في 6 شباط (فبراير) الحالي، يقلّد رئيس الجمهورية ميشال عون الأديبة والروائية اللبنانية إملي نصرالله (الصورة) وساماً جمهورياً من رتبة «كومندور»، تقديراً «لعطائها وإبداعها الإنسانيَيْن، ولما خطّه قلمها من كتب وروايات شكلت هداية وثقافة لأبناء الوطن وللعالم بأسره، وكانت رائدة بامتياز، ورفعت اسم لبنان عالياً…».
ومن المقرّر أن تتوجّه نصرالله إلى القصر الجمهوري (بعبدا) مع عدد من أفراد عائلتها الذين حضروا من بلاد الاغتراب، بمرافقة رئيس جمعية «بيت المصوّر» في لبنان كامل جابر، والشاعرة نجوى القلعاني، وصاحب «معرض خليل برجاوي لطوابع البريد»، الذين تقدموا بطلب الوسام، ووقع عليه الرئيس عون مباشرة، «إذ كان يرغب في تكريمها بوسام الأرز الوطني، ويكنّ لها كل المحبة والتقدير»، وفق ما أفادت مصادر القصر.
والجدير ذكره أنّ صاحبة «طيور أيلول»، مولودة بتاريخ 10 تموز (يوليو) في عام 1931 في بلدة كوكبا في قضاء حاصبيا (جنوب لبنان)، ترعرعت في بلدة أمها في الكفير المجاورة، كما تقاوم مرض السرطان منذ عامين وتخضع لعلاج مستمر.
وكانت قد كُرّمت في آب (أغسطس) الماضي في ألمانيا التي منحتها وسام «غوته» الفخري، بناء على ما جاء في براءة الجائزة: «إملي نصرالله إحدى أبرز الكاتبات في العالم العربي، كتبت للصغار والكبار، وخلقت لغة شعرية لتصف زمن الحرب، وهي تستحق هذه الجائزة».
كذلك، كرّمها «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» وجمعية «بيت المصوّر» و«مؤسسة نجوى القلعاني» و«المنبر الثقافي» (التابع لجمعية التَّخَصُّص والتوجيه العلمي) و«جمعية تقدّم المرأة» في النبطية و«معرض خليل برجاوي لطوابع البريد»، ضمن احتفال حاشد أقيم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مركز جمعية «التخصّص العلمي» في بيروت.
ومما جاء في الكتاب المرفوع إلى عون: «لقد شكلت الأديبة إملي نصرالله نموذجاً فريداً للمرأة اللبنانية في عطائها الإنساني على أكثر من صعيد، فناضلت من أجل حرّية المرأة، من خلال قلمها أو مواقفها الإنسانية، وألّفت عشرات الكتب التي خاطبت حقوق المرأة في المساواة والتعبير. وكتبت عن رائدات من الشرق والغرب، مثلما خاطبت أجيال اللبنانيين كافة من خلال نصوصها الأدبية والفكرية والشاعرية التي درس عليها مجمل تلامذة لبنان، وكتبت عشرات الروايات، ومنها روايات للفتيان والأطفال، التي تدور حول الإنسان والحياة والحوار والجذور العائلية وغيرها من القصص التي جعلت رواياتها تترجم إلى أكثر من لغة عالمية من بينها: الإنكليزية، الألمانية، الهولندية، الدانماركية، الفنلندية والتايلاندية… إنّها مجموعة قصص تتحدث عن الواقع، لكنّ قلم إملي نصراللّه أبدعها برهافة فنيّة وحسّ إنسانيّ عميق، فارتدت طابع الشمول الإنسانيّ والثقافي…».
ولاحقاً سيسعى المشاركون في تكريم نصرالله إلى استصدار طابع بريدي من وزارة الاتصالات «إسوة بعدد من النساء الرائدات اللواتي صدرت لهن طوابع تكريمية خلال حياتهن».