بحيرة الكواشرة

عكار- ميشال حلاق

في يوم من الأيام شكلت بحيرة الكواشرة مستراحاً ومحطة للطيور المهاجرة، قبل أن يمعن فجور الصيادين الهواة في إزهاق ما تبقى من هذه الواحة وسط شبه الصحراء.

في العام 1973 تم إنشاء بحيرة لتجميع مياه الامطار بهدف تأمين مياه الري للاراضي الزراعية في بلدة الكواشرة ضمن منطقة الدريب الأوسط.

وقامت اقنية ري إسمنتية باستجرار المياه عبر مضخات كبيرة لتامين المياه لري اراضي الكواشرة المرتفعة نسبيًا عن موقع البحيرة.

اما الاراضي الزراعية المنخفضة فكانت تستفيد من مياهها بواسطة مهارب للمياه أنشئت أسفل السد الاساسي للبحيرة تفتح عند الحاجة.

واليوم بعد إنتظار وتأخير لعدة لسنوات شارفت أعمال مشروع إعادة تأهيل وتطوير وصيانة البحيرة التي بدأت اواخر العام 2013، على الانتهاء. حيث من المتوقع أن تروي كمية الـ 400 الف متر مكعب من المياه أكثر من 100 هكتار من الأراضي الزراعية، ضمن حرم البحيرة وجوارها. خصوصاً بعد عمليات التوسعة والتأهيل التي زادت من سعة البحيرة بعد إنشاء سد آخر في الجهة الجنوبية الشرقية منها، وتعزيل حوض البحيرة، الأمر الذي رفع من منسوب المياه فيها بمعدل الضعف تقريبًا .

مع الاشارة إلى أن جدوى البحيرة لصالح الأنشطة الزراعية لن يكون مكتملاً إلا    إذا جرى مد أقنية جديدة للمناطق المرتفعة، بديلة عن الأقنية القديمة التي انهارت بمعظمها، وربطها بمضخات كبيرة لضخ المياه.

لقد وفّر المشروع الجديد للبحيرة ممرات تجميلية جانبية أنشئت على جانبيها وصولً الى سطح السد (درابزونات حديدية) هي بمثابة أسوار لتجنب ولمنع حصول أية حوادث غرق. وهذا سيفسح في المجال أمام الزوار للتمتع بمنظر البحيرة التي كانت تشكل سابقاً متنفساً للسياحة وممارسة رياضة السباحة وصيد انواع من الأسماك التي غابت عنها الآن.

وفرت الامطار الغزيرة التي تساقطت هذا الموسم الكمية اللازمة لامتلاء حرم البحيرة بالكامل، دون انتظار إتمام كل ما هو منصوص في دفتر شروط هذا المشروع، الذي انتظره الاهالي في القرى والبلدات المحيطة للإفادة من مياهها في ري الأراضي الزراعية في هذه المنطقة، التي لا مصادر مياه سطحية او جوفية كافية ضمن نطاقها الجغرافي.

إذا، دور البحيرة هو دور هام جداً اليوم في ظل أزمة المياه التي تعصف مع كل صيف على مختلف الصعد. والجدير بالذكر أن وجود البحيرة سيساهم في سرعة السيطرة على الحرائق واخمادها خاصة بواسطة الطوافات. إنما يبقى دور البحيرة من دون استكمال المشروع وانشاء محطات الضخ والقنوات اللازمة سيقتصر على المنحى السياحي دون غيره.

 

الصور بعدسة المصور الفوتوغرافي: خالد طالب