أيمن جرجور وجنان جفال يغردان في سكينة النبطية

كامل جابر

استطاع عازف الغيتار المتميّز أيمن جرجور وعازفة الـ”فلوت” جنان جفال، على مدى ساعة من الوقت، غسل أرواحنا بعذب الموسيقى التي تصاعدت ثنائياً أو خمدت، أو منفردة استهلالاً، تتنقل بين الغربي والشرقي لموسيقيين أسبان أو عالميين، أو من ألحان لبنانية لوليد غلمية وزكي ناصيف والرحبانيين؛ فكأن هذا السكون الذي خيّم على قاعة مار أنطونيوس في النبطية، كان بحاجة إلى تغريد الأنامل الرشيقة والأنفاس المتسللة من ثقوب الـ”فلوت” لتلامس شغاف القلوب.

فبدعوة من جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، فرع النبطية، شهدت قاعة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات مساء اليوم الأحد، حفلاً لعزف ثنائي شارك فيه عازف الغيتار العالمي السوري أيمن جرجور وعازفة الـ”فلوت” اللبنانية جنان جفال بحضور رئيسة الثانوية الأخت كميليا القزي ورئيس فرع النجدة الشعبية في النبطية الدكتور محمد مهدي وأعضاء لجنة الفرع، ومدير عام مستشفى الدكتور حكمت الأمين التابع للنجدة الشعبية في النبطية الدكتور علي الحاج علي والرئيسة الفخرية لجمعية تقدم المرأة في النبطية الرائدة سلمى علي أحمد، رئيس لجنة الأهل في ثانوية الراهبات عبدالله عبدالله، وحشد من النجدويين والفاعليات الثقافية والاجتماعية ورؤساء الجمعيات والأندية في النبطية، إلى الراهبات الأنطونيات وافراد من الهيئة التعليمية في راهبات النبطية.

وألقى أمين الشؤون الثقافية في فرع النجدة (النبطية) الإعلامي كامل جابر كلمة النجدة الشعبية فقال: “إنّ أروع ما في هذه المدينة ومحطيها، هذا التنوّع المتنامي للثقافة والفنون والأدب والشعر والموسيقى، وهو إنما امتداد لثقافة الجدود الذين انفتحوا منذ أكثر من مائة عام على الاغتراب، فنقلوا إليه جهدهم وأفكارهم، واستشفوا منه ثقافة التنوّع والعادات الحميدة. من هنا لا بد من أنّ أنوه بهذه الأمسية التي سعى إليها، صديقنا، الدكتور محمد مهدي، رئيس فرع جمعية النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، إذ يضعنا أمام الكتاب الواسع لرقي الموسيقى والفنون، وكذلك أمام لغتين من لغات الموسيقى المتألقة الراقية، الغيتار والفلوت، لرائد من رواد العزف العالميين، الموسيقي السوري أيمن جرجورة، المتنقل بموهبته وروحه التواقة إلى السلام والحب، من الولايات المتحدة إلى إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وبريطانيا وتايوان ثم يحط في بيروت، وها هو اليوم بيننا ليدلي علينا حيزاً من ثقافة عالمية، لنا في بحرها أبناء ورواد. أما الوجه الأنيق المبدع الآخر، فهو وجه الموسيقية البارزة جنان جفّال، ابنة كفرصير التي تبوح أنفاسها بحنين الأرض نحو الفضاء الرحب، ونحو جيل آخر يتأسس على موهبتها ورعايتها، فتعتقه من العبثية نحو الالتزام. فللأستاذين العازفين أيمن جرجور وجنان جفال منّا كل الحب والتقدير، ولنا أن نغوص بعد قليل في ما  سيكتبانه على مسامعنا ويرسمانه على شغاف قلوبنا، من عذوبة أناملهما وأنفاسهما”.

وأضاف: “لثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية بشخص رئيستها الأم كميليا القزّي كل التقدير والاحترام، هذه الثانوية التي تقدم مع التربية والعلوم، الثقافة الناجعة وتشرع أبوابها بشكل دائم لكل ما يساهم في تطوير بنيتنا الثقافية والاجتماعية والتربوية، ولنا على منبرها حتماً، لقاءات أخرى لأهداف سامية تزرع الحب لتقطف السعادة. باسم النجدة الشعبية اللبنانية، وفرع النبطية، ومستشفى الدكتور حكمت الأمين، باسم رئيس الفرع الزميل الدكتور محمد مهدي، وأعضاء لجنة الفرع، ومجلس المندوبين والنجدووين أجمعين، أتقدم بالشكر لكل من حضر اليوم وساهم في تقديم هذا العمل، الذي يعود بالخير الثقافي الفني والاجتماعي، ويشكل إضافة حضارية لما يتمتع به أبناء المنطقة من حس وطني إنساني ثقافي جامع”.

بعدها قدّم جرجور ست معزوفات عالمية وشرقية منفردة، منها التراثي السوري “هالأسمر اللون”، ثم كانت مجموعة من المعزوفات الثنائية التي تركت أثرها البالغ في الحضور وسط تصفيق شديد تقديراً للعطاء الرائد.

وختاماً باقتا زهر، ثم وقع جرجورة أسطوانته المدمجة للحضور.

تصوير علي عميص