حكموا عليه بالاعدام لأنه “شفّط” بسيارته… حدث في أميون!

 

أسرار شبارو (النهار)

خرج من حفل زفاف في الكورة، توجه وصديقه الى بلدته مشمش، لكن ما حصل معه على الطريق حال دون وصوله الى منزله للأبد، اذ تهجم عليه شبان في بلدة اميون بحجة أنه “يشفط” في سيارته، أبرحوه ضرباً وصديقه، قبل ان ينقلا الى مستشفى البرجي في المنطقة، ويفارق الحياة بعد ساعات. هو محمد الضناوي الذي اسلم الروح صباح امس تاركاً خمسة اولاد يبكون والداً فارقهم قسراً لا لذنب ارتكبه الا لأنه جرّم وحوكم بالاعدام ضرباً من”زعران” طبقوا عليه شريعة الغاب

 

ضرب حتى الموت

“عند الساعة العاشرة من مساء الخميس وقع الاشكال، كان ضناوي (40 عاما) وصديقه احمد علي في طريق العودة الى منزلهما، عندما مرّ موكب مؤلف من عدة سيارات، طلب من الشبان الذين يستقلونها منهما التوقف، قبل ان يترجلوا ويبدأوا بضربهما”، بحسب ما قاله والد أحمد، لـ”النهار”، مضيفاً “لم يكن ضناوي يشفط كما ادعوا، بالمسدسات انهمروا عليهما بالضرب على رأسيهما، قبل ان ينقلا الى المستشفى ويفارق محمد الحياة صباح امس، تقرير الطبيب الشرعي اكد ان سبب الوفاة تورم ونزيف في الدماغ، في حين خرج ابني بجروح وكدمات”.

حالة غضب شديد سادت بلدة مشمش مسقط رأس الضناوي الذي يعمل في بيع الخضراوات، وبحسب خاله حسين “من اجل سبب تافه انهوا حياة والد لثلاث فتيات وولدين، ولو افترضنا انه شفط في السيارة فهل يحاكم بالضرب حتى الموت، القضاء سيحكم بيننا وبين القتلة، ولن نقبل ان يذهب حقه هدرا”.

اتهامات وانكار

اتهامات لشبان من الحزب السوري القومي الاجتماعي بالوقوف خلف مقتل محمد رفضها ممثل الحزب في الكورة الدكتور جورج البرجي في اتصال مع “النهار”، إذ قال: “ربما شارك اعضاء الحزب في الاشكال، مع العلم ان الضناوي كان في حالة سكر، ولم يتوفَّ بسبب الضرب الذي تعرض له، فقد فارق الحياة بعد ساعات نتيجة توقف قلبه عن النبض، جرت محاولة لانعاشه، عاد الى التنفس قبل ان يسلم الروح”.

البرجي اكد ان “الحادث الأليم وقع بعيداً من مكتب الحزب مسافة كيلومتر، ولا صحة لما تورده بعض وسائل الإعلام المغرضة عن كونه وقع أمام المكتب في أميون. وفاة محمد خسارة كبيرة ومؤلمة، نتمنى أن تبقى فوق كل الاعتبارات السياسية والتجاذبات الرخيصة”. واضاف “سلم شابان ممن تورطوا في الاشكال نفسيهما الى تحري طرابلس، واحد منهما صديق للحزب، ونؤكد على ضرورة إجراء تحقيق نزيه وشفاف في الحادث، لأنّ الجميع تحت سقف القضاء والقانون مهما تكن النتائج”.

كما وُجه إصبع الاتهام الى شبان من بلدية اميون بالاشتراك في الاشكال، وعن ذلك اجاب رئيس البلدية مالك فارس في اتصال مع “النهار” انها “شائعات مغرضة للتحريض على البلدية ورئيسها، الاشكال مع ابناء البلدة، ويجب معالجة القضية بحكمة”. في حين اكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار” ان “التحقيق في فصيلة اميون اغلق في الامس بناء على طلب المدعي العام من دون توقيفات، قبل نقل الملف الى مفرزة طرابلس القضائية”.

عندما تنتزع الرحمة من قلوب الناس، في ظل تساهل القضاء، تصبح الأرواح رخيصة، والموت سهلاً!