اليعسوب العاشق/ شربل فارس

 

اليعسوب، أو ذكر النحل، حشرة تنشأ من البيوض غير الملقحة في خلية النحل، وهو أكبر حجماً من الملكة والنحلات العاملات في الخلية، وتقتصر وظيفته على تلقيح الملكات لإنتاج البيض فقط… وتتخلص منه العاملات (يقتلنه) بعد تخصيب الملكة…؟!

الموت أو تلقيح الملكة
الموت بعد تلقيح الملكة؟
رفضَ خيار الِابادة

المنحوتة بعدسة باسم نحلة

تمرَّد على القدر المحتوم
وقرفص يطُّن على باب القفير
معتصماً متمرداً
حتى الموت جوعاً…
وبعد تدخل عشائر الخلية
والدوائر المختصة
رمته النحلات العاملات خارجاً
بفتوى من الاكبر سناً…
أنت مخرِّب..أنت تكفيري.!
اخترن له الموت الرحيم
لا تلقيح
لا عسل
ولا من يحزنون

وهناك على ضفة نهر ابراهيم
بين شتلتي الزعتر البري
جعل اليعسوب من طاسة رأسه
قصعة من العسل المجفف
تأتيه ذكور النحل الهاربة من كل صوب
وكذلك النمل
والدبابير والعناكب السوداء…
……………………
صدرك يا مليكتي ترهَّل
لن يريح رأسي المُتعب
اذا بكيت… ابكي وحيداً
الهو بدموعي
حراً..حراً
انام واصحو
على رأس انفي
يراقة فراشة
وعلى مؤخرتي يتكوَّر
خرطوم فيل

لن ارضى بعد اليوم يا عشتروت
صدري قفصاً بلا قلب
اضلعي اعواداً يابسة
في العاصفة
خُلقت عاشقاً
يرفض ان تقتصر وظيفته
على تلقيح الملكات

حذارِ من هبلي
حذارِ من تشريدي
حذارِ من يأسي

زفيري يسدُّ الأفق
انزعوا من المدى
كل المتاريس والحواجز
ومخيمات الاعاشة
لن اطير بعد اليوم
الاَّ فوق طريق اخضر
يوصلني إلى الشمس

انا العاشق
اكره الوصل للتلقيح!
ارفض ليلة “الدُخلة”!
هالة من نور تسقط من رأسي
لتلتف حول عنقي
كحبل المشنقة؟!

انا ادونيس الذي لا يموت
اسوق الريح امامي كالماعز
والخنزير البري
ورائي
يحمل مظلة
أنت عشتروت كل الفصول
حذارِ من حبي المجنون
يا نهر جبيل
من رحيقي الأحمر في البراعم!
من فقاقيع زفرات الناي
في انين الوحل…

لن تدركني دموع الثكإلى
ولا نحيب الأرامل
انا القابض على الموج
بيدين اسطوريتين
لن تطالني عبودية النحل
ولا نظامها الابدي
ولا ادبيات المراحل
انا الصاعد كالشهب
بجناحي نسر جريح
اقطف من جبين الشمس
خصلات
تنير
كل الظلمات
وتزنِّر الشمائل

اسقطت السلاح من يدي
جثتي مسالمة
احمل تاريخي على ظهري
وامضي إلى قفير حرية
على تخوم اللا نهاية

ارفض انظمة القفران
وحموضة العسل في الخلايا
حراً طريداً
ابحث عن موتٍ اسطوري
كحصان اصيل
يُسرجه الرعد
وتمتطيه العاصفة

مليكتي عشتروت
عذراً
ارفض التلقيح
ارتعاشة لحظة
وموت سرمدي
لن اكمل دربي
وانا اتوكأ
على هيكل عظمي
حريتي
نسغ يسري
في عروقي الناشفة
ورائحة الحيض
لا اتلقفها الاَّ
خارج القفير

اخرجي من زنزأنتك
من التلافيف العفنة
إلى الضوء، إلى الالوان
نطوف كل الفصول
وقبل اللقاح
ارسم باجفاني
وشماً على عينيكِ
اعصر السحابة في فمي
التقط الرعد بأسناني
أوزع فتات البرق
على جحافل
العميان

نحت وكلمات شربل فارس