في غيابه الخمسين: النبطية تطوب غالب شاهين منارة عصامية وثقافية وإنسانية

 

في ذكرى غيابه الخمسين، كرّمت مدينة النبطية (الاحد الواقع في 4/11/2018)، بفاعلياتها المختلفة، معالي الدكتور غالب شاهين (1930- 1968) بمهرجان حاشد أقيم القاعة الكبري لمركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية برعاية بلدية مدينة النبطية واتحاد بلديات الشقيف والنائب ياسين جابر، وبدعوة من المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المرأة في النبطية، ومركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي وجمعية بيت المصور في لبنان.

وحضر النائب ياسين جابر، وممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصوه، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ممثلاً بصادق اسماعيل، عضو هيئة الرئاسية في حركة امل خليل حمدان، رئيس رابطة أطباء النبطية الدكتور كحيل وعائلة الوزير الراحل: غيدا غالب شاهين وزوجها فادي الحافظ وابنا شقيقته: الدكتور تنال صباح والزميل عباس علوية والدكتور حسن شاهين وعدد من أفراد العائلة، رؤساء عدد من الجمعيات والأندية في النبطية وفاعليات أكاديمية وسياسية وحزبية وتربوية وثقافية واجتماعية وصحية واعلامية.

بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة رئيس جمعية بيت المصور الاعلامي كامل جابر فقال: “ولأننا نتوارث الحبّ والعنفوان والفكر السديد، وكذلك العليا والمجد، لذا في رحاب غالب شاهين الدكتور والأستاذ الجامعي والإعلامي الكبير، والنائب والوزير، وابن هذه المدينة، صاحب الكفّ النظيفة والروح العفيفة المعطاءة، نقف بفخر، ونستحضر مجده لنلقي عليه آيات التقدير ورسائل الشكر والحب، وأي كلام آخر في حضرته، يبقى بوح خجل أمام جبل. لكن يكفينا نحن أبناء التجارب التي أتت بعد مسيرة الدكتور غالب شاهين، أننا به نهتدي ونقتدي ومن نبعه نستقي القدوة الحسنة ونسقيها لأبنائنا، فيستقيم الأرث والميراث”.

واضاف: “باسم الأندية والجمعيات المشاركة في إحياء هذا المهرجان التحية، ممن وردت أسماؤها في الدعوة إليه، أو ممن تشاركنا العزيمة والفكرة والنّوايا، وباسم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المرأة في النبطية، ومركز كامل يوسف جابر الثقافي وجمعية بيت المصور في لبنان، نتقدم من عائلة الراحل الكبير آل شاهين، من السيدة غيدا غالب شاهين، عقيلة الدكتور فادي الحافظ، وأبنيهما، من ابن شقيقته الدكتور تنال محمد صباح ومن زميلنا الأستاذ عباس علوية ومن أبناء هذه المدينة بأسمى آيات العزاء في ذكرى غيابه الحزينة ورحيله المفجع المبكر، وكذلك بأسمى آيات التقدير لشخصيته المحبة المعطاءة البارزة التي تركت فينا أثراً بالغاً لن ننساه أبد الدنيا”.

وقدم طارق كامل جابر (من المعهد الوطني للموسيقى- الكونسرفاتوار) معزوفتين على آلة البيانو “تحية لروح الراحل الكبير” ثم تناول المربي خليل ترحيني جوانب من سيرة الوزير الراحل “الذي عملت معه في الوزارة” وكان “يتمتع برهافة وذوق ومناقبية وإصرار على العطاء وتقديم ما يستطيع” وعدد اكثير من الانجازات التي حققها شاهين خلال الفترة الوجيزة التي كان فيها وزيراً للتربية الوطنية (1965).

وقدمت الطفلة فرح الياس طنوس معزوفة على آلة الكمنجة (Violon) وكذلك فعلت شقيقتها نور وهما من تلامذة مكتبة بلدية النبطية.

وتحدث الأستاذ صادق اسماعيل باسم بلدية النبطية فقال: “خمسون عاماً من الغياب، لكنّ اسْمَك لم يغبْ ولم يزلْ مُعرّشاً في وجدانِنا، من جيلٍ إلى جيلٍ، بل يظلُّ النموذجَ الذي تفتخرُ المدينةُ أن تحملَهُ وأن تقتدي بهِ، فبرغمِ عمرَِك الذي مرَّ كلمحِ البصرِ، معالي الدكتور غالب شاهين، بيدَ أنّكَ تركتَ فينا إرثاً طيباً وقدوةً في العلمِ والثقافةِ والتنوّرِ الفكري والانفتاحِ على عالمِ التقدمِ والحضارةِ من بابهِ الواسعِ، الذي يفيدُ ويجعلُ من أبنائِنا مبدعينَ متفوقينَ أنّى كانوا.

كنتَ عصامياً بكل ما للكلمةِ من معنى، وكنتَ الرجلَ المناسبَ في المكانِ المناسبِ، إذ أنَ المراتبَ والمواقعَ التي تجليتَ فيها، إنما كانتْ عن جدارةٍ وليست مجردَ ألقابٍ. ومن هنا تكمنُ فرادتُكَ، التي لم يتسنَّ لنا مواكبتُها، نحن الجيلُ الذي أتى بعد رحيلِكَ، لكنَّ مدرستَكَ في العطاءِ والبذلِ عاشتْ طويلاً وطويلاً، وكنا نسمعُها في حكايا أهلنا ومضاربِ أمثالِهِم. ونحنُ أهلُ امتنانٍ ووفاءٍ، لا ننسنا أهلَنَا وأحباءَنا، فكيفَ بالمبدعينَ من أبناءِ هذه المدينةِ التي تحملُ في قلوبِ أبنائِها، من الوفاءِ ما يجعلُ ذكرَ الطيبينَ مناراتٍ علميةٍ وتربويةٍ وثقافيةٍ واجتماعية.

خمسونَ ألفَ تحيةٍ في يوبيلِك الذهبي، وها أنّنا في بلديةِ النبطية، بالتعاونِ مع اتحادِ بلديات الشقيف ومعالي النائب الأستاذ ياسين جابر والعديد من جمعياتِ النبطيةِ وفاعلياتِها الثقافية والاجتماعيةِ وأبنائِها الميامين، نتقدمُ بما صدرَ من مطبوعاتٍ تحملُ اسمَكَ، لتكونَ مِداداً إلى يوبيلِك الماسي، وعلى امتدادِ عمرِ هذه المدينةِ وأهلِها، يتوِّجُهَا طابعٌ بريديٌّ صدرَ بتاريخ 08/08/2018، وبعضٌ من سيرتِك الحميدَةِ، لننقلَها قريباً إلى تلامذةِ المدارسِ لكي يعي أطفالُنا سيرتَكَ، ويترعرعوا على اسمِكَ الحافزِ فينا والحافرِ مدى الدّهرِ، وأتقدّمُ باسم رئيسِ البلديةِ الدكتور أحمد كحيل، وباسمِ زملائي في المجلسِ البلديِ وباسم أبناءِ النبطية، من عائِلتِكَ وأحفادِكَ بخالصِ التقديرِ والفخرِ، أنَّك كنت مِنَّا، وأنَّك ستبقى فينا، وأنّك أوفيتَ قِسطَك للعُلى، فاستحقّيت كلَّ الوفاءِ وكلَّ الحبِّ وكلَّ الشكرِ”.

وألقى رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر كلمة الاتحاد (ننشرها لاحقاً).

وألقى الدكتور حسن شاهين (ننشرها لاحقاً) كلمة العائلة (آل شاهين).

ثم كلمة النائب ياسين جابر (ننشرها لاحقاً).

وختاماً كانت كلمة الدكتور تنال صباح (ننشرها لاحقاً).

وبعد توزيع مجموعة من الهدايات التذكارية على ابنة شاهين وعدد من المساهمين في الذكرى، والتي تحتوي على الطابع البريدي وحفر بواسطة الليزر لختم شاهين في مناسبة التكريم، وهي من تقديم صاحب شركة عبسي ورئيس مجموعة “تراثيوم” المهندس عبدالله عبسي؛ جرى توزيع 500 ملف تحتوي على:

  • مغلف تذكاري (طبع منه 700 مغلف) صدر في مناسبة الذكرى الخمسين لرحيل معالي الدكتور غالب شاهين (1930-1968)، عليه رسم كاريكاتوري يعود إلى سنة 1965 ويمثل الوزير شاهين حاملاً الجامعة اللبنانية فوق ظهره (رسم القيسي) ويحمل الطابع البريدي الصادر عن وزارة الاتصالات وليبان بوست بتاريخ 8/8/2018 وخاتماً خاصاً كناية عن رقم خمسين وفيه اسم الراحل ورسمه وتواريخ مهمة عنه.
  • مطوية (طبع منها 6000 مطوية) وتوجز معلومات عن الراحل شاهين وعن الطابع البريدي وتحتوي على رسم بورتريه أكواريل للفنان خولة الطفيلي.
  • كتيّب (كراسة) من 16 صفحة وغلاف سميك (طبع منه 2000 كتاب) ويحتوي معلومات وصور عن مسيرة حياة معالي الدكتور غالب شاهين.
  • 6 بطاقات بريدية (قياس 11 سم×16 سم) لمراحل من ذاكرة الراحل ومنها لوحة من رسم الفنانة خولة الطفيلي، وأخرى من نوع “ماكسي كارد” للصورة المنشورة على الطابع البريدي الصادر بتاريخ 08/08/2018 عن وزارة الاتصالات و”ليبان بوست”.

والجدير بالذكرى أن هذه مطبوعات كلها، من تصميم رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الإعلامي كامل جابر وخطوط الفنان الكبير علي عاصي، فيما نفذ الأمور اللوجستية أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية بيت المصور ومنهم السادة: عباس علوية، علي مزرعاني، علي عميص، علي شمس، باسم نحلة، محمد فران وزياد الشوفي… ثم كان حفل كوكتيل.

وعلم موقع “هوا لبنان” أن تكلفة التكريم بلغت نحو 12 مليون ليرة لبنانية، شارك بثمانية منها الدكتور تنال صباح وبمليونين منها بلدية النبطية، وبمليونين اتحاد بلديات الشقيف، غطت نفقات الطوابع والمطبوعات والكتب والدعوات، إذ من المقرر أن توزع نسخ الكتب والمطويات المتبقية على تلامذة المراحل المتوسطة في مدارس النبطية الرسمية والخاصة وفي الجوار.

 

تصوير زياد الشوفي وباسم نحلة