أميمة والفيحاء وزاهي يبثون سحر “صوت” في عاصمة “الأرجوان” صُوْر

بعد النبطية وصيدا، كان لا بدّ لأميمة وباركيف والفيحاء من أن يحملوا إلى صور، عاصمة الأرجوان والدلال التاريخي، أصواتهم العذبة وألحان مارسيل خليفة وقصائد الزمن الجميل وألبوم “صوت” فنبحر هذه المرة على متن الصوت واللحن الصافي في الزمن الحاضر، لنستعيد من خلالهما ما بقي لنا عالقاً في الزمن والتاريخ من أعمال مراكب الفينيقيين ومراكبهم وسفنهم، التي حملت الحرف والحِرف إلى كل العالم… لتحمل اليوم اصالة من نوع آخر…

فبدعوة من منتدى الفكر والادب صور ومدرسة الميادين الدولية البازورية وجمعية بيت المصور في لبنان وجمعية التنمية للإنسان والبيئة غردت الفنانة المتألقة أميمة الخليل وكورال الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان، في سماء مدينة صور من قلب “المسرح الوطني اللبناني” مع إطلالة شعرية للشاعر الأستاذ زاهي وهبي.

في صور امتزج الصوت مع اثير الحب والوطن و”عصفور طل من الشباك” و”غدا” التي اصبحت انشودة تخاطب الوجدان والتضحية، فحلقت ملائكة الصوت عبر حناجر الفيحاء لتلقي على المستمع طبقات صوتية، في جمع نادر لأكثر من ثمانية طبقات صوتية، مع غناء أميمة الخليل في واحدة من أجمل الأمسيات.

كلمة ترحيبية باسم الجهات المنظمة للحفل ألقاها رئيس منتدى الفكر والادب صور الدكتور غسان فران فأشار إلى “أهمية الحدث الذي يشكل أول إطلالة في صور، ليؤكد على الدور الثقافي للمدينة”. وشكر الحضور وضيف الشرف الشاعر زاهي وهبي.

ثم تحدث رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الإعلامي كامل جابر فقال: “أميمة الخليل، بحلولك يحلّ الحب والعاطفة والكلمة الرنانة في القلب والعقل، وهذا دأبك منذ ثلاثةِ عقودٍ، ونصفِ العقدِ لننعم بهذا الصفاءِ والنقاءِ والرخاء الثقافي والفني… أهلاً بك في قلب الجنوب، في مدينة صور، التي ما انفكت تحفظ صوتك وأغنياتك ونشيد الجنوب على وتر حبيب صادق، شدّي عليك الجرح وانتصبي… عبر الدجى رمحاً من اللهب… من هنا، من صور البحرية والبرّية، وأعمدتها وقلاعها الموغلة في التاريخ والحضارات، من أصالة ناسها وثقافة أهلها وتميّز أدبائها، نبثّ أصدق التحايا والمحبة، إلى مبدع اللحنِ والموسيقى، الموسيقار مرسيل خليفة، الذي أعطى أميمةَ والفيحاءَ هذه الألحانَ الجميلةَ المتفوقةَ كمؤلفها، التي صارت “صوتْ” وخرجتْ إلينا وإليكم في ألبوم مميز”.

بعدها قدمت أميمة والفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان مختارات من ألبوم “صوت” منها “ساعة” للشاعر الراحل جوزيف حرب، و”يا حبيبي” لمنصور الرحباني و”غداً” للشاعر الإعلامي زاهي وهبي و”أن تحب” للشاعر الفلسطيني مروان مخول. وتخلل ذلك كلمة للشاعر زاهي وهبي الذي رحّب بأميمة والفيحاء وتسلاكيان وحيا أبناء الجنوب الذين يردون على الجهل والتطرف بالثقافة والفن، وألقى قصيدتين منها قصيدة “غداً”. ومن ثم وقعت أميمة وتسلاكيان ووهبي البوم “صوت” للحضور.