة مميزة ولوناً قلّ مثيله، سيبقى نصري شمس الدين ورصيده الفني المميز في البال والذاكرة والوجدان.