حسام الصباح: أنفض تراب القبر ودع ابتسامتك الحزينة تشرق على شاشات الوطن

باسم نحلة

لا أصدِّق!

حتى وأنا أشاهد صورك في نشرة المساء ملفوفا في كفن، ويدثرونك بالتراب، لا أصدِّق..!

حتى وأنا أقرأ كيف نعاك زملاؤك وأحبابك وخصوصاً زميلي الإعلامي كامل جابر، لا أصدِّق!..  حتى وأنا أرى دموع اولادك نبيل وعلي واخوك محمد…لا أصدق؛ فنحن الجنوبيين نبكي بسبب وبدون سبب.

 حتى وأنا انعيك في هذه اللحظة، ولا اصدّق، أكيد هو مشهد تراجيدي دقيق الإتقان لدرجة الواقعية، أو أداء مبهر لمشهد الموت أدّيته سريعاً وفجأة، بلا إعدداد زتمرين وبلا إعادات، ولم تعد ..

لا أصدِّق، ولم أعد أصدِّقك عندما خدعتني أنهم قتلوك وأنت تلبس باحترافية عالية شخصية زعيم العصابة “ابو الليل” في مسلسل عشرين عشرين، لا أصدِّق، وكيف أصدِّق فناناً مهووساً بالتفاصيل، بارعاً في نحت الأحاسيس على تجاعيد التعبير، عميقاً في تقمّص الإنفعالات، ومغامراً في الغوص في عمق الشخوص، ودقيقاً في رسم حالات الكآبة والفرح والموت والحياة، بالنظرة وبالكلام وبالرعشة وبالصمت.. ألا يكون موتك مشهداً متقناً ودقيقاً من أدوارك المركبة؟ ألا تكون تقمّصت الدور وغصت فيه وسكنك لدرجة فقدان قلبك لذاكرة النبض؟ ألن تكون كعادتك قد طلبت من المخرج ألا يمارس خدع الصورة، وأن يغطّي جسدك بالتراب، بالكثير من التراب لنصدق المشهد؟ فأعجبه آداؤك المبهر ولم يوقف التصوير؟؟

 لا أصدِّق، الأبطال في الروايات ينتصرون على الموت، يخرجون أحياءً من بطن سمك القرش، ويظلّ قلبهم يخفق وإن اخترقهم الرصاص، يعبرون حقول الألغام بسلام، هذا يكفي أيّها الممثل الملتزم، توقّف عن أداء المشهد إلى النهاية، أنفض تراب القبر، دع ابتسامتك الحزينة تشرق على شاشات الوطن، أعد قراءة السيناريو، يبدو أنك سهوت من شدِّة الإعياء، وانحرفت عن سياق النص، راجع دورك جيداً، ستَعيش، البطل لا يموت في النهاية.

وداعاً ابا نبيل فنحن ننتظرك ولن نصدِّق…

29/5/2021