بلدية النبطية تطلق 3 طوابع تذكاريّة تحيّة للمقاومة

أطلقت بلدية مدينة النبطية عصر السبت في 12/11/2022 ثلاثة طوابع تذكارية من نوع “سندريلّا” في مناسبة “أربعين ربيعاً على انطلاقة حزب الله” في قاعة الصحافي عباس بدر الدين، في مركز اتحاد بلديات الشقيف في النبطية، بحضور حشد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية والحزبية والسياسية وهواة جمع الطوابع.

وتحدّث الإعلامي كامل جابر فقال: “لم يكن الأمر سهلاً أن تجد فكرة لطابع تذكاريّ يُمكن له أن يختزل مسيرة مقاومة قارعت المحتلّ وأعداء الوطن، من الخارج والداخل، وما زالت متأهّبة لأيّ لحظة يمكن أن يكون فيها الوطن بوجه العاصفة، لكي تذود عن ناسه وأرضه، بكلّ ما أوتيت من قوّة وجهد وغالٍ ونفيس، إذ أنّ ما قدّمته المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة والمقاومة الإسلاميّة في لبنان يتفوّق على كلّ فكرة محتملة لتحيّتها أو تكريمها؛ لكن لا بدّ من إيجاد أيقونة متواضعة أو شعار ما يمكن أن يدلّل على عطاءات المقاومة وفعلها ويعبّر عمّا في ذواتنا تجاه قدسيّة ما حقّقته في مقاومة الاحتلال الإسرائيليّ حتى دحره عن أرضنا الطاهرة، بل والانتصار عليه، وكسر جبروته، والحدّ من تماديه في استباحة أرضنا وسمائنا ساعة يشاء”.

وأضاف: “من هنا، أشدّ على أيدي القيّمين على قرار بلدية النبطية في تحيتها للمقاومة الإسلاميّة في لبنان ولحزب الله في مناسبة أربعين ربيعاً على انطلاقتهما 1982- 2022، وتجسيد هذه التحيّة بطابع تذكاريّ يطلق عليه أهلُ الهواية لفظة “سندريلّا” أي أنّه طابع في كل ما للكلمة من معنى، ويحمل في طيّاته رسائل وعناوين وطنيّة وإنسانيّة وشعبيّة وحتّى سياسيّة، لكنّه لا يجري تداوله بشكل رسميّ على الرسائل والمعاملات البريدية. هي ثلاثة طوابع قياس كلّ طابع منها 3×4 سنتيمترات، مختلفة في ألوانها ولوحاتها التي رسمها فنّانون لبنانيّون مقاومون… الشكر للبلدية على هذه المبادرة الطيّبة المتمثّلة في فكرة التحيّة للحزب والمقاومة من خلال الطابع والبطاقة والمنشور، التي سيكتب لها حتماً الانتشار والديمومة.. وسيحفظ التاريخ والذاكرة الشعبيّة الحيّة للمقاومة اللبنانية والإسلامية ولشهدائهما إلى جانب شهداء المقاومة الفلسطينيّة الباسلة، كلّ جهد مبذول من دون تردّد أو هوادة، وتقديم كلّ السبل من أجل حرّية الوطن وأرضه وتحررهما من رجس الاحتلال، وهل هناك أغلى من الدم حينما يراق على مذبح الوطن لكي يحيا الوطن عزيزاً حرّاً منتصراً؟؟؟”.

بعدها تحدث الحاج صادق اسماعيل باسم بلدية مدينة النبطية فقال: “كوكبة أقمار أنارت لنا الدروب، فاهتدينا، والمداد دماؤهم، روت هذه الأرض الطيبة الطاهرة، فانبثقت إلى الحرية من قيد الاحتلال، لا بل وتلقين المعتدي دروساً لن ينساها أبداً. في يومهم المجيد “يوم الشهيد” ألف تحية وثناء، وشكر وامتنان، إلى جميع هؤلاء الأبطال الذين نذروا الغالي والنفيس من أجل كرامة الوطن والإنسان.

بتاريخ 11/11/سنة 1982، ومع الإعلان الرسمي لانطلاقة مسيرة حزب الله في المقاومة والجهاد، أقبل أحمد قصير بسيارته المدجّجة بالعنفوان والذخائر، نحو مقر الحاكم العسكريّ الإسرائيليّ في مدينة صور، مفجّراً إيّاه، وموقعاً باعتراف الكيان الصهيونيّ 76 قتيلاً من جيش العدو الإسرائيليّ وعناصر مخابراته الشّاباك. إنهارت فوق جثثهم الطوابق السبعة للمبنى، وانهارت معها كلّ الأحلام الإسرائيليّة الطامحة لضمّ جنوب لبنان إلى أطماعه، ومن يومها افتتح الشهيد أحمد قصير عهد الاستشهاديّين ضدّ العدوّ “الإسرائيليّ الذي أنبت نصراً وتحرراً واندحاراً للعدو ولو بعد حين.

وتقديراً لكل هذه الدماء الزكية والغالية، ولهذه المسيرة الطويلة المعبدة بالصبر وبالمقاومة والجهاد والإيمان، مسيرة أربعين ربيعاً على انطلاقة حزب الله، تصدر بلدية النبطية بتاريخ 11/11/2022، في هذااليوم العظيم “يوم الشهيد” ثلاثة طوابع تذكارية مع بطاقة ومغلف. هذا الاصدار هو خطوة توثيقيّة لهذه المسيرة والمسار الوطني اللبناني. فالطوابع هي تأريخ واحتفال بصري فنّي راقٍ لحضارة وثقافة الشعوب. هي احتفاء وتخليد لابرز الشخصيات والمحطات لكل وطن وشعب. ومن هنا تأتي اهمية هذه المبادرة من بلدية النبطية لتوثق عبر هذه الطوابع مسيرة الـ٤٠ عاماً للملحمة الانسانية المقاومة، التي اجترحت المعجزات في أصعب الظروف، فألهمت الكثير من حركات التحرر في العالم وستستمر منارة الهام وأمل لكل مستضعي الأرض . وللنبطية فصول من تلك الملحمة الخالدة، فعهدها طويل مع المقاومة والشهداء، بتضحيات رجالها ونسائها وشيبها وشبابها. كنت فتى لم يبلغ الحلم يوم استشهد شقيقي غازي محمد نجيب عيسى اسماعيل وآخرون في قصف وحشي على مدينة النبطية، بتاريخ 13 تشرين الثاني سنة 1974، منذ 48 عاماً، وقد تكرّر هذا المشهد مرات ومرات، ومن رحم ذلك القهر وتلك المعاناة ولدت المقاومة، أعطت من فلذاتها لأجل فلسطين أولاً، ولأجل كرامة الوطن والذود عن أراضيه وشعبه وحقوقه المشروعة ثانية. استطاعت ان تثبت بداية أن للعين رموشاً تربك المخرز، ومن ثم اشتد عود المقاومة وشمخت بفضل تضحيات ابنائها من شهداء وجرحى وأسرى، وصبر مجاهدين، عوائل عزيزة راسخة وشعب جنوبي صامد، لتصبح المعادلة ردعيّة متكافئة، العين بالعين، حتى وصلنا ليومنا هذا حيث يتهيّب ويتجنّب الجيش الاسرائيلي المواجهة مع المقاومة، لا بل يتهرّب ويلبس جبنه ألف اسم واسم .

خلال العقد الأخير من مسيرة الأربعين عاماً، قدمت مدينة النبطية كوكبة من أبنائها كي لا تمتدّ الايادي الداعشيّة إلى ربوع الوطن، ولتفكيك الخلايا لإرهابية التكفيرية المدفوعة من دول الاستكبار، شهداء وجرحى ومفقودين أعزاء. لكل الشهداء، لا سيما شهداء مدينة النبطية، نقدم اليوم هذا الإصدار الذي سيرسخ في الذاكرة والوجود إلى أمد طويل، بأنّ فتية لبنانيين مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا، وزرعوا اعلاما صفراء خفّاقة في عمق التاريخ والجغرافيا والوجدان.”

وشكر للإعلامي كامل جابر تصميمه هذه الطوابع والمغلفات والبطاقات، ولكل من ساهم في دعم هذا المشروع وإطلاقه إلى النور.

وجرى توزيع بطاقات ومطويات ومغلفات تحمل هذه الطوابع الثلاثة، وقد مهر معظمها بختم خاص أعدّ للمناسبة، يحمل تاريخ الإصدار، 11/11/2022.

جرى إصدار 300 مغلف (اليوم الأول للإصدار) قياس 11 سم×22 سم؛ يحمل كل واحد منها الطوابع الثلاثة ممهورة بختم خاص وبتاريخ 11/11/2022.

وصدرت كذلك 100 مطوية (Presentation Pack) قياس 15×30 سم وفي داخلها شريحة من النايلون تحمي الطوابع الثلاثة وهي جميعها من تصميم الإعلامي كامل جابر.

صور الاحتفال لعلي مزرعاني

الطوابع مختومة على مغلف اليوم الأول للإصدار