شوقي بزيع عن رحيل عز الدين المناصرة: مكلومةٌ فلسطين ومحنيةُ الظهر

كتب الشاعر شوقي بزيع:

عز الدين المناصرة بريشة رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة

عز الدين المناصرة، هو الاسم الآخر لبراءة القلب، ونقاء السريرة، والذكاء اللمّاح. كانت دماثة خلقه تفيض عن حاجة محدّثه، بما يدفعنا دائماً إلى الشعور بالذنب إزاء عجزنا عن مجاراة ألفته الوادعة. أمّا شعره” الرعويّ” بامتياز، فكان يتغذّى من نباتات فلسطين، وترابها الموحل، وأقمارها المغسولة بالدموع.

وكان من بعض وجوهه أشبه بسفينة رمزيّة جديدة، يستخدمها الشاعر في أوج الطوفان، لحمل كلّ ما يلزمه من ذخائر بلاده وتضاريسها وكائناتها الى برّ الأمان، كما لإنقاذ الجغرافيا من الغرق، والتاريخ من التزوير. مكلومة ومحنية الظهر، ترقب تلال فلسطين ومنحدراتها مرور نعشه بين ظهرانيها، فيما لا تجد قريته الأم أهزوجة تستقبله بها أكثر عذوبة من قوله في قصيدة له :

“ألا يا هلا يا هلا بحبيبي

وضمّتهُ ضمّتهُ ضمّتهُ حتى النزيفْ

وضمّته .. لكنّه جثةٌ هامدة”