عيد البشارة ميزة في مدينة النبطية

في مناسبة عيد البشارة، أقام النادي الحسيني في النبطية وكنيسة سيدة الانتقال في النبطية وبلدية المدينة بالتعاون مع الرئيس الأول لمحاكم النبطية القاضي برنار شويري، احتفالاً شعبياً بمناسبة قاعة مار أنطونيوس في ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في مدينة النبطية.

حضر الإحتفال إمام المدينة العلامة الشيخ عبد الحسين صادق، مطران صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكييم الكاثوليك ايلي بشارة حداد، النائب ياسين جابر ممثلاً بالمحامي جهاد جابر، النائب عبد اللطيف الزين ممثلاً بالأستاذ سعد الزين، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ممثلا بعضو المجلس البلدي صادق اسماعيل، القاضي الدكتور برنار شويري، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية الأم كميليا القزي، رئيس العمل البلدي الدكتور مصطفى بدر الدين، المسؤول السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في النبطية فضل الله قانصو، وممثلون عن تجمع علماء المسلمين واعضاء من المجلس البلدي وفاعاليات ثقافية واجتماعية ووفد من لقاء الأندية والجمعيات في لنبطية.

تقديم من عضو المجلس البلدي الصيدلي عباس وهبي، فتلاوة من سورة مريم في القرآن الكريم وتراتيل من الانجيل المقدس. والقى صادق اسماعيل كلمة بلدية النبطية فقال: «في غمرة الأحداث الإقليمية وألم المعاناة اللبنانية وفي أمس حاجتنا إلى المحلة والإلفة، يشع دفء عيد البشارة كما من ألفي عام ليضيء شمعة أمل في ليل اليأس والظلم والقتل والفساد والتجارة بالأديان. لقد اعتقد أعداء الوطن أن ما يفرق اللبنانيين أكثر مما يجمعهم لكن رهاناتهم خسرت حيث أثبتنا أن هذا الإنتماء للسيدة مريم ليس بشعار نرفعه في المناسبات، وإنما هو فعل إيمان ترجمناه عمل مقاومة للعدو الصهيوني في جنوب لبنان ومواجهات مع العصابات التكفيرية في دمشق ومعلولا كي لا تفجع السيدة مريم من جديد ولا تسبى السيدة زينب مرتين».

وتحدث الدكتور شويري عن اللقاءات والمناسبات الدينية المشتركة في النبطية التي تتعاون فيها الكنيسة والنادي الحسيني مشيداً بالعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين في مدينة النبطية. ودعا الى جعل مدينة النبطية فضلاً عن أنها مدينة الإمام الحسين، فلتكن كذلك مدينة السيدة مريم.

وتحدث المطران حداد فقال: «من هذه الأرض الجنوبية ومن مدينة النبطية المجاهدة، يتحرك فينا شعور المواطن المنفتح على معطيات العيش المشترك من جهة، وشعور المؤمن المتدين على معطيات الكتب المقدسة من جهى أخرى. إنها البشارة وقد أصبحت بتدخل سماوي عيداً مشتركاً للمسيحيين والمسلمين، فالعيد بالشراكة بشارة. تدخل البشارة في كل مضامين الحياة. نرى نصوص الإنجيل والقرآن تتدخل في السياسة والسياسيين فتقول لهم الإنسان هو أكبر قيمة من السياسة وهي ليست إلا لخدمة المواطن وعيشه بكرامة. البشارة تدعو كل مسؤول أن يقوم بواجبه بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، إلى احترام الدستور ونشر السلام في الوطن».

وأضاف: «تدخل البشارة في الإدارات والتجارة والعلاقات العامة فتوحي بنظافة الكف وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة، ومن وحي البشارة تعالوا نصلح مجتمعنا لننعم بكرامة العيش. كلنا نهزأ عند الحديث عن غياب النظام في الوطن، وهذا مؤلم لنا جميعاً، وحدها البشارة ستعيد كرامتنا لأنها آتية من العلاء. البشارة أخيراً تبعد التكفير الديني لأنها نابعة من الله والله لا يكفّر أحداً. بشارة في الداخل وعلى الحدود مكفرون. غريب هذا الأمر، وعليه نراهن على لبنان البشارة لا على داعشية لبنان، نراهن على المستنيرين في الديانات السماوية لا على المسيئين للقرآن والإنجيل ونراهن على انتصار الله على تشويه صورته».

وكانت كلمة العلامة الشيخ عبد الحسين صادق إذ قال: «من جديد نوقد في هذه المناسبة العطرة شمعة في طريق العيش الواحد في مدينتنا، ليس لمجرد تعزيز العيش المشترك وإنما للكشف عن متانة هذا العيش وامتداد جذوره عبر تاريخ لبنان المعاصر. لقد عصفت بهذا العيش الواحد رياح السياسة العالمية مستعينة ببؤر عديدة، أولها المخلب المسموم المتثل باللكيان الصهيوني. لكي يستعيد الطامحون الى عودة العيش الواحد والوطن المستقل المتماسك عليهم ان يسلكوا ثلاثة سبل: أولها أن يعمل اللبنانيون وفي مقدمهم اصحاب القرار على الغاء الطائفية السياسية عبر المجيء بمجلس نيابي وطني كفؤ ينتجه قانون انتخابي يسمو فوق المصالح الفئوية الضيقة. ثانيا أن تعمق أخلاقيات الديانتين المسيحية والاسلامية التي لا أغالي حين أقول أن بين هاتين المنظومتين ليس تقارباً فحسب بل تطابقاً. والسبيل الثالث هو تعميق ثقافة المواطنة، ليس فقط في المنابر والشعارات، وانما في القلوب والدماء تجري في العروق والممارسة العملية. في برامجنا التربوية وحلقات دروسنا وعموم انشطتنا».

بعدها أنشدت مجموعة من  فرقة «القائم» الإنشادية في كشافة الامام المهدي اناشيد وطنية ومن وحي المناسبة.

 

الصور: من موقع بلدية النبطية بعدسة محمد سليم بيطار