الترمس البرّي زينة الحقول وغذاء القطعان

 

كامل جابر

بدأ الترمس البرّي «Lupinus» يفلش سجاداته «الصينية» على الروابي والمنحدرات والأرض البور وبعض السهول بين النبطية ومرجعيون في جنوب لبنان. ويشكّل شهر شباط منطلق الزهرات «الليلكيّة» التي تتفتّح تباعاً على شكل عنقود هرمي، لتبدأ بالإنعقاد قروناً بين آذار ونيسان وأيار.

وعدا عن البُسط الليلكيّة الجميلة، الساحرة للعيون، التي يشكلها الانتشار الواسع للترمس البرّي في موسم الربيع، تغدو «مساكبه» مراعٍ للأبقار والمواشي بعدما بات يتجاهله المزراعون، مع أنّه يتكاثر «برّيّاً» بالتواتر من الحبوب المتروكة في الحقول من عام إلى عام، ما يؤكّد أن الترمس يعيد إنتاج ذاته بعيداً عن بذر المزارعين له وتكلفة الزراعة، ربما مردّ ذلك إلى تراجع الزراعة المختلفة بشكل ملحوظ، جنوباً.

أصلا لم تلقَ زراعة الترمس التي تشكّل غذاءً مهمّاً على أكثر من مستوى، اهتماماً لدى المزارعين الجنوبيين، إذ اكتفوا بشرائه مستورداً حبوباً «جاهزة» لينقع في البرك ومجاري الينابيع عدة أيام كي يغدو حلواً جاهزاً لتزيين الموائد أو تسلية السهرات. لذلك يقتصر الاهتمام به من قبل الرعاة فيعدونه غذاءً جيداً لقطعانهم ومساحات للرعي «المجاني».

الترمس البري من الزراعات المنتشرة بتلقائيّة بين لبنان وفلسطين وسوريا والأردن ومصر. ويعتبر من أغنى الحبوب بالألياف، ما يجعله غذاءً مناسباً لمرضى السكري، كون هذه الألياف تخفف من إمتصاص الجسم للـ«جلوكوز» الناتج عن تحلل النشويات والسكريات. ويحتوي على نسبة جيدة من «البروتين» (نحو 30 بالمئة) و«الكربوهيدرات» (نحو 34 بالمئة) و«الليسيتين» المحتوية على الكالسيوم والفوسفور. ويحدّ من ارتفاع مستوى الكولسترول، ويقاوم الامساك، ويحمي من الاصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.

الصور بعدسة كامل جابر