النبطية تتضامن مع «يوم الأرض»

النبطية- هوا لبنان

في ذكرى يوم الارض نظم «لقاء الاحزاب في منطقة النبطية» وقفة تضامنية مع نضال الشعب العربي الفلسطيني، في محلة المنشية وسط الساحة العامة لمدينة النبطية، شاركت فيها وجوه لبنانية وفلسطينية ثقافية واجتماعية وسياسية وحزبية ورئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل على رأس وفد من أعضاء مجلس بلدية النبطية.

وقدم المتحدثين الزميل باسم نحلة فقال: «نحن قوم إذا ‫‏أحببنا عانقنا الأرض حبا، وإذا ‫‏غضبنا أشعلنا الأرض ‫‏ناراً. سألوني أتعشقها؟ قلت بجنون، قالوا أجميلة هي؟ قلت أكثر مما تتصوّرون، قالوا أين هي؟ قلت في القلب وبين الجفون، قالوا ما اسمها؟ قلت  فلسطين، ومن سواها تستحق أن تكون  فلسطيني الكلمات والصمت، فلسطيني الهوى والصوت».

وأضاف: «هذا حجر ففي جيرة بلادي لا حجر عربوني، ففقدوني، أنا المغتصبة ألف مرة على مرأى من أهل النخوة وغض البصر. حجر، وما أدراك ما حجر، تربى في حضن هذي البلاد يعرف أصلها وفصلها، من سكنها، ومن سرقها، من خانها وباعها. هذا حجر رغم أنف العربان ومقصلة النسيان فاخلع عباءتك وسجل معي انتفاضتك وانفض من رأسك كل الانتماءات، فقد انتمينا جميعنا إلى هذا الحجر. من قلب الجنوب، من مدينة التحدي والصمود، التفت سواعد الحق بقبضة واحدة، مهشمة كل الفروقات والاختلافات لتشارك في سلاح الحق، حق الأرض، هذي الأرض التي إن ما عنتنا عقائدياً فستعنينا روحياً ونفسياً ومبدئياً. خسئت أوهامهم السادية فها هنا اجتمعنا على ذاتنا على حقنا على كل قضايانا الشرعية وأولها أرضنا الفلسطينية باسمي واسم تجمع الاحزاب والقوى الوطنية في مدينة النبطية نرحب بالحضور الكريم من رفاق ومواطنين وفعاليات».

وألقى كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق عبدالله الدنان فقال: «يصادف اليوم 30 آذار يوم الأرض، الذي تكرس في الوعي والذاكرة العربية والفلسطينية باعتباره رمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه ووطنه وهويته، وتعبيراً عن رفضه لكل المشاريع  التي تنتقص من حقه في أرضنا من البحر إلى النهر. إن شعبنا الفلسطيني مصمم بإرادة صلبة على التصدي للاستيطان الصهيوني الذي يستهدف ابتلاع وتهويد الأرض الفلسطينية لأجل الدولة اليهودية المزعومة. على هذا الطريق، طريق التحدي والتصدي والكفاح الوطني قدم شعبنا الفلسطيني التضحيات العزيز والغزيرة».

وأضاف: «في مثل هذا اليوم قبل 41 عاماً خرجت جماهيرنا في عرابة وسخنين وكفركنا وأم الفحم وقرى ومدن الجليل الفلسطيني منتفضة ضد قرار سلطات الاحتلال الصهيوني القاضي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي قريتي عرابة وسخنين واشتبكت معها اشتباكاً بطولياً أجبرت تلك السلطات على التراجع عن قرارها وتصاعد المواجهات والاشتباكات والتي سقط خلالها أكثر من عشرة شهداء بالإضافة إلى جرح واعتقال المئات. إن قيمة إحياء هذه لمناسبة تكمن في تجديد المجد والفخر للشهداء والأسرى والجرحى الذي عمدوا هذا اليوم بالدم وقيد السجن».

وقال: «تأتي هذه المناسبة في ظل اشتداد وتصاعد المخطط الاستيطاني الصهيوني من خلال الحديث عما تسميه بعض الأوساط القنبلة الديموغرافية والحفاظ على نقاء ما يسمى بالدولة اليهودية، وعليه تسعى هذه الحكومة إلى تجاوز حق شعبنا في تقرير المصير والدفع باتجاه حلول إقليمية متواطئة مع النظام الرسمي العربي بغطاء الإدارة الأميركية، وإزاء كل ما سبق ليس أمامنا إلا الإرتقاء إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا والإرتقاء إلى استعادة الوحدة الفلسطينية على أسس سليمة وإعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني الفلسطيني وإلى خيار المقاومة بأشكالها كافة بديلاً ثوريا عن المفاوضات العقيمة».

وختم بمطالبة الدولة اللبنانية «بالحقوق المدنية لشعبنا الفلسطيني من حق العمل والتملك وكذلك نطالب الحكومة اللبنانية بإجراء حوار لبناني فلسطيني جدي من أجل وضع حد لمعاناة شعبنا في لبنان وبخاصة في المخيمات».

أما كلمة الاحزاب والقوى الوطنية فألقاها الرفيق عفيف سليمان وقال: «كي لا ننسى، إن إحياء هذه الذكرى واجب وطني وقومي وإنساني، لتبقى فلسطين حية في وجدان الشعوب، بعد أن مات ضمير الحكام العرب، الأنذال الأدوات، الذين يعقدون مؤتمر القمة المسخ الآن، في الأردن بإيعاز أميركي وغاية أميركية رموزها ملوك وأنظمة لا تمتلك قرارها ومخصية… من هنا، من ساحة مدينة النبطية، ندعو جميع فصائل المقاومة وأهلنا في المخيمات وخاصة في مخيم عين الحلوة،  إلى الوقوف بوجه الفتنة والاقتتال الداخلي لأنه يسيء إلى الدماء الطاهرة ونضالات شعبنا ومقاومتنا وللشهداء الأبطال وكي لا يتحول المخيم إلى نهر بارد جديد».

وأضاف: «لا يزال الصهيانة حتى اليوم يصادرون الأراضي، ويجرفونها ويقطعون الأشجار ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، ويهدمون البيوت خاصة حول المسجد الأقصى تمهيداً للتهويد، ولطمس معالم القدس، ومنع الآذان بالجوامع وقرع الأجراس بالكنائس، لتحويل الصراع إلى صراع ديني وليس وجودياً سياسياً، ولمحو ذاكرة الشعب العربي، بتغيير أسماء المدن والقرى والشوارع. إن العدو يحاول إلغاء الهوية الفلسطينية، لقلع الشعب الفلسطيني من جذوره، في ظل صمت عربي وموافقة أنظمة الهزيمة والخيانة، ولكن الشعب لهم بالمرصاد، يقاوم باللحم الحي، بالرصاصة والخنجر والسكين، وبالإرادة الصلبة صامداً صابراً…».

وكانت قصيدة للشاعر مصطفى سبيتي…

 

تصوير: علي مزرعاني