طابع فرنسي لمعبد شحيم الروماني

كامل جابر

في اليوم العالمي للآثار والمواقع وبتاريخ 18/04/2021 أصدرت “جمعية ليبا” من فرنسا طابع معبد شحيم الروماني بالتعاون مع لجنة طابع شحيم.

تم اختيار معبد شحيم الروماني من قبل جمعية ليبا (Leba) لإصدار الطابع الخاص الفرنسي عن لبنان في مناسبة اليوم العالمي للآثار والمواقع. وجاء نتيجة تعاون بين الجمعية المذكورة وبلدية شحيم ممثلة برئيس المجلس البلدي أحمد فواز ولجنة طابع شحيم المؤلفة من السادة: محمد شحادة وحسن فواز والبرفسور إيلي عواد.

شحيم

تعتبر مدينة شحيم CHEHIM  الأكبر في قضاء الشوف وعاصمة إقليم الخروب، وتحتل مركز القلب فيه مما جعلها أهم مناطقه منذ العهود القديمة، وتعود تسميتها لعدة تفسيرات. والواقع أن كل هذه التفسيرات تتفق مع تاريخ شحيم من حيث موقها القديم على تلال وروابٍ تشرف على الساحل.

المعبد الروماني

على أنقاض معبد فينيقي قديم بنى الرومان معبداً صغيراً لإله الشمس “هيليوس” والذي ظهر في النقش المحفور على واجهة المعبد. وقد شُيّد هذا المعبد في الحقبة التي بنيت فيها قلعة بعلبك (القرن الثاني م.). تحيط به أسوار عالية، وأنشئت في داخله وحدات سكنية للبناء وأخرى للجنود والفلاحين، كما تم جرّ المياه اليه بأنابيب من الفخار، وُجدت بقاياها في أثناء عمليات التنقيب، والتي تكشف سنة بعد سنة عن الغرف التي تطوق بالمعبد.

بني المعبد من حجارة كلسية محلّية، إلاّ أنها ضخمة على غرار البناء الروماني الذي كان سائداً آنذاك، تميزها الزخارف والنحت البارز الذي يظهر أشكالاً نباتية جميلة، إلى النقش الرشيق على الأفاريز والتنسيق بين الأعمدة والأجزاء المحمولة من المعبد.

صممت واجهة المعبد لتكون بمواجهة الشمس وهي عبارة عن أربعة أعمدة كورنشية، لم يبقَ منها سوى بضعة أجزاء. يفصل بين الواجهة ومدخل المعبد رواق بعرض مترين. ويتوسط الباب الرئيسي للمدخل جدار ضخم من دون أن يكون للدرج أي اثر. وتحيط بالباب الذي كان من الخشب أخاديد ظاهرة من الجانبين، في حين تعلو العتبة زخارف بأشكال هندسية ونباتية وأفاريز يظهر في وسطها رمز القرية على ما يبدو، وهو شكل “شمس” أو كرة محاطة بجناحين يظهر الريش منهما مرسوماً بأشكال هندسية ناتئة.

والى جانب الباب الأيمن نحت بارز يمثَل إله الشمس “هيليوس” على شكل نصف إنسان تحيط برأسه أهداب كأشعة الشمس، وهو الذي تحدَث عنه “رينان” في كتابه عن شحيم. أما التشويه الذي يظهر على وجه التمثال حالياً، فهو نتيجة الثورة على الوثنية وآلهتها في العصور المسيحية اللاحقة. وفي الجهة اليسرى تمثال لشخص يرفع يده اليمنى ويمثل كاهناً يقدم تضحية طقسية، وقد تم العبث بنقوشه.

القاعة الداخلية للمعبد مستطيلة، أرضيتها الأصلية غير موجودة ولا يظهر أيَ أثر للمذبح بسبب الركام والحجارة. وامام المعبد لجهة الشرق تقوم ساحة خارجية بأروقتها الرئيسية الأربعة، وصفوف الأعمدة الملقاة على الأرض. وقد أظهرت الحفريات لوحات من الفسيفساء مطمورة تحت طبقة من التراب، جرى نقل بعضها إلى المتحف الوطني.