“كُوز على تينة” في ديوانية الفنّان حسن جوني

كتب الدكتور علي حجازي:

لقاءٌ ثقافيّ في منزل الفنان التشكيليّ المميّز الدكتور حسن جوني

مرة “جديدة” يجمعنا الصديق الحبيب الدكتور حسن جوني لإحياء جلسة ثقافية، حيث استمتعنا بسماع الشعر الفصيح والزجل والقصّة ومقطوعات من الأدب الوجيز.

وكان نصيبي إلقاء بعض النصوص، ومنها هذا النص الذي كتبته بعد مشاهدتي لوحته الفنّيّة المميزة “تينة”.

“كوز على تينته”

في بستانه المزدان بالأشجار تينة، عسلانيةً كانت. كيزانها مسكونة بأشواق اللقاء

كوز على تينته،

متحفزاً كان، ناضجاً،

في ثغره الصغير هدية، قطرة من شهد، من عسل،

بلورية اللون بدت

مددت يدي، أغمضت عيني قليلاً، طار قلبي فرحاً، عشقاً

تهلل وجهي حبوراً

أبصرتها، هي، والله، إنّها هي، تينتنا الشامخة في “قبريخا” في كرمنا، مشرّعة أغصانها تبغي احتضاني، أضناها الشّوق وأضناني، أبيّة هي، لا تحبّ الماء إلاّ قليلاً

قطفته، تذوّقته، شهيّاً كان، طيّباً.

فتحت عينيّ، كوز اللوحة يحدّق بي، حانياً يرنو إليّ، يبتسم، يغريني أكثر.

دمعت عيناي، أشحتُ بصري قليلاً، الكيزان المتحفّزة من على أغصانها شرحَها الشوق ولوّحتها الشمس.

ارتعشت، عدت إلى مسطاح أمّي، إلى كيزان استراحت على عيدان “الفاقوع”، قرب عرزال نصبه أبي هناك في “جل القطن”. أبي حارس التّين والتّبغ والزّيتون، والأرض التي لا تهون.

وقفت على أعتاب تينته، تينتنا، تينته على أعتاب لوحتنا لوحته، إنها لوحته البهيّة.

هو مأدبة من جمال لا يُنال، مأدبة من جمال ذائب خطوطاً وألوان،

لوحة من عشق أبدعتها أنامل شاعر فنّان.

كيزان على تينته احتضنت قاصّاً شاعراً مهندساً فنان،

اطفالاً وحوريات حسان،

متعطّشين إلى جمال لوحته، بهم دهشة من تناسق الألوان