النجدة الشعبية تطلق مركز الدكتور عبد الناصر فياض الطبي في أنصار

كامل جابر

أفتتحت جمعية النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية “مركز الدكتور عبد الناصر فياض الطبي” في بلدة انصار (النبطية)، بحضور رئيس جمعية النجدة الشعبية اللبنانية المهندس رمزي عواد، اعضاء من اللجنة المركزية والمكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني، مدير عام مستشفى الدكتور حكمت الأمين (النجدة الشعبية) في النبطية الدكتور علي الحاج علي، رئيس فرع النجدة الشعبية في النبطية الدكتور محمد مهدي وأعضاء من الهئية الإدارية لفرع النبطية، المدير الطبي في مستشفى النجدة الشعبية محمد علي فياض، رئيس بلدية أنصار علي حسن فياض، امام بلدة أنصار الشيخ محمد قاسم المصري، وحشد من الشخصيات الثقافية والصحية والاجتماعية ومن البلدية والاختيارية وأهالي المنطقة.

كلمة ترحيب من سليمان عاصي، وقصيدة للشاعر جهاد عاصي ثم تحدث نجل الدكتور الراحل عبد الناصر فياض، جاد فياض فقال: “إن الدكتور عبدالناصر فياض كان ابا للانسانية، واسما مقرونا بطبيب الفقراء للقاسي والداني، وعلامة فارقة في زمن الإفلاس الإنساني، ورغم كل معاناته بقي محافظا على الإنسانية السامية، والتي تترسخ بشعار معا من اجل الإنسان ومن هنا سلك طريقه الى النجدة الشعبية والتي كانت تعتبر السبيل الى مداواة اوجاع الفقراء، وما كان الا مناضلا كرفاقه الذين اكملوا الذي سلكه حتى الرمق الاخير من حياته، والذين ابوا الا ان يكون ذكرك مخلدا في تاريخ انصار من خلال بناء هذا الصرح الانساني”.

ثم ألقى رئيس بلدية أنصار علي حسن فياض كلمة قال فيها: “هنا، في أنصار، نقف أمام إحدى النماذج العابرة لأزمات الوطن. ففي افتتاحنا لهذا المستوصف، نضع لبنة أخرى على طريق التنمية الصحية والإجتماعية، فاليأس القادم من شعاب الواقع، لن ينجح في كي الهمم القوية، وصدها عن أداء واجبها وتحقيق أحلامها، وهذه جمعية النجدة الشعبية، صاحبة القلب الناصع واليد البيضاء، تؤدي مجددا ما امتهنته منذ سبعينيات القرن الماضي، فهي تكافح الفقر بالتنمية، وتحارب الوجع بالإكسير، إننا على عهدنا بها، في شؤون الإعلام والشؤون الإجتماعية والبيئة وشؤون التربية والتعليم، والمرأة والطفولة وحقوق الإنسان، كيان قائم على الخير، حامل مشعل الإنسانية في قبضة حديدية”.

وأضاف: “إنّ مستوصف الدكتور عبد الناصر فياض، طبيب الفقراء، سيكون كما لقب صاحب التسمية المرحوم المكرم، سيكون دار أمل أخرى، لاستقبالنا نحن الفقراء، أبناء هذه الأرض، لأن التعاون كان وما يزال، لزاما علينا في أيام الشدة، وما أكثرها وما أغزرها من أيام، عسى أن يسهم هو الآخر، في بلسمة جرح أو شفاء مريض، وهكذا يكون الخير، وهكذا تكون المحبة”.

وتلاه رئيس جمعية النجدة المهندس عواد فقال: “يسعدنا كثيرا ان اكون معكم وبينكم اليوم لنحتفل اليوم في انجاز هذا المشروع الرائد الذي هو ثمرة جهدكم المتواصل والمتمثل ببدء العمل بالمركز الصحي في هذه البلدة العزيزة، التي قدمت على الدوام النموذج المميز في العطاء والبذل والتضحيات، اليوم، كما في السابق هذا الانجاز الذي يعبر بوضوح عن حيوية المجتمع المحلي في انصار وتفاعل قواه الحية والناشطة في اطلاق المبادرات على اختلافها، وما هذا المركز الذي نفتتحه اليوم الا الدليل الساطع على تعاوننا معا وعلى ادراكنا الواعي للدور الذي يجب ان نقوم به على غير صعيد من اجل ان تبقى الجمعية مستمرة في اداء دورها الذي انشئت من اجله، الا وهو خدمة الانسان المحتاج والتضامن معه، وهذا ما عبرت عنه وجسدته الهيئة التأسيسية في انصار التي استطاعت بفضل وعيها وانفتاحها على الجميع ان تنجز المرحلتين الاولى والثانية من هذا المشروع، والذي تأتي الهيئة الادارية اليوم لتستكمل ما بدأه الزملاء مشكورين والمتعلق بتجهيزه بالمعدات اللازمة والادوية الضرورية على امل ان يشكل حافزا لدى الزملاء كافة وفي جميع المناطق لانجاز مشاريع شبيهة هي الكفيلة وحدها باستمرار الجمعية في لعب دورها المنوط بها وتجاوز كل الصعوبات الموجودة والحفاظ على استقلالية قرارها والعمل على تطوير قدراتها وقدرات مراكزها ومؤسساتها، انطلاقا من الاعتماد على الذات وعلى المبادرات التضامنية للمجتمعات المحلية حيث ينشط النجدويون والاصدقاء بكفاحية عالية تتجسد مبادرات وبرامج ومراكز للرعاية في مختلف المناطق”.

وقال: “لقد قدمت جمعية النجدة الشعبية نموذجها الرائد في هذا المجال، وهو المتمثل بالصرح الطبي في النبطية اي مستشفى الشهيد الدكتور حكمت الامين، الذي لعب ولا يزال دورا مميزا في تقديم الخدمات الرعائية والاستشفائية لاهلنا من دون تمييز وهي تستعد اليوم لاطلاق مشروع مستشفى اخر في حلبا – عكار ليشكل معا اضافة الى شبكة المراكز الصحية العاملة في مختلف المناطق ايقونة الجهد والنضال والمتابعة من قبل النجدويين والاصدقاء، وهذا ما يشكل لنا على مستوى الهيئة الادارية المركزية الحافز الذي نتمسك به من اجل استكمال العمل وتحقيق اهداف الجمعية وتطويرها على الدوام نحو الافضل”.

وتابع: “من المهم جدا ان نكون معا لكن الاهم ان نعمل معا وان نتابع مسيرتنا لتحقيق وانجاز ما نصبو اليه على مستوى تطوير ادائنا وتجاوز الثغرات الموجودة وتركيز جهودنا ليس على نطاق ما تقوم به مراكزنا من تقدم الخدمات الطبية فقط، بل الى ميادين اعمق واشمل تتعلق بالبيئة والقضايا الاجتماعية والتربوية، وتنفيذ البرامج الرعائية المختلفة، واطلاق سلسلة الندوات واللقاءات لمناقشة كل ما يتعلق بقضايا الشباب والمرأة والاطفال وحقوق الانسان، وتنظيم اللقاءات مع القوى المحلية، واتخاذ ما يلزم من خطوات في سبيل تجاوز الثغرات الموجودة، ما يعني، ان يستعيد النجدويون واصدقاؤهم دورهم الريادي في هذا المجال. مرة جديدة، اشكركم جميعا، باسمي وباسم الهيئة الادارية المركزية، لكن أود في النهاية، أن ادعو اعضاء الهيئة التأسيسية في انصار، كي يبذلوا الجهد لتأسيس فرع انصار في الفترة المقبلة، وكل الثقة بقدرتهم على ذلك، ومعا من اجل الانسان”.

بعد ذلك أزاح عواد والمصري وفياض والحاج علي الستارة عن لوحة تؤرخ لاطلاق العمل في المركز، ثم قصوا الشريط التقليدي لافتتاحه، وجالوا والحضور في اقسامه، واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة وأطلقت المفرقعات.

تصوير مصطفى الحمود