خمسون عاماً على رحيل “أبو ضحكة جنان”..

خمسون عاماً على رحيل “أبو ضحكة جنان” نجم الكوميديا المصرية والمونولوج لسنوات طويلة، اسماعيل ياسين، إذ غاب بتاريخ 24 أيار/ مايو سنة 1972 جراء أزمة قلبية حادة، قبل أن يبلغ الستين…

في مثل هذا اليوم  من العام الماضي 2021، كتبت الإعلامي المصري علاء عبد الرازق الآتي:

أراد اسماعيل ياسين (15 سبتمبر/ أيلول 1912- 24 مايو/ أيار 1972)، أن يكون مطربا، لكن افتقاده الوسامة مهد له طريقه نحو كوميديا الفن السابع، ليحقق ما لم يحقق فنان آخر في السينما المصرية، إذ حملت سلسلة أفلام اسمه في عناوينها، مثل “إسماعيل ياسين في متحف الشمع، في الطيران، في مستشفى المجانين، في البوليس الحربي” وهو ما لم يحدث لأي فنان آخر في تاريخ السينما سوى الفنانة ليلى مراد.

هو ابن مدينة السويس الذي عانى في طفولته، فعمل في محل للملابس، وهرب من بيت والده بسبب بطش زوجة الأب، ثم عمل مناديا للسيارات، قبل أن يعمل صبيا في مقهى بشارع محمد علي، وعمل في مكتب محام، قبل أن يتعرف على السيناريست الشهير أبو السعود الأبياري، ليقدمه للراقصة بديعة مصابني، ويعمل في فرقتها 10 سنوات ويصبح نجما في إلقاء المونولوغات، ويلمع نجمه في الإذاعة ومنها إلى السينما، ويكون فرقة مسرحية تقدم أشهر العروض على مسارح القاهرة.

وقدم ياسين أشهر أفلامه مع المخرج فطين عبد الوهاب والمؤلف أبو السعود الأبياري، وحققت أفلامهم معا نجاحا كبيرا، كما شاركه الفنان رياض القصبجي في كثير من هذه الأفلام، وتعاون مع الفنانة شادية في عدد كبير من الأفلام أهمها “الستات ما يعرفوش يكدبوا” كما تعاون مع فريد الأطرش وأنور وجدي مقدما عددا من أهم أفلامهما، وقدم مع أحمد رمزي وهند رستم فيلم “ابن حميدو” أحد أشهر الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، ليترك بصمة لا تنسى في تاريخها.

الديون والضرائب

لكن ما لبث أن طالته يد الدولة في الستينيات كما طالت غيره من الفنانين الذين لم يتحالفوا مع النظام السياسي، فتراكمت عليه الضرائب، وصار مطالبا بسداد كثير من الديون، مما أرغمه على حل فرقته المسرحية والسفر إلى لبنان، ليعمل في الأفلام القصيرة ويعود للمسرح وفن المونولوغات، ولم يلبث أن عاد لمصر وقد خفُت نجمه ليضطر لقبول أدوار صغيرة في السينما لا تناسب تاريخه، وكأن لسان حاله يكرر ما قاله من قبل في مونولوغ “الدنيا دي متعبة جدا جدا جدا جدا جدا.. آه من الدنيا”.

المتأمل في المونولوغات التي اشتهر بها ياسين، يجد فيها ما قد يصف حياته، وما واجهه في سنواته الأخيرة، وهو الذي غنى في عز تألقه عن معاناة الفنانين قائلا:

“عينى علينا يا أهل الفن يا عينى علينا

ناكل أر ونشبع زن وقلع عينينا يا عينى علينا

العمر كله عرق ودموع

وشبع أو جوع وغنى وحرمان”

الشائعات

يتداول البعض أن ياسين مات مدينا فقيرا، لكن الشاهد أنه حتى آخر أيامه كان يقوم بالتمثيل سينمائيا ولو بأدوار بسيطة، حتى أنه لم يستكمل تمثيل دوره في فيلم “بالمضحك الحزين” مع نور الشريف، ليتوفى بعد أيام من وفاة صديق عمره فطين عبد الوهاب، في وقت كان الرئيس الراحل أنور السادات يفكر في تكريمه.

وتنفي زوجته سامية شاهين شائعات وفاته فقيرا، مؤكدة أنه عاش آخر حياته في شقة كبيرة، ولم يقترض الأموال من كثيرين كما قيل، وجاءت وفاته بسبب إصابته بالاكتئاب بعد وفاة فطين عبد الوهاب، كما أكدت حفيدته سارة ياسين أن ظروفه المادية تأثرت كثيرا، بسبب إنفاقه على فريقه المسرحي رغم توقف عروضهم.