التشكيليّ زعل سلّوم: مبدع من النبطية أغنى الساحة الفنية قبل رحيله المبكر

كامل جابر

ولد زعل أمين سلّوم في مدينة النبطية في 15 شباط من العام 1945 من والدين هرمين، ويروى بنفسه حكاية ولادته واسمه على النحو الآتي: «كان والدي مكارياً، يملك قطيعاً من البغال. في العام 1945 وكانت في حينه الحرب العالمية الثانية مندلعة، وظهرت بدايات المجاعة في بلدنا، بعد أن تلفت مواسم القمح. وفي أثناء رحلة والدي إلى حوران في سوريا، رافقته والدتي وكانت حاملاً، وفي آخر حمل ممكن لها. في ذلك الوقت توفّي الأمير زعل السلّوم (خال فريد الأطرش وأسمهان) في بلدة «نوى» قالت أمي: «إذا أنجبتُ صبيّاً سأسمّيه زعل سلّوم»، وكان اسمي الأول واسم الشهرة متطابقين مع اسم وعائلة الأمير الراحل».

تلقّى الفنان زعل سلّوم علومه الابتدائيّة والثانويّة في مدينته النبطية. انتسب إلى كلّيّة الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة مدّة سنة وتركها في العام 1966. كما انتسب إلى الجامعة العربيّة في بيروت ونال درجة ليسّانس في الفلسفة في العام 1971، وكذلك نال الماجستير في علم النفس الإبداعي سنة 1973 مـن الجـامعـة اللبنانيّـة، التي نـال منها كذلك إجازة في علم الفيزياء وإجازة في علم الاجتماع.

علّم مادّتيّ الرياضيّات والفيزياء في مدارس رسميّة وخاصّة في النبطية وجوارها وفي مدارس أخرى، وفي دار المعلّمين مدة 15 سنة. وكان رياضيّاً من الدرجة الأولى، إذ حاز بطولات عديدة.

لمع اسم زعل سلّوم في بداية السبعينات، وكانت سيرته صاخبة في تلك السنوات، وقد تنبّأت له الأقلام بمستقبل فنّي بارز. إذ كان منطلِقاً من لا شيء إلى كلّ شيء. من تحفيزات الألوان وبدائيّة الخطوط وفطريّة العلاقة باللوحة، إلى مزيد من التمركز واكتساب الخبرة والمعرفة الفنّيّة، والبحث الدائم عن شخصيّة فنان جديد متجدّد. وما لم يرسمَه علناً من واقع حياته، رسمه في أعماله الهندسيّة، فقد ذاعَ صيتُه في تصميم بيوتات وفيلات وقصور الجنوب وغيره.

يتفاوت رفاق زعل سلّوم ومجايلوه في تحديد تاريخ انطلاقته في الرسم والألوان. ففي مرحلة متقدّمة من عمل الوالد، افتتح حانوتاً لبيع الأباريق والجرار الفخّاريّة القادمة إلى النبطيّة من راشيّا الفخّار وربما بعضها من حوران في سوريّا. وصار الفتى زعل يساعد والده في تلوين الأباريق والجرار إلى درجة التفاعل الروحي مع الألوان والخطوط، من بدايتها حتّى منتهاها.

لطفي فرّان

عن تلك المرحلة يصف صديق زعل، الكاتب «النبطاني» الأستاذ لطفي فران منطلق الفنّان زعل على النحو الآتي: «الخبز والملح ووجدان الذاكرة، أواصر تقارب وصداقة وبيئة واحدة. كنّا زملاء دراسة وأصدقاء مشتركين، ورعيلاً تخضرم بين أجيال متعدّدة. تطغى مرحلة الطفولة على ما في الذاكرة والوجدان لتصبح خيالاً لواقع عشناه. كنت أراقبه بمحبّة ودهشة وهو منهمكٌ في دكان والده لبيع الأواني الفخّاريّة، بجانب زاوية فرن الحاج عبّود بيطار. هو زعل، فتىً يانع يقلّم غصن خيزران، يعمّمه بلفافة من قماش، يغمسه في الحبر الصّينيّ الأسود، ويُرونق أبريقَ الفخّار برسومه المتمايلة المتوازية. كذلك الجرار الفخّاريّة المحمولة على البغال من راشيّا الفخّار».

ويضيف الأستاذ لطفي: «متعة زعل كانت في رونقة الأباريق الصغيرة «الأكواز»، يتمايل مع حركتها بين يديه وكأنّه في عزف منفرد، يلتقط فوّهتها مدندنا نغم أغنية بهمس طروب، لترتدي بعدها الأكواز الصغيرة ما يليق بها من أثواب البهجة من آل زعل. هذا في أيام العطل».

أما في أيّام المدرسة، يضيف فرّان: «كان زعل التلميذ المنضبط والمدلّل من قبل أستاذ الرسم فوزي حجّعلي في حصّته الأسبوعيّة التي كانت تنتابنا فيها مرارة قلّة الموهبة والحسرة مع الإعجاب بما يستطيع زعل إنجازه. فكانت رسوماته تعلّق على جدران الصفّ طوال العام الدراسيّ يرافقها شرح الأستاذ فوزي لمكامن الروعة والإتقان».

بالإضافة إلى الرسم، «تفرّد زعل بتميّزه في الرياضة، من لعبه الكرة الطائرة، إلى تمارين كمال الأجسام التي برز فيها وتصدّر الفوز في مبارياتها التي كانت تجري على مسرح سينما ريفولي في النبطية. في تلك الفترة كنتُ انظر إلى زعل فأخاله «وضاح اليمن» بوسامته وقامته الممشوقة كصفصافة شامخة انتصب قوامها بإنحناءة رأس متواضعة مائلة، وبسمة مستديمة وطلّة وضّاءة، ووسامة جعلت منه المعشوق المدلل».

«بهيّ الطلعة أنيق الملبس، خفيف الوطء في مشيته، مستقيمٌ في تعامله وفيٌّ لصداقاته، يمازح بعيداً عن السخرية. يتبسّم ببراءة طفولة لطُرفة يسمعها، حالم دائم وجليسٌ أنيسٌ، مستمعٌ بصمت، وإن تكلّم، فبهمس ورزانة»، بهذه العبارات يصف الأستاذ لطفي صديقه الفنّان.

ويضيف: «بعد الشهادة المتوسّطة انخرط زعل في سلك التعليم في مدرسة فريحة الحاج علي، ثمّ سافر إلى مصر ونال شهادة «التوجيهيّة الثانويّة المصريّة». في تلك المرحلة عانى زعل من الاعباء المادّيّة، وضيق الوقت، وصعوبة التوفيق بين الوظيفة ومتابعة الدراسة. لكنّ عزيمته كانت أقوى من أيّ عائق يحول بينه وبين النجاح. انتسب إلى كلّيّة الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية مدّة سنة وتركها في العام 1966 لضيق وقته. لاحقاً انتسب إلى الجامعة العربيّة في بيروت لينال ليسانس في الفلسفة سنة 1971، وكذلك نال الماجستير في علم النفس الإبداعي سنة 1973 مـن الجـامعـة اللبنانيـة، كما حصل على إجازة في الفيزياء وإجازة في علم الاجتماع».

بدأ رحلته الفنّيّة من خريف كان يعيشه وأسرته وأبناء منطقته، في حال البؤس والعدوان الإسرائيليّ المتكرّر على الجنوب عموماً، ومدينته النبطيّة خصوصاً، والتي عايش أحياءها وصيحاتها المتكررة ومعاناة إنسانها المستمرة.

لكن، نتوقف هنيهة عند معرضه التشكيليّ الأوّل في فندق الكارلتون ببيروت، والذي كان منطلق زعل نحو النجوميّة، في هذه الفترة، كانت كلّ جهود زعل تنصبّ في كيفية تمكّنه من إقامة معرض للوحاته، متى وأين؟ يقول لطفي فرّان: «السبيل الوحيد إلى ذلك كانت حماسة عفيف الصيداوي، ففي جلسة من جلسات «مكتب الستراند» وبوجود الفنّان المبدع موسى طيبا طُرحت الفكرة بشكل جدّي، ودار النقاش حول كيفيّة تنفيذها. ولم تكن العزيمة والإصرار وسرعة التنفيذ تنقص شخصيّة عفيف الصيداوي. موسى طيبا كان من المتحمسين للموضوع لكنّه كان يقترح تأمين جميع المعطيات أوّلاً ثمّ التمهيد للمعرض. بدا زعل حائراً في أمره، لكنّ عفيف كان مقداماً ومغامراً، فانتهت الجلسة بقرار إقامة المعرض في فندق الكارلتون وتأمين كلّ ما يلزم للوصول إلى مستوى عالٍ من التنظيم والعرض. واتُفق على عرض اللوحات التجريديّة التي تميّز بها زعل من خلال تقنيّته في مزج الألوان. في هذه الفترة كان على زعل التفرغ التام لإنجاز ما يلزم من اللوحات. وهكذا كان، وأقيم المعرض في الكارلتون برعاية معالي وزير التربية الدكتور غالب شاهين. وفود من النبطية وأعيان من رجالها المقيمين في بيروت وجميع أصدقاء موسى طيبا وحسين ماضي وعفيف الصيداوي، ورجال صحافة وإعلام، وعناوين تصدّرت الصفحات الفنّيّة أعلنت انطلاقة الفنان المبدع الموهوب».

تزوج الأستاذ زعل من المحاميّة وداد يونس بتاريخ 8/1/1971، ورزقا بولدين هما: ايهاب (يحمل شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال والتسويق، وماجستير في التجارة الدولية من جامعة انكلترا، ويعمل حالياً في إحدى الشركات المالية)، وسعد (مخرج سينمائيّ وعازف بيانو). وكان محترفه الأول في مدينة النبطية، ولاقى تشجيعاً واهتماماً واحتضاناً من ثلّة من أصدقائه في النبطية، وفي طليعتهم الأستاذ الراحل عادل صبّاح والمربيّة الراحلة فريحة الحاج علي.

يهاجر الفنّان زعل سلّوم إلى السعوديّة في العام 1977، إثر دمار محترفه في النبطية بعد سقوط قذيفة عليه. وكان المحترف يضمّ لوحات عن قرى الجنوب كافّة. في الغربة، وظّف الوقت في العمل على التراث الكلاسيكيّ، الأمر الذي ساعده في تمتين تركيب اللّوحة على المستويين التقنيّ والفنّيّ. وكان من أهم إنجازاته في السعوديّة تكليفه من قبل «مهرجان الجنادريّة للثقافة والتراث»، باعتباره فنّاناً لبنانيّاً، رسْمَ 112 لوحة، تمثّل مختلف نواحي الحياة البدويّة.

كانت عودته من السعودية بعد 13 سنة، في العام 1990، ليسكن في بيروت، ولم يتوقف عن العطاء وإقامة المعارض التي كان أخرها في فندق الكارلتون في العام 1994، من المكان الذي شهد على أول معرض تشكيليّ له في العام 1967.

وبجـرأة وشجاعة كبيرتين صارع مرض السرطان الذي داهمه حتّى الموت، وبابتسـامة لم تفـارق وجهه طوال حياته، وبالرغـم من الظروف القاسية التي واجهـها، انطـفأت آخر الومضات التي كانت تلتمع في عينيه، وآخر شعـلة كانت تدغدغ مخيّلته الخصبة، بتاريخ 7 تشرين الأول سنة 1996، عن نحو 52 عاماً، فترك عائلته وأصدقاءه وصدى ذكراه الجميلة ولوحات تحكي مسيرة فنان جال في أعماله البراري وخاض غمار البحار وعاد على صهوة حصان من مجموعته الرائعة التي تكاد تنطق.

عادل قديح

يقول عنه الفنّان التشكيليّ عادل قديح، ابن النبطية، «كُنتَ  تقبل على كلّ ذلك بإفراط وكنتُ معجباً بافراطك، فأنا الذي يتمهّل وانت الذي يتجاسر، وكنتُ أتذوّق عذوبة صخبك، حتّى عندما سكنّا سويّاً في القاهرة، كُنتَ تتسلّق الفضاء لترشفَ معنا أنا وأسعد شميساني وعلي نصّار وأحمد ضاهر (رحمهم الله) جماليّات حفلات أمّ كلثوم ونجاة الصغيرة وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، كنّا نعيش معك الطرب من منظار بصري».

ويضيف الفنان قديح في توصيف أنماط زعل الفنية «اذكرُ بوضوحٍ مناظرك الطبيعيّة المشهديّة التي رسمتها بالألوان الزيتيّة مستعملاً المشط وأعقاب الفراشي التي تحدث حفراً خطوطيّاً في العجين اللونيّ، ثم تعملُ على إدخال المساحات اللونيّة المتجاورة ببعضها، بتمازجات ملفتة تحرّر الأحاسيس، وتطلق المكنونات العاطفيّة، ما يجعلُ منظركَ يتفلّتُ من واقعه ليقتربَ إلى ما يشبه التجريد. كُنتَ ترسم مناظرك بطريقة ملتبسة تنضح بالمشاعر، ولكنّها عصيّة على الفهم، كان المشاهد يريد أن يفهم، وكنت تريد منه أن يتذوّق، أن يشعر بالعلاقات اللونيّة  تتسلّل إلى أعماقه كما تتسلّل الإيقاعات النغميّة، ومع ذلك كان منظرك غرائبيّات سوريالية، لا ينتمي إلى عالمنا الذي تجتاحُه حدّة الواقع، كان يتّصلُ حتما باحلامك، وأحلام الفنّان لا يمكن لها ان تكون واقعيّة».

لامسَ الفنّان زعل سلوم مختلف مدارس الفنّ التشكيليّ مبدياً إعجابه بكلّ من رسم على المستويات العالميّة والعربيّة والمحلّيّة، ورسم بأساليب متنوّعة مستوحياً الجنوب وقراه، لا سيّما الحيّ الذي نشأ فيه، حيّ السراي، رسم البحر والطبيعة، الخيل والمرأة، وكذلك الحرب على لبنان وفلسطين والحرب الأهليّة اللبنانيّة، وكانت اللوحة بالنسبة إليه خلقاً وإبداعاً.

كان يرسم بلغة الطبيعة والموسيقى والشعر. حفظ جبران خليل جبران في مرحلة دراسته التكميليّة، كلمة كلمة، ورسمه كلمة كلمة، ولكن عندما خيّر بين الرسم والشعر، وجد نفسه رسّاماً. كان يعشق الموسيقى وسماعها في خلال الحفلات الموسيقيّة الخاصّة مع الأصدقاء، وكان من المستحيل عليه الرسم من دون سماع الموسيقى التراثيّة الكلاسيكيّة، فتنبعث من روحه ووجدانه نحو الألوان والخطوط. وقد احتوت مكتبته الموسيقيّة أعمال أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطيّ وسيّد درويش وزكريّا أحمد كافة، إلى غيرهم من عمالقة الموسيقى والغناء الأصيلين.

لقد عاين النقّاد العتمة في أعماله كافّة، أمّا هو فكان يقول: «أضع اللون الأسود أولاً في لوحاتي، ومن ثم استخرج الألوان جميعها، إنّه عمل يشبه عملية الولادة». أمّا الطبيعة والمرأة والحصان، فمواضيع ثلاثة برزت في معرضه الأخير «رحلة العودة» الذي أقيم في صالة فندق «كارلتون» في العام 1994.

كان يجد في الحصان بين أحضان الطبيعة المنفرجة عنوان القوّة والجمال، الإخلاص والوفاء، الصداقة والتناسق، ويؤمن أنّ جسد الحصان من أجمل أجساد المخلوقات، وصفاته حميمة وقريبة إلى المفهوم الإنسانيّ. وفي موازاة ذلك كان يرى أنّ المرأة هي أجمل مخلوقات الله، انطلاقاً من أنّ علاقة الرجل بالحياة وبأشيائها، مرتبطة بالمرأة، أناقته، عطره، فنّه وإبداعه، وأنّ المرأة مخلوق مكمّل للرجل، حروبه كلّها ضدّها ومعها.

مسيرة حافلة بالعطاء

معارضه وأعماله

  • شارك الفنان زعل سلّوم في العديد من المعارض المحلّيّة والدوليّة وأقيمت لأعماله معارض خاصّة عديدة، من أهم هذه المعارض:
  • معرض في فندق «كارلتون» برعاية وزير التربية غالب شاهين في العام 1967، تميّز باللوحات التجريديّة وبالتقنيّة الخاصّة التي استعملها بمزج الألوان.
  • معرض خاص في «غاليري لاماتور» العام 1970.
  • معرض خاص في «الفاندوم» العام 1972، تضمّن لوحات تجريديّة، تكلّمت عن البحر والحكايات التي تقصّها أعماقه.
  • معرض خاص في «الفاندوم» برعاية وزير التربية العام 1973، تضمّن لوحات عبّرت عن الجنوب الجريح وقراه الصامدة.
  • شارك في معارض عديدة في كافة أنحاء أوروبا في العام 1973، مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وروسيا، وذلك بعد اختياره من قبل الأونيسكو لتمثيل لبنان.
  • شارك طوال اثنتي عشرة سنة في معرض الربيع في «الأونيسكو»، ولوحاته ما زالت محفوظة لغاية اليوم في قصر الأونيسكو.
  • له أكثر من 400 عمل في قصور الأسرة الملكية السعودية، تضمنت العديد من البورتريهات أهمها للأمير عبدالله والملك عبد العزيز وعاصي الرحباني والسيدة فيروز.
  • رسم 112 لوحة في مدينة الثقافة والتراث – الجنادرية – الرياض، ويزور هذه المدينة أكثر من مليون مشاهد.
  • معرض خاص في البيت الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في الرياض العام 1990.
  • شارك في معرض الوطن والحرية في دمشق العام 1988.
  • شارك في جميع معارض «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي».
  • شارك في معرض الخريف في قصر «بسترس» العام 1991.
  • شارك في معرض «البيت الثقافي الألماني» برعاية السيدة منى الهراوي العام 1992.
  • حاز الفنان زعل سلّوم جائزة «المدارس الثانوية» سنة 1962 التي قدّمها جوزف أبي رزق، وجائزة «الأسبوع الثقافيّ اللبنانيّ» في باريس العام 1968.

المصادر من مقالات وكلمات للسادة:

  • الكاتب الأستاذ لطفي فرّان
  • الفنّان التشكيليّ عادل قديح
  • الإعلاميّة تريز منصور
  • الأستاذ الراحل علي زين الدين
  • عائلة الفنان زعل سلّوم

حي السراي- الباب القديم