طيردبا تستحضر نضال فقيدها الشيوعي حسن حيدر سعد

 حسنُ الخصال… طيبُ الأفعال...

أبكرت الرحيل يا أعزّ الرجال...

برحيلك “حسن” فقدنا رجلاً مناضلاً ثورياً عنيداً بمواقفه، من خيرة شبابنا المناضلين والمساهمين في دعم القضية الوطنية اللبنانية والفلسطينية على حد سواء من خلال مسيرة مقاومة وصمود باسل في وجه محتلٍ غاصب. تسعٌ وخمسون عاماً كانت رحلةُ حياة الفقيد والمليئة بالتعب والأمل والنضال في سبيل العيش بكرامة وعزة وأمان، لقد آثر حسن أمام هذا الواقع أن يسلك خطاً رسمه لنفسه منذ نعومة أظفاره وهو خط المقاومة من خلال انخراطه المبكر في العمل السياسي والوطني من خلال التحاقه في صفوف الحركة الوطنية اللبنانية وحمله لواء الدفاع عن الوطن ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي عند الإجتياح الأول عام ١٩٧٨.

انتسب الرفيق حسن إلى الحزب الشيوعي اللبناني عام ١٩٨٠ وتسلّم مهاماً عدة والتحق بعدها بعامين بصفوف جبهة المقاومة الوطنية، وقضى الفقيد أشهراً عدة في معتقلي أنصار اللبناني وعتليت داخل فلسطين المحتلة ذاق فيهما أشدّ أنواع التعذيب وأقصاها إلا أنه لم يستكن ولم يستسلم فعاد بعد إطلاق سراحه للعمل المقاوم وكان من أوائل المدافعين عن العمال وحقوقهم والمشارك معهم في مختلف أنواع التظاهرات من أجل تحقيق مطالب الشعب المحقة في وجه سلطة فاسدة.

ستبقى ذكراك “أبا جنى” علماً مشرعاً في سماء بلدتك التي أحببت “طيردبا” ومستمراً جيلاً بعد جيل مقاوماً لكل أنواع التكريه والإذلال ومن أجل الحرية والمساواة والكرامة، وسيبقى رفقاء دربك على نهجك ماضون في طريق التصدي والنضال.

أحيا الحزب الشيوعي اللبناني وآل الفقيد وأهالي بلدة طيردبا ذكرى مرور ثلاثة أيام على رحيل فقيد الشباب الغالي حسن حيدر سعد في حفلٍ تأبيني حاشد غصّت به قاعة حسينية السيدة زينب في البلدة بالحضور الذي تنوّع بين فاعليات سياسية وحزبية ورؤوساء بلديّات ومخاتير من البلدة والمناطق المجاورة وشخصيات نقابية وعسكرية واجتماعية وتربوية وأمنية وثقافية ورياضية وإعلامية وعلماء دين وقوى وأحزاب وطنية لبنانية وفلسطينية على مختلف أنواعها وموظفي دولة وأطباء وصيادلة.

بدأ الحفل الذي عرّفه الأستاذ يوسف سعد، بآيات بينات من القرآن الكريم رتّلها على مسامع الحاضرين الشيخ حسن زيات، ثم ألقى بعده عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور حسن خليل كلمة الحزب نوّه فيها بالفقيد ونضاله الطويل وأن رفقاء دربه في الحزب سيواصلون المسير في خطّه ونهجه الوطني المقاوم.

بعده ألقى رئيس بلدية طيردبا وشقيق الفقيد الأستاذ حسين سعد كلمة جاء فيها “أخي ورفيقي حسن، اليوم نؤبنك ونرثيك ليس من أجل طي صفحة إلى الأبد، نحيي ذكراك للتأكيد على نهجك وإنسانيتك وسلوكك، في حضرة غيابك يا حسن تحضر محاسنك ونستعيد عقوداً أربعة من النضال في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، وصولاً إلى جبهة المقاومة الوطنية وانخراطك في عمق القضية الإجتماعية في الدفاع عن الفقراء والمحتاجين، بإسمك وبإسمي نشكر كل من آزرنا وواسانا بفقدك المدوّي، أهلك وأقاربك ورفاقك وأبناء بلدتك الكريمة وقرى الجوار وكل القوى السياسية والحزبية لم يقصروا في الوفاء لك ابداً، أشكركم أيها الحضور الكريم وأسأل الله أن يبعد عنكم كل مكروه والسلام عليكم”.

وأختتم الحفل بمجلس عزاء لفضيلة الشيخ علي مغنية.

 

تقرير نبيل حيدر

تصوير: وسام حسن (موقع طيردبا)