المرأة الفلسطينية عيدها مقاومة ونضال وطوابع وفنون


أحمد الخطاب*
لا يمكن الحديث عن النضال الفلسطيني ودور الشعب بكلّ فئاته، وفي الميادين كافة، وساحات النضال المباشر، السياسي والعسكري، من دون ذكر المرأة الفلسطينية ومساهمتها الأساسيّة في هذا النضال، كونها الأمّ والأخت والزوجة، ودورها إلى جانب المشتبكين مع الاحتلال في الميادين المختلفة. ونتيجة هذا الدور الوطنيّ، فقد استهدف الاحتلال الاسرائيليّ المرأة الفلسطينيّة في إجراءاته القمعيّة التعسّفيّة من اعتقال وقتل.
وتشير الإحصائيات إلى أنّ عدد النساء الفلسطينيات المعتقلات بلغ 17000 معتقلة، منذ العام 1967 وإلى نهاية العام الماضي. وقدمن آلاف الشهيدات في مسيرة النضال.
لقد حضرت المرأة الفلسطينيّة في الطوابع البريديّة تكريماً لدورها، وصدرت عدّة طوابع بريديّة أو دعائية Label عن المنظّمات الفلسطينيّة، تشير إلى دور المرأة الفلسطينيّة من خلال رسومات ولوحات فنّيّة تحكي عن نضالها في ميادين الكفاح والاشتباك، بعضها حملت صوراً لأسيرات في المعتقلات، ومنها طوابع أصدرتها دولة الكويت في العام 1977 حملت صور عدد من الأسرى، بينهم أوّل أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية، هي الأسيرة فاطمة برناوي، والتي تمّ اعتقالها العام 1967 وحكَمَ عليها الاحتلال بالسجن المؤبّد، وأفرج عنها سنة 1977 أي بعد 10 سنوات.
وهناك مجموعة طوابع عن الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين، حملت صورة الأسيرة مريم الشخشير التي اعتقلت العام 1969 نتيجة قيامها بعدد من المهمّات النضاليّة والاشتباك المباشر، وأفرج عنها في عملية النورس سنة 1979. و طوابع أخرى صدرت عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين العام 1974 حملت صور عدد من الأسيرات المناضلات: ليلى خالد وشادية ابو غزالة وعايدة عيسى سعد وأمينة دحبور…
وثمّة مجموعات أخرى مجّدت دور المرأة الفلسطينيّة أخذت عن أعمال فنيّة لفنانين تشكيليّين، ومنها لوحات للفنان صالح المالح صدرت في طوابع أحدها “لوحة ثورة شعب”، ترسم امرأة ترفع العلم الفلسطينيّ وتقود تضاهرة تنادي بعروبة فلسطين.
وطابع آخر يرسم فدائيين اثنين يرفعان أيديهما بعد انتهاء مهمّتهما الوطنية.
ورسم لوحة من أعمال الأديب الراحل غسان كنفاني، عبارة عن رسم لإمرأة ممسكة بخريطة فلسطين على شكل بندقية.
وأخرى من لوحات الفنان اسماعيل شمّوط التي صدرت في طوابع عن م. ت. ف. الأولى لوجه امرأة فلسطينيّة توشّحت في منديل حزناً على شهداء، والثانية رسم لقريبته الأسيرة زكيّة شمّوط وطفلتها التي ولدت في الاسر، وثالث لامرأتين فلسطينيتين تحتضن إحداهما شهيداً قضى في ساحات النضال.
ومجموعة طوابع عراقيّة صدرت العام 1979 بمناسبة اليوم الدوليّ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ، حملت تصميماً يصوّر فتاة فلسطينيّة في الأرض المحتلّة وخلف الأسلاك الشائكة تتطلّع للحرّيّة وقبضات تمثل الشعب بكل فئاته مع علم فلسطين وخريطتها. وأصدر العراق العام 2002 طابعاً بمناسبة انتفاضة الأقصى، حمل صورة “لوحة تل الزعتر” تحكي دور المرأة في صمودها ودورها في مواجهة حصار مخيم تلّ الزعتر للفنان اسماعيل شموط. وأخرى بتصميم موحّد للفنّان المصري ابراهيم طنطاوي صدرت عن الدول العربي: الكويت وليبيا ومصر واليمن بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ولم يغب البريد الفلسطينيّ عن اصدارات تمجّد نضال المرأة الفلسطينيّة فأصدر مجموعة طوابع العام 2015 بمناسبة يوم المرأة العالمي، تضمّنت بطاقة طوابع لصورة الحاجّة محفوظة اشتيّه، الصورة التي لها دلالات كثيرة وتلخص ماساة الفلسطيني الذي ينتمي بحقّ لأرضه، وتتجذر روحه فيها كما تتجذر أشجار فلسطين في أرضها … وتبدو المرأة الفلسطينية من خلال دورها في الميادين كافّة مواجهة العدو، عاقدة العزم على أن تكون شريكة أساسيّاً في مسيرة النضال الوطني لأجل اقرار الحقوق الشرعيّة لشعبها، واقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس.

* طوابعي فلسطين، وصاحب مجموعة فلسطين في عيون العالم للطوابع البريدية