سعيد الضاوي: رحيل المقاتل بين خنادق الثقافة والنضال الوطني

سعيد الضاوي مرافقاً اللجنة الأمين في خلال فتح المعابر في بيروت بتاريخ 29 تموز 1984
سعيد ضاوي في نادي الخيام

كامل جابر

رحل اليوم في بلدة الخيام الجنوبية المناضل الوطني سعيد خليل ضاوي (الضاوي) بعد صراع مع المرض والوجع، تاركاً في الساحات الجنوبية والنضالية إرثاً يحتذى، فهو الناشط الثقافي والاجتماعي، الناشط في المجتمع المدني، عضو مجلس بلدية الخيام سابقأ، الرئيس الأسبق لنادي الخيام الثقافي الاجتماعي، عضو المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، عضو اداري في منتدى التنمية اللبناني، عضو “هيئة تنسيق مرجعيون حاصبيا” وعضو اللجنة الأمنية في لبنان سابقاً، فضلاً عن مقالاته التي نشرت في العديد من الصحف اللبنانية والمواقع الاجتماعية…

وقد نعاه المجلس الثقافي للبنان الجنوبي “مقاتلاً شرساً في الميادين الثقافية والاجتماعية والوطنية من أجل تحقيق العدالة في مختلف وجوهها، وبرحيله يترك فراغاً كبيراً، وإرثاً واسعاً في نضالاته التي حققت الكثير من الركائز الثقافية والاجتماعية في جنوب لبنان عامّة وفي بلدته الخيام بشكل خاص، ناهيك عن أدوار جمّة في تعزيز السلم الأهلي وسيادة المساواة والعدالة الاجتماعية والإنسانية”…

***

سعيد الضاوي.. وداعاً!

الأستاذ سعيد الضاوي والدكتور كرم شكرالله كرم، تتوسطهما الوزيرة ليلى الصلح حمادة
الأستاذ سعيد الضاوي والدكتور كرم شكرالله كرم، تتوسطهما الوزيرة ليلى الصلح حمادة


وداعاً يا سعيد، نفسي حزينةٌ حتّى الإنكسار. سأفتقد طلّاتك تنبؤني فيها عن خيامنا، تسرد لي أوضاعها وتحكي لي بألمٍ عن أوجاعها. ولا مرة طلبت لنفسك شيئًا. همك كان أهلها وأبناؤها ومحتاجوها.

توّجت نضالك الطويل بتواضعٍ ملفت وحياءٍ آسر. نادراً ما هاتفتني مباشرةً لئلّا تثقل عليّ، وطالما كان همّك الآخرون. كنت آنس لحضورك وأتعلّم من نضالك الطويل وعملك الدؤوب في تعليم الناشئة وخدمة الناس. ما قصدت الخيام يوماً إلّا وأنت دائم الحضور، بتواضعٍ جمّ وبساطةٍ لافتة وخفرٍ محبّب.

سأفتقدك يا صديقي وأفتقد إخلاصك وتفانيك؛ كما تفتقدك خيامنا، إنساناً طيّباً ورجلاً صلباً في إلتزامه بقضايا وطنه وأهله وشعبه.

وداعاً أيها الأخ الصديق. بفقدانك تذبل زهرةٌ أخرى من أزهار حبيبتنا الخيام.

أحمّلك سلاماً لمن أحببناه معاً وأذرف معك دمعةً أحبسها لكلّ من أرى في وجهه وجه من أحببت.

* الوزير السابق الدكتور كرم شكرالله كرم

***

ونعت العديد من الفاعليات والقوى الوطنية والاجتماعية والثقافية الفقيد الراحل:

وليد جنبلاط

الحزب التقدمي الاشتراكي

المجلس الثقافي للبنان الجنوبي

نادي الخيام الثقافي الاجتماعي

منتدى التنمية اللبناني

ينعون اليكم المأسوف عليه الرفيق المناضل

سعيد خليل الضاوي

عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً، عضو مجلس بلدية الخيام سابقاً.

زوجته: دعد علي ابو عباس

ابنتاه: عزه وزوجها جورج پاپولياس وزينة وزوجها روني مصري

اشقاؤه: المرحوم فايز ، المرحوم حسن، أحمد في المهجر والمرحوم أسعد

شقيقاته: المرحومة فايزة، فوزية، المرحومة زينب، المرحومة خديجة والمرحومة جمال

ستنطلق الجنازة صباح الخميس ٢٥ شباط ٢٠٢١ الى مركز المرحوم محمد موسى طويل الاجتماعي في الخيام سيوارى في الثرى في جبانة بلدته الخيام،  بعد صلاة الظهر. 

نظرا للظروف الصحية الراهنة وتماشيا مع قرار وزارة الصحة تقبل التعازي على الارقام التالية:

78-824300

03-893802 

***

 نعى عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور العضو السابق لمجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي سعيد الضاوي، فقال: “رحل الرفيق سعيد الضاوي، ابن الحزب التقدمي الاشتراكي وأحد أبرز قادته وابن الخيام وحامل عطرها وارثها الوطني.

رحل الرجل الشريف صاحب الاقتناعات التي لا تتلوى ولا تتلون، رحل الرجل الشجاع في الحوار والفكر كما في ميدان الحرب والمقاومة.

رحل الصديق، الطيب، المحب، الأنيس وصاحب الأمل الدائم.
رحل حارس إرث الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية في العرقوب والجنوب.
يا لأسى الأمسيات يا رفيق سعيد وجلسات الأنس التي كنت دائما نجمها.
ليته تسنى لنا أن نحبك كما أحببتنا وليته تسنى لنا ان نرعاك وانت الذي رعيتني واحطتني كأب عندما دلفت غريبا الى بيروت”.

وقد كتب المهندس جهاد الشيخ علي على صفحته ناعياً الراحل:

“أنا اليوم أغط في حزن عميق ألتحف كل الغيوم السود، تذرف دموعي لهذا الخبر دون توقف.. مات صديقي سعيد الضاوي.. رحل سندنا في الخيام ومنطقتنا الحبيبة.. رحل من كان يملأ بيتنا حكمة وفرحاً وضحكاً، صدى صونه وضحكاته تتردد في داخلي وجعاً، كنت استمع إليه كالطفل الذي يتعلّم مخارج الأحرف، لكنني كنت أخفي ذلك عنه، كنت أنتظره بفارغ الصبر كي أتعلّم منه ألف باء الوطنية ومستقبل هذا الوطن الحزين، كنت أخبره كيف خانه البعض، فكان رده الدائم.. بإبتسامة يتبعها (ما بيستاهل نوجّع راسنا)، كان يجمعنا على حكمته ومحبته.. كنا نتلذذ بذاكرته الناصعة عن بلدته الخيام، لم نكن نرتوي من تلك الذاكرة.. زوجته دعد كانت دائماً رائعة في حضوره وغيابه، كانت طفلته المدلّلة منذ أن عرفها.. إبنتاه عزة وزينة كانتا تطوفان العالم به وترددان اسمه كلحنٍ إبتكرتاه.. كم جمع من أصدقاء ورفاق أينما حلّ.. يا أإهي ماهذا الوجع الذي لحق بي وبنا جميعاً.؟

غداً سندفنك وأدفن جزءًا من روحي معك.. أنا الآن في إحدى زوايا بيتي أبكيك حتى الثمالة، وحتى تنبت الزهور من جديد..  وداعاً أيها الصديق الوفي سعيد..

***

وكان آخر ما كتبه الراحل بتاريخ 26/1/2021:

ما هذا القدر الذي نعيشه لنودع الاحباب ايها المرض الخبيث.

تأخذ المحبوبين والعقلانيين الذين لم يؤذوا أحدا في حياتهم.

ماذا فعلت بنا يا ابو علي!

كلما أتى إليك اولادك من سفربرلك ليسلموك محبتهم وشكرك على الحياة التي امنتها لهم، وانت مريض كنا نشعر بالأمان عندك، كذلك زوجتك (الحاجة عايده).

كبيرنا بعمرك و محبتك التي لا تنضب.

الى رحاب الله يا فايز.

ستبقى في قلوبنا وضمائرنا وستكون حاضراً دائما وظلك الذي لا يغيب.

الله يرحمك أبو علي فايز(ضاوي).

***

***

سعيد الضاوي يلملم أوراقه ويرحل: من تخوم فلسطين كانت البداية

24 شباط 2021
خاص -الأنباء

كأن القدر قد كتب أن نودع كل يوم كبيراً ورفيقاً عزيزاً. اليوم يرحل عنا كبير آخر من رعيل الأوائل، يرحل سعيد الضاوي بعد مسيرة طويلة أمضاها في النضال من تخوم فلسطين الى كل بقعة في لبنان. تلميذاً ورفيقاً لكمال جنبلاط، ومناضلاً في كل الساحات بقيادة وليد جنبلاط.

سعيد الضاوي إبن الخيام التي واجهت العدو الإسرائيلي منذ بدايات نشوء الكيان الصهيوني، بدأ النضال باكرا في صفوف الحزب التقدمي الإشتراكي مقاوما ومقاتلا عندما إحتاج الوطن الى من يحميه بالسلاح، ومحاورا عندما كان الحوار بديلا عن الإقتتال.

سعيد الضاوي، التقدمي الإشتراكي حامل رسالة الإنسانية، المثقف والكاتب والمحلل الذي جهد لنشر ثقافة مختلفة مبنية على الحوار وقبول الآخر المختلف.

ترجم إنتماءه الحزبي وإيمانه بالمبادئ الإنسانية في العمل العام خدمة لأبناء مجتمعه. من خلال المجلس البلدي للخيام، ومن خلال المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، الى جانب نشاطه الحزبي.

لعب دورا بارزا خلال الأحداث اللبنانية وكان مندوب الحزب في اللجنة الأمنية في أواخر الثمانيات لمعالجة الخروقات على جبهات القتال.

تدرج في المناصب الحزبية من مدير فرع الى عضو مجلس قيادة.

نبذة:

سعيد خليل الضاوي، مواليد الخيام 1949
انتسب الى الحزب التقدمي الإشتراكي في 20-11-1971
مدير فرع الخيام 1976
معتمد مرجعيون 1977
ممثل مفوضية الداخلية في الجنوب نائب مفوض الداخلية 1978-1980
ممثل مفوضية الشؤون الاجتماعية الجنوب 1979
مفوض الداخلية 1981-1982
عضو مناوب في مجلس القيادة 1981
عضو في هيئة مكتب الإرشاد السياسي 1982
مكلف بملف إدارة الوضع التنظيمي في بيروت 1987
عضو في مجلس هيئة الشورى مفوض الداخلية 1991-1992
مفتش عام في الحزب 1992
عضو مرشد

https://anbaaonline.com/news/110972

***

غاصب المختار: المناضل ابن أرض الجنوب المقاومة، سعيد الضاوي، حمل قيم كمال جنبلاط

 
 

لمناضل سعيد الضاوي
المناضل سعيد الضاوي


نعى الإعلامي غاصب المختار في منشورٍ له عبر حسابه على “فايسبوك” المناضل سعيد الضاوي بالقول:

المناضل ابن أرض الجنوب المقاومة، سعيد الضاوي، حمل قيم كمال جنبلاط

“وداعا رفيق سعيد، رحل المناضل التقدمي الإشتراكي العتيق سعيد الضاوي، ابن بلدة الخيام الجنوبية، وأحد أركان حزب كمال جنبلاط في الثمانينيات. عرفته ممثلاً للحزب في اللجنة الأمنية التي كانت تضم معه العميد جان ناصيف عن الجيش والنائب الحالي أيوب حميد عن حركة أمل والنائب الراحل الدكتور جان غانم عن القوات اللبنانية، وكانت مهمتها الإشراف على تثبيت وقف إطلاق النار وإزالة المتاريس المستحدثة على خطوط التماس، وكنت ارافقهم بحكم عملي كمندوب لجريدة “السفير” في كل جولاتهم على المحاور فصرت صديقاً لكلٍ منهم لكثرة متابعتي لكل إجتماعات اللجنة وقراراتها وخطواتها على الأرض”.

وأضاف:

“كما عرفته طيب المعشر حلو اللسان لطيفاً هادئاً متواضعاً، خدوماً، بعيداً عن “تشبيح” المسلحين وقتها. لما يحمله من قيم كمال جنبلاط. “مهضوم” بلكنته الخيامية، وابن ارض الجنوب المقاومة ملتزماً الخط العروبي النهضوي التقدمي.

رحمك الله رفيق سعيد، خسرك الحزب التقدمي والحركة الوطنية والعروبية.وخسرتك صديقاً طيباً لطيفاً”.