النجدة الشعبية تفتتح قسم التنظير في النبطية

النجدة الشعبية تفتتح قسم التنظير في مستشفى النبطية

الموسوي: علي متيرك وهديّة زرقط سيُخلّد المستشفى اسميكما

النبطية/ 31 آذار (مارس) 2022

افتتحت جمعية النجدة الشعبية اللبنانية قسم التنظير في مستشفى النبطية “مستشفى الشهيد الدكتور حكمت الامين” الذي جرى تأهيله وتجهيزه بمساهمة كريمة من الحاجة هدية زرقط حرم الحاج علي متيرك. وحضر في حفل الافتتاح محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه ورئيس جمعية النجدة الدكتور علي الموسوي واعضاء الهيئة الإدارية ورئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور محمد مهدي والمدير العام السيدة منى ابو زيد وحشد من الفاعليات الإدارية والصحية والإجتماعية في محافظة النبطية.

الدكتور مهدي

تقديم من عضو مجلس إدارة المستشفى الإعلامي كامل جابر ثم تحدث رئيس مجلس الإدارة الدكتور مهدي فقال: “نجتمع اليوم لنحتقل بافتتاح قسم التنظير في مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا المساهمة الكريمة من الحاجة هدية زرقط زوجة الحاج علي متيرك. الحاج علي، رجل الخير والعطاء، الذي لم يبخل يوماً بتقديم الدعم المادي والمعنوي، فهذا القسم ليس الأوّل، بل يمكن إضافته إلى عطاءاته الكثيرة السّابقة”.

واضاف الدكتور مهدي: “الحاج علي عضو في مجلس الإدارة، هذا المجلس الذي تم تعيينه في أصعب الظروف التي يمر بها البلد بشكل عام، والقطاع الصحي بشكل خاص. وقد كان هدفنا الأساسي منذ اجتماعنا الأوّل هو كيفية الإستمرارية في العمل والمثابرة والتفاني والإرادة وإيجاد الدعم اللازم للمستشفى لكي لا نقع في المجهول، وكانت هذه مسؤولية كبيرة على عاتق جميع أعضاء مجلس الإدارة حيث مرت المستشفى كسائر المستشفيات بظروف صعبة جداً. وجميل أن نضع هدفاً في الحياة نسعى إلى تحقيقه، ولكن الأجمل والأهم هو أن نجد إلى جانبنا من يؤمن بهذا الهدف، ويساعدنا على تحقيقه. هؤلاء الأشخاص الذين يرسلهم الله إلينا في أصعب الظروف، هؤلاء الأشخاص الذين يقدرون معنى الخير والعطاء، والذين تتجلى فيهم كل معاني الإنسانية، لايسعنا إلا أن نتقدم إليهم بجزيل الشكر والإمتنان. بفضل هؤلاء الأشخاص استطعنا استحداث قسم التنظير، وإنشاء بنك الدم، والعمل جار على إعادة تأهيل غرف العمليات، وتجهيز قسم غسيل الكلى. حاج علي، شكراً لك على عطائك الدائم، سعيتم فكان السعي مشكوراً، كنت ولا زلت تعطي بلا حدود. حاجة هدية، لك منا كل الثناء والتقدير، شكراً بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر وشذى العطر”.

وختم بالشكر الموصول “إلى مجلس الإدارة على تكاتفهم وسهرهم الدائم، وعلى كل ما قدموه في سبيل نجاح واستمرار العمل في المستشفى. نمضي قدماً نحو الأمام، رافعين شعار المرحلة ًالتطوير والإستمراريةً لأن أهلنا ومجتمعنا يستحقون دائماً كل الدعم وكل الخير. نعاهدكم أن عملنا لن يتوقف ما دمنا نملك الإرادة والعزم والتصميم والقرار. وإلى اللقاء في ميادين العمل والعطاء. عشتم، وعاشت النجدة الشعبية اللبنانية، ومعاً من أجل الإنسان”.

الدكتور الموسوي

بعدها تحدث رئيس الجمعية الدكتور علي الموسوي فقال: ” اسمحوا لي بداية ان ارحب  بإسمي واسم الهيئة الادارية المركزية، وبإسم مجلس ادارة مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية، وباسم كل العاملين والعاملات فيها من اطباء وموظفين بالحاضرين جميعا في هذا الحفل التكريمي. فعلى الرغم من الازمة العميقة التي تمر بها البلاد، وخصوصًا في المجال الصحي، لا يزال هذا المستشفى صامداً، لا بل نحتفل الآن بتطوير قسم من اقسامه التي يحتاجُ اليها جنوبُنا الصامد بوجه كل المتطاولين عليه وعلى لبنان، وفي طليعتهم العدو الصهيوني.

فجمعية النجدة الشعبية هي جمعية غير حكومية (NGO) ولكنها لا تشبههن، لأنها تتميز بكونها جمعية مدنية طوعية ديموقراطية، كما تتميّز جمعيتنا بأنها تنتشر في المناطق اللبنانية كافة، … ويشكل هذا الانتشارالمؤشرالأبرز على الطبيعة المواطنية المدنية اللبنانية الجامعة وليست المفرقة والمشتتة للمواطنين، فالجمعية ليست جمعية لطائفة بل هي جمعية المواطنين أجمعين. هذا التمييز ضروري جدًا للقول ان المستشفى هي البنت الشرعية لهذه الجمعية وهي على شاكلتها.

احتفالنا اليوم، في عز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية، احتفال فرح بإنجاز جديد لذلك هو يبتعد عن الشكوى والنق والحزن؛ هذا الكونتراست، اي اجتماع شيء ونقيضه في آن هو ما يفرحنا من جهة ويحزننا من جهة أخرى. فأن يفتتح المستشفى أقسامًا جديدة ويتطور في ظل ما نعيشه من أزمات وانهيارات على مستوى الوطن، هو التحدي والانجاز. ولكي لا يأخذكم التفكير الى أن ثروة طارئة هبطت على جمعية النجدة الشعبية من السماء أُبادر الى القول ان الغنى كان ويكون وسيكون بالبشر وبأخلاقهم وبعطاءاتهم في سبيل خدمة مجتمعهم وتطويره.

فالمستشفى هو بالأساس بني نتيجة وعي والتزام بالمجتمع اللبناني وبخدمة مواطنيه. فالاهتمام بمعالجة المقاومين للاحتلال الصهيوني وتعدياته على الاهالي الصابرين الصامدين في ظل حرمان كان يسود في كل المناطق الطرفية كان الحافز للتأسيس؛ ولو اقتصر الأمر على الامكانيات المادية لدى المبادرين ربما كنا لا نزال في المراحل الاولى، الا ان ارادة التأسيس ترافقت مع ارادات أخرى كانت تسعى لدعم المجتمع اللبناني فحصل الدعم الاساسي من دولة الكويت العربية والتي شكّلت اليد الاولى التي كان لها الفضل في التأسيس والتوسع؛ ثم كرّت سبحة المتضامنين عبر التبرع لإستكمال المستشفى على الشكل الذي هي عليه الآن.

شكّلت التبرعات من المتمولين الملتزمين بقضايا مجتمعهم النقطة المضيئة في مسيرة التنمية المحلية عمومًا، وتحديدًا في القطاع الصحي في هذه المنطقة، وصدقوني انه من دون هذا الدعم كنا سنواجه الكثير من المشكلات، ليس اقلها تعثر، ان لم نقل اقفال المستشفى. فالإنقلاب الجذري الذي حصل في لبنان قلب الامور رأسًا على عقب، فبعد ان كان الدولار يساوي الف وخمسماية ل. ل. اذ به يرتفع الى حدود 33 الف ل. ل. ويتأرجح صعودًا وتراجعًا في حدود لا يقوى معظم الشعب اللبناني على تحملها. وتجدر الاشارة هنا الى ان عملية افقار الشعب اللبناني ليست مسألة صدفة ولا حظ ولا غير ذلك، انها بوضوح ليس بعده وضوح، عملية نهب منظم ومدروس اوصلنا الى ما وصلنا اليه”.

وأضاف: ” لا يمكن للتنمية المحلية الا ان تتناغم مع التنمية البشرية المستدامة، والتي تشكل الهدف الاساسي لجمعية النجدة الشعبية، هدف يتفرّع الى مجموعة اهداف فرعية ومنها الهدف الاجتماعي وتحديدا الصحي.

في المجال الصحي الكلام يطول وسأتركه لأصحاب الاختصاص. لكن مؤشرات النجاح في العمل لا تقتصر على البعض منها، فلو توافرت الموارد المالية، وتوافر الكادر الطبي المختص، وتوافر العاملون الكفوئين، وتوافرت التجهيزات الحديثة، بكلام آخر لو توافرت كل المقومات من دون ان يتوافر جهاز اداري كفؤ يُشرف على المستشفى، ويعتمد الشفافية والادارة الحكيمة والسليمة نهجاً، عبراتخاذ القرارات الملائمة في المجالات كافة وعبرممارسة مبدأي المراقبة والمحاسبة، فان كل العوامل التي سبق ذكرها، والتي هي جيدة بحد ذاتها، ستكون غير قادرة على النهوض بالمستشفى كما نطمح.

أثبتت التجربة أن تعيين مجلس الادارة الجديد من قبل الهيئة الادارية، حيث تم اختيار اعضائه بعناية ودراية، كان خيارًا صحيحًا وصائبًا. فمصير المستشفى، ايها الحفل الكريم، وفي ظل الأزمة المالية العميقة، كان مهدّدًا وكان الحل الآني بإتباع طريقة جديدة إقتضت اعتماد التحدّي بين الهيئة الادارية المركزية ومجلس ادارة المستشفى، وهدف التحدي ابقاء المستشفى قائمًا عبر رفع كاهل الديون او معظمها عنه، ومع هذا التحدي بين الهيئتين المتطوعتين (الهيئة الادارية المركزية ومجلس الادارة) وبالسرعة اللازمة، بدأنا بإطفاء قسم أساسي من ديون الموردين الاساسيين، ثم عكفنا على سداد قرض لأحد المصارف اللبنانية، وتم ذلك ايضا بالتعاون بين الهيئتين وبين المصرف.

ايها الحفل الكريم، ما يميز مستشفى جمعية النجدة الشعبية (حكمت الامين) انه ليس مؤسسة تجارية  وهو لا تبغي الربح، وليس هناك من توزيع للأرباح على المساهمين، فضل المستشفى انه يخدم المنطقة اولًا، ويضم كادراً مهماً من الاطباء والعاملين يخدمون فيه من يقصدهم للاستشفاء، وهم ويعتاشون منه، لذلك لا ارباح خاصة لأي رأسمال يوظف فيه، وهذا ليس بالأمر اليسير. لذك في ظل غياب المستثمرين تعتمد إدارة المستشفى سياسة التبرعات وهي التي أبقت وتبقيه، لا بل وبموازاة ذلك راحت إدارة المستشفى تطوّر اقسامًا فيه وتجددها، وآخر الانجازات هو القسم الذي نحتفي به الآن، اي قسم التنظير، والذي انجز بمساهمة ممن نحتفي بهما عنيت الحاج علي متيرك (وهو عضو مجلس ادارة المستشفى) وحرمه المصون الحاجة هديّة زرقط”.

وختم الموسوي: “لطالما ردّدنا ان المال لا يصنع البشر، وان البشر،على العكس، هم من يجنونه بتعبهم وجدهم وكدهم، ولكن الفرق الاساسي بين المتمولين يكمن هنا، فليس كل من يجني مالًا هو ملتزم بتنمية مجتمعه، فالعديد العديد من الاغنياء لا يكترثون بذلك، وهمهم ملذاتهم الخاصة وتحسين اوضاعهم الشخصية، ولا يمكن مجادلتهم بذلك في مجتمع رأسمالي طرفي وهامشي. في المقابل هناك من يرون المال كوسيلة، حيث انهم يغتنون ويعيشون حياتهم الكريمة هم واسرهم كما يبغون، ولكنهم ليسوا عن مجتمعاتهم ساهون، بل هم لا يهنؤون من دون ترجمة هذا الالتزام مساعدة لمجتمعهم بأشكال متعددة. هذا التبرع الكريم والسخي من الحاج علي متيرك وحرمه المصون الحاجة هدية زرقط، في عز الازمة، ليس غريبًا عنهما وليس الاول لهما تجاه المستشفى، بل لهما باع طويل في التبرع له، فالى قسم التنظير الذي نفتتح اليوم، سبق لهما ان تبرعا بإفتتاح قسم النساء سابقًا، وتقديم تجهيزات ومعدات عديدة، أضف الى ذلك التفاتة كريمة عبر تقديمات مالية للموظفين؛ هذا التبرع للمستشفى لن يكون الاخير منهما، فبوركت كل الايادي الطيبة والخيرة والمعطاءة في سبيل نهضة المجتمع المحلي، ويا حبذا لو كانت اعداد الخيرين اكثر بكثير لنستغني عن اي دعم آخر من خارج الحدود.

سيخلّد المستشفى اسميكما، الحاج علي والحاجة هدية، كما اسماء كل المتبرعين سابقًا والذين سيتبرعون لاحقا. لا اخفيكم الامر اننا كنا نخشى مع بداية الانهيار وانعكاساته الخطيرة التي طالت جوانب القطاع الصحي كافة ان تهدّد بقاء مستشفى النجدة الشعبية، حيث ان ديون الموردين والمصارف قائمة والتكاليف تدفع بالدولار، والدولار يحلق في الاعالي، ومداخيل المستشفى من المؤسسات الضامنة تُدفع بالليرة اللبنانية، واترك لكم تصور الهوة التي  يمكن ان تقضي على القطاع الاستشفائي في لبنان عمومًا، ومنها مستشفى النجدة الشعبية، ومخاطرالازمة هذه لا تزال جاثمة، وهي بكل الاحوال تركت ندوبًا كبيرة على هذا القطاع الحياتي لجهة اقتصار الاستشفاء على الاغنياء في البلاد والذين تراجع عددهم بعد النهب المنظم للثروات. فالأزمة الاستشفائية لم تصب المواطن الفقير وحسب بل هي تطال معظم الشعب اللبناني، ومن بينهم من كان يصنّف في الطبقة الوسطى، حيث صناديق التعاضد والضمان الاجتماعي تواجه تحديات مهولة يقف المضمون امامها عاجزًا، وخطر تصفية هذه الانجازات التاريخية قائمًا”.

الافتتاح

ثم قدمت المديرة أبو زيد درعاً تكريمياً باسم هدية زرقط لزوجها متيرك وقص بعدها الحضور شريط الافتتاح وجالوا على غرف القسم واطلعوا على تجهيزاته بحضور رئيس القسم الدكتور زاهر حوماني.

تصوير: علي عميص وحسين زرقط