النبطية تكرّم فنانتها التشيكلية الجميلة ديانا زين الدين حوراني

برعاية بلدية مدينة النبطية، كرّمت جمعية تقدم المرأة في النبطية والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي الفنانة التشكيلية ديانا زين الدين حوراني، في لقاء موسع عقد في باحة الجمعية في كفرجوز (النبطية) بحضور السيدة مي سعد ممثلة النائب الدكتور أسامة سعد والمحامي جهاد جابر ممثلاً النائب ياسين جابر والحاج علي قانصو ممثلاً النائب محمد رعد والدكتور عباس وهبي ممثلاً رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ورئيس فرع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية الإعلامي كامل جابر ورئيس جمعية تقدم المرأة المربية زهرة صادق والرئيسة الفخرية للجمعية المربية الرائدة سلمى علي أحمد والإعلامية سعاد قاروط العشي ووجوه ثقافية وتربوية واجتماعية وفنية وإعلامية.

وتحدث المربية غادة مقلد باسم جمعية تقدم المرأة فقالت: “كم هي السعادة غامرة باستقبال الفنانة الرائعة ديانا زين الدين حوراني والضيوف الأعزاء من لبنان والعالم العربي، هذه النخبة الراقية علماً وفكراً وفناً على أرض جنوبنا الثمين المقاوم المخضب بدماء الشهداء، المعطر برائحة زهور القندول التي لم تكن لتزهر لولا تضحياتهم.

وفي النبطية ساحة الانفتاح والفكر والنموذج الحقيقي للجنوب الذي يصوره البعض كأنه عالم آخر وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

في حينا القديم، وفي سن اليفاع، وعلى الدروب الضيقة المسورة بالزهور المبعثرة بحرية، والصبايا سعيدات أو متمردات، يتشاركن الضحكة والرفض، كانت إحداهنّ تلك الجميلة ذات الصوت الهامس والبسمة الطفولية يتبعها ظلها رسماً أينما حل ألواناً خارجة من روحها المحلقة، كانت ترى ما لا نراه، كانت بالنسبة لنا على قدر استيعابنا للفن صديقتنا الجميلة التي تحب الرسم.

كانت ديانا وها هي الآن إلَهة الريشة ديانا، ريشة تغوص بالروح وتخرج ألواناً إذا نظرناها أسعدتنا، وإن تأملنا بها حكت لنا حكاية تشبه ما بداخلنا، وعلى الأقل نفهمها في زمن فن الرسم أغلبه مدارس مخترعة.

ديانا زين الدين، أيتها الفنانة الحقيقية، كيف لي أن أتكلم عن مسيرتك الفنية الغنية مذ كنت ترسمين عنوة عن رأي الأهل، لأن هذا إضاعة لوقت الدرس، وصولاً إلى أقاصي الدنيا، في كندا.. مروراً بغالبية الدول العربية والغربية تاركة بصمة واضحة حقيقية مستحقة، إنك مدعاة فخرنا – بالله عليك، أي مدرسة فنية لم تبرعي بها؟ كلاسيكية؟ انطباعية؟ تجريدية؟ سوريالية؟ ولا أنسى أبداً أسلوبك، الرسم بالتنقيط، إنك فنانة عالمية… ألوانك، حكاياتك، الهادئة حيناً، الصارخة أحياناً، الحزينة، الفرحة، الثائرة، المتمردة والغريدة الفريدة.

أحببت أن أحصي معارضك، فوق الـ26 معرضاً خاصاً ومشتركاً في لبنان والعالم، حيث فرضت فنك الراقي أينما حللت، فلا يوجد أي معرض داخلاً وانتشاراً إلاّ وتزينه لوحاتك كقيمة مضافة. لقد توقفنا عند العد فشهادات التقدير قد تضاهي عدد اللوحات وتصدّر نشاطك أغلفة أهم المجلات والصحف.

إنك مدعاة فخرنا، لم تعتمدي على الموهبة فحسب، بل أثريتها بالدراسة الدائمة، وآخرها في المتحف العالمي في كندا حيث معرضك الخاص، والدائم في بيروت وهذا ليس نجاحاً عرضياً، إنه نتيجة إبداع، إنه العالمية. مديرة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، بصماتك الملونة الخارجة من الروح واضحة في معارض دبي، الشارقة، الجميرة، تونس، كندا، أميركا، فرنسا وحتى في بنغلاديش حيث الفن ترف وإضافة مستجدة، والأهم على الأرض الغالية في هذا اللبنان الجميل حيث تعودين أحياناً إلى الحي القديم في النبطية على الدرب الضيق المفروش بزهور بريه لمستها يد الله”.

وألقى الدكتور عباس وهبي كلمة البلدية فقال: “لكم يشرفنا اليومَ أن نتماهى مع عالمِ الفنِ والجمالِ وأن ننفذَ إلى كواكبهِ المتألقةِ على جناحِ شيهانةٍ نبْطية ٍتسامت فتألقت فأبحرت في عالم الفن ولم تهب أمواجَه بل تحولت إلى حورية تصنع فيه العجائب!… لقد كان الرسمُ في البدء فخلقنا الباري في أحسن تقويم راسماً إيانا في أجمل صورة، ثمَّ كانت الكلمة فقال إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق.. والعلاقة ما بين الريشة والصورة هي علاقة الحياة بالشمس فلولا الريشةُ لما حملت ِالصورةُ أجملَ الأحاسيس، وفوق الشمسِ والحياة هناك خالقٌ عظيم، ومابين الريشة والصورةِ هناك فنانٌ مبدع يؤلق الدنيا ويُبهجها  ويُنطقُها حتى تغدوَ باحةَ حياةٍ وموكبَ إشراق.. الفنانة التشكيليةُ  الاستاذة ديانا زين الدين حوراني ابنةُ نبطية المقاومة حيث رسم المقاومون بدمائهم وبذلهم طريقَ الحرية ومجدَ العنفوان… ولطالما تسلحت ديانا بالابداع والمثابرة حاملةً  الريشةَ و مطلقةً  المخيلةَ لتصبح طائرَ الفن الذي يعشق السماءَ و يعود مساءً إلى غصنهِ الأخضر الريان  لكي يوشوشَ لهُ سحرَ الخالق… وإذا كان الفنُّ التشكيلي مرآةً للواقع فإن إعادةَ صياغةِ هذا الواقعِ لهي من صميم مهامه إذ يعاودُ إحياءهُ بأبهى حلةٍ من خلالِ ترصيعهِ بجماليةٍ معينة أخّاذة تعكسُ رؤيةَ الفنانِ الساحر الذي يستوحي من محيطه كنهَ المخيلاتِ والأفكار التي يودُ إخراجها وفقَ أسلوبهِ ومهارته الخاصة.. لقد دمجت ديانا زين الدين حوراني ما بين المدرستين الانطباعيةِ والواقعيةِ فكانت من فرسان المدرسة الانطباعيةِ الجديدةِ ذلك لان عينها قد عكست الواقعَ كصورةٍ فوتوغرافيةٍ مدخلةً باقةً  من عواطفها في إطارٍ من الواقعية الرمزية المتزاوجةِ مع الواقعية التعبيريةِ ثم جعلت من المشاهدِ التي تزينت بها الطبيعةُ أحاسيسَ سرمديةً تحاكي أعماقَها حيث اختزنت الحكمةَ و من حيث تجذر العقلُ فنمت على شجرته مملكةُ الأحاسيسِ المتماوجةِ كلونِ البحر الذي تُبدل الوانَهُ جاذبيةُ القمر التي تتحرشُ بجاذبيةِ كوكب الحياة! هكذا هي لوحاتُ الفنانةِ ديانا حيث يبرز الصراعُ ما بين النورِ والظل وما بين السكينةِ وضجيجِ الذات والمحيطِ في وطن يعيش على حد الخنجر! كما اتسمت تلك اللوحاتُ بالعمقِ والأصالةِ والتناسقِ ولم تخلُ من السوريالية عندما جعلت ذاكرتَها النبعَ مجسدةً أحلامَها ومرصعةً افكارَها بألقِ الريشةِ والألوان حيث التزاحمُ والانسجامُ فالريشةُ تُسرج الالوانَ والاخيرةُ تود أن تتفلتَ من الاولى لكي تتفرد بالبهاء..!

ولكم يشرفنا في بلدية النبطية بالتعاون مع الاخواتِ في جمعية تقدم المرأة ولا سيما رئيستِها الحاجة زهرة صادق سلوم والمجلسِ الثقافي للبنان الجنوبي بشخص رئيسهِ سعادةِ الاديب الاستاذ حبيب صادق اطال الله عمره “ممثلاً بالاعلامي أ. كامل جابر” أن نكرم ابنة هذه المدينة ، وهي ليست المرة الأولى التي تكرمها فيها البلدية، فقد كان لنا شرف اللقاء معها في عدة معارض لها في بيروت والنبطية منذ سنوات خلت حيث قدمت الكثير من العطاءات والانجازات الرائعة لعالم الفن والابداع …

و إننا لنعاهدَكم  على إكمال  مسيرة الانماء من أجل نبطية تتماهى مع المدن العالمية الصغيرة والسلام عليكم.

ثم ألقى رئيس فرع النبطية في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الإعلامي كامل جابر كلمة المجلس فقال: “رحت أبحث بين الجمل عن مفردات تقدر هذا النتاج الثقافي الفني الذي واضبتِ عليه نحو أربعة عقود أو على حدود اليوبيل الذهبي من رسم تشكيلي ساحر مبهر، فلم أجد ما يوفيك هذا الإبداع، الفنانة ديانا زين الدين حوراني، هنيئاً لنا بك هذا الجمال الذي كنت واحدة من روّاده وكانت بصماتك جلية لافتة أينما حللت، إن في معارض فردية وهي لا تعدّ أو تحصى، أو من خلال معارض مشتركة أكدت على الدوام، أنك سيدة عطاء راق وصاحبة نفس أبية متواضعة.

لذلك من حقها الكلمات أن تنحني أمام هامتك، التي ما فتئت تزرع اللون فينبت السحر ويتألق الجمال، هذا الجمال الذي كان للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي حصة منه إذ شاركت الفنانة ديانا زين الدين، حوراني في العديد من معارضه التشكيلية التي كانت تقام على أكثر من مستوى محلي أو عربي، أضخمها كان سنة 2004، في العيد الأربعين لتأسيس المجلس تحت عنوان: “أربعون عاماً للوطن والثقافة”.

من هنا، يطيب للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي التعاون مع سيدات جمعية تقدم المرأة في النبطية، وبرعاية بلدية مدينة النبطية، التي نعتز بلمساتها الثقافية البارزة إذ تمنح برعايتها للعديد من أنشطتنا بعداً شاملاً يدلّ باستمرار على أن النبطية ما زالت منارة ثقافية مشعّة إن على مستوى المبدعين من أبنائها، وديانا زين الدين رائدة من روادها، أو على مستوى النشاطات التي تقوم بها الجمعيات والأندية وهي ذات بعد ثقافي فنّي وطني. يطيب لنا جميعاً أن نوجّه اليوم تحيّة متواضعة للفنان العالمية ديانا زين الدين حوراني، هي بمثابة الشكر لها على كل ما قدمته للفن التشكيلي فأغنته وجمّلته وأضفت على سحره ألقاً عربياً لبنانياً جنوبياً “نبطانياً”، نعتزّ به جميعاً، ممن أتوا اليوم لمشاركاتنا هذه التحية أو ممن لم يتسنّ لهم ذلك، ولنقول: إن تكريمك اليوم هو تكريم لنا جميعاً، وبك يفخر التكريم ويتألق، وألف شكر وشكر على إبداعك الذي جعلنا أغنياء الثقافة والفن والأصالة”…

وتحدثت المحتفى بها زين الدين، فقالت: “من هنا ومن ربوع أرض الجنوب التي تفوح عطراً أسطورياً خاصاً، من مدينة النبطية، مسقط رأسي ومرتع الطفولة، مدينة العلم والثقافة، وبدأت حكايتي مع الفن المضمخ بالطيبة، والمطرز بجمال الطبيعة الخلابة..

من بين تمايل سنابل القمح، ومناجل الحصادين، وعرق الفلاحين، نسجت مخيلتي صوراً نابضة بالحياة، وتفيض بنبع العطاء، فكان الفضل الأول وراء تألقي ونجاحي أنامل أمي أطال الله بعمرها.. لقد كرمت مراراً وتكراراً داخل لبنان وخارجه، ولا أخفيكم سرّاً أن تكريمي اليوم له نكهته الخاصة بين أهلي وأقاربي وأساتذتي الذين جعلوني أشعر بينكم بشموخ وعزّ، ورغبة أكبر في الإبداع، من دون أن أنسى من له الفضل الأكبر لانطلاقتي الأولى بمسيرتي الفنّية أستاذي “الفنان الكبير الراحل زعل سلوم” رحمه الله.

أشكر حضوركم المفرح الكريم.. وأشكر بلدية النبطية وجمعية تقدم المرأة، والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي على منحي هذه اللحظات الرائعة التي ترشح حباً وتقديراً ومحبة، ودافعاً لطيفاً للمزيد من الانتاج والعطاء”.

بعدها قدم ممثل البلدية الدكتور وهبي ورئيسة الجمعية المربية زهرة صادق والسيدة سلام صباح ممثلة المجلس الثقافي الدرع التكريمية للمحتفى بها.

 

 

 

برعاية بلدية مدينة النبطية، كرّمت جمعية تقدم المرأة في النبطية والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي الفنانة التشكيلية ديانا زين الدين حوراني، في لقاء موسع عقد في باحة الجمعية في كفرجوز (النبطية) بحضور السيدة مي سعد ممثلة النائب الدكتور أسامة سعد والمحامي جهاد جابر ممثلاً النائب ياسين جابر والحاج علي قانصو ممثلاً النائب محمد رعد والدكتور عباس وهبي ممثلاً رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل والإعلامية سعاد العشي ووجوه ثقافية وتربوية واجتماعية وفنية وإعلامية.

وتحدث المربية غادة مقلد باسم جمعية تقدم المرأة فقالت: “كم هي السعادة غامرة باستقبال الفنانة الرائعة ديانا زين الدين حوراني والضيوف الأعزاء من لبنان والعالم العربي، هذه النخبة الراقية علماً وفكراً وفناً على أرض جنوبنا الثمين المقاوم المخضب بدماء الشهداء، المعطر برائحة زهور القندول التي لم تكن لتزهر لولا تضحياتهم.

وفي النبطية ساحة الانفتاح والفكر والنموذج الحقيقي للجنوب الذي يصوره البعض كأنه عالم آخر وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

في حينا القديم، وفي سن اليفاع، وعلى الدروب الضيقة المسورة بالزهور المبعثرة بحرية، والصبايا سعيدات أو متمردات، يتشاركن الضحكة والرفض، كانت إحداهنّ تلك الجميلة ذات الصوت الهامس والبسمة الطفولية يتبعها ظلها رسماً أينما حل ألواناً خارجة من روحها المحلقة، كانت ترى ما لا نراه، كانت بالنسبة لنا على قدر استيعابنا للفن صديقتنا الجميلة التي تحب الرسم.

 

وألقى الدكتور عباس وهبي كلمة البلدية فقال: “لكم يشرفنا اليومَ أن نتماهى مع عالمِ الفنِ والجمالِ وأن ننفذَ إلى كواكبهِ المتألقةِ على جناحِ شيهانةٍ نبْطية ٍتسامت فتألقت فأبحرت في عالم الفن ولم تهب أمواجَه بل تحولت إلى حورية تصنع فيه العجائب!… لقد كان الرسمُ في البدء فخلقنا الباري في أحسن تقويم راسماً إيانا في أجمل صورة، ثمَّ كانت الكلمة فقال إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق.. والعلاقة ما بين الريشة والصورة هي علاقة الحياة بالشمس فلولا الريشةُ لما حملت ِالصورةُ أجملَ الأحاسيس، وفوق الشمسِ والحياة هناك خالقٌ عظيم، ومابين الريشة والصورةِ هناك فنانٌ مبدع يؤلق الدنيا ويُبهجها  ويُنطقُها حتى تغدوَ باحةَ حياةٍ وموكبَ إشراق.. الفنانة التشكيليةُ  الاستاذة ديانا زين الدين حوراني ابنةُ نبطية المقاومة حيث رسم المقاومون بدمائهم وبذلهم طريقَ الحرية ومجدَ العنفوان… ولطالما تسلحت ديانا بالابداع والمثابرة حاملةً  الريشةَ و مطلقةً  المخيلةَ لتصبح طائرَ الفن الذي يعشق السماءَ و يعود مساءً إلى غصنهِ الأخضر الريان  لكي يوشوشَ لهُ سحرَ الخالق… وإذا كان الفنُّ التشكيلي مرآةً للواقع فإن إعادةَ صياغةِ هذا الواقعِ لهي من صميم مهامه إذ يعاودُ إحياءهُ بأبهى حلةٍ من خلالِ ترصيعهِ بجماليةٍ معينة أخّاذة تعكسُ رؤيةَ الفنانِ الساحر الذي يستوحي من محيطه كنهَ المخيلاتِ والأفكار التي يودُ إخراجها وفقَ أسلوبهِ ومهارته الخاصة.. لقد دمجت ديانا زين الدين حوراني ما بين المدرستين الانطباعيةِ والواقعيةِ فكانت من فرسان المدرسة الانطباعيةِ الجديدةِ ذلك لان عينها قد عكست الواقعَ كصورةٍ فوتوغرافيةٍ مدخلةً باقةً  من عواطفها في إطارٍ من الواقعية الرمزية المتزاوجةِ مع الواقعية التعبيريةِ ثم جعلت من المشاهدِ التي تزينت بها الطبيعةُ أحاسيسَ سرمديةً تحاكي أعماقَها حيث اختزنت الحكمةَ و من حيث تجذر العقلُ فنمت على شجرته مملكةُ الأحاسيسِ المتماوجةِ كلونِ البحر الذي تُبدل الوانَهُ جاذبيةُ القمر التي تتحرشُ بجاذبيةِ كوكب الحياة! هكذا هي لوحاتُ الفنانةِ ديانا حيث يبرز الصراعُ ما بين النورِ والظل وما بين السكينةِ وضجيجِ الذات والمحيطِ في وطن يعيش على حد الخنجر! كما اتسمت تلك اللوحاتُ بالعمقِ والأصالةِ والتناسقِ ولم تخلُ من السوريالية عندما جعلت ذاكرتَها النبعَ مجسدةً أحلامَها ومرصعةً افكارَها بألقِ الريشةِ والألوان حيث التزاحمُ والانسجامُ فالريشةُ تُسرج الالوانَ والاخيرةُ تود أن تتفلتَ من الاولى لكي تتفرد بالبهاء..!

ولكم يشرفنا في بلدية النبطية بالتعاون مع الاخواتِ في جمعية تقدم المرأة ولا سيما رئيستِها الحاجة زهرة صادق سلوم والمجلسِ الثقافي للبنان الجنوبي بشخص رئيسهِ سعادةِ الاديب الاستاذ حبيب صادق اطال الله عمره “ممثلاً بالاعلامي أ. كامل جابر” أن نكرم ابنة هذه المدينة ، وهي ليست المرة الأولى التي تكرمها فيها البلدية، فقد كان لنا شرف اللقاء معها في عدة معارض لها في بيروت والنبطية منذ سنوات خلت حيث قدمت الكثير من العطاءات والانجازات الرائعة لعالم الفن والابداع …

و إننا لنعاهدَكم  على إكمال  مسيرة الانماء من أجل نبطية تتماهى مع المدن العالمية الصغيرة والسلام عليكم.

ثم ألقى رئيس فرع النبطية في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الإعلامي كامل جابر كلمة المجلس فقال: “رحت أبحث بين الجمل عن مفردات تقدر هذا النتاج الثقافي الفني الذي واضبتِ عليه نحو أربعة عقود أو على حدود اليوبيل الذهبي من رسم تشكيلي ساحر مبهر، فلم أجد ما يوفيك هذا الإبداع، الفنانة ديانا زين الدين حوراني، هنيئاً لنا بك هذا الجمال الذي كنت واحدة من روّاده وكانت بصماتك جلية لافتة أينما حللت، إن في معارض فردية وهي لا تعدّ أو تحصى، أو من خلال معارض مشتركة أكدت على الدوام، أنك سيدة عطاء راق وصاحبة نفس أبية متواضعة.

لذلك من حقها الكلمات أن تنحني أمام هامتك، التي ما فتئت تزرع اللون فينبت السحر ويتألق الجمال، هذا الجمال الذي كان للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي حصة منه إذ شاركت الفنانة ديانا زين الدين، حوراني في العديد من معارضه التشكيلية التي كانت تقام على أكثر من مستوى محلي أو عربي، أضخمها كان سنة 2004، في العيد الأربعين لتأسيس المجلس تحت عنوان: “أربعون عاماً للوطن والثقافة”.

من هنا، يطيب للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي التعاون مع سيدات جمعية تقدم المرأة في النبطية، وبرعاية بلدية مدينة النبطية، التي نعتز بلمساتها الثقافية البارزة إذ تمنح برعايتها للعديد من أنشطتنا بعداً شاملاً يدلّ باستمرار على أن النبطية ما زالت منارة ثقافية مشعّة إن على مستوى المبدعين من أبنائها، وديانا زين الدين رائدة من روادها، أو على مستوى النشاطات التي تقوم بها الجمعيات والأندية وهي ذات بعد ثقافي فنّي وطني. يطيب لنا جميعاً أن نوجّه اليوم تحيّة متواضعة للفنان العالمية ديانا زين الدين حوراني، هي بمثابة الشكر لها على كل ما قدمته للفن التشكيلي فأغنته وجمّلته وأضفت على سحره ألقاً عربياً لبنانياً جنوبياً “نبطانياً”، نعتزّ به جميعاً، ممن أتوا اليوم لمشاركاتنا هذه التحية أو ممن لم يتسنّ لهم ذلك، ولنقول: إن تكريمك اليوم هو تكريم لنا جميعاً، وبك يفخر التكريم ويتألق، وألف شكر وشكر على إبداعك الذي جعلنا أغنياء الثقافة والفن والأصالة”…

وتحدثت المحتفى بها زين الدين، فقالت: “من هنا ومن ربوع أرض الجنوب التي تفوح عطراً أسطورياً خاصاً، من مدينة النبطية، مسقط رأسي ومرتع الطفولة، مدينة العلم والثقافة، وبدأت حكايتي مع الفن المضمخ بالطيبة، والمطرز بجمال الطبيعة الخلابة..

من بين تمايل سنابل القمح، ومناجل الحصادين، وعرق الفلاحين، نسجت مخيلتي صوراً نابضة بالحياة، وتفيض بنبع العطاء، فكان الفضل الأول وراء تألقي ونجاحي أنامل أمي أطال الله بعمرها.. لقد كرمت مراراً وتكراراً داخل لبنان وخارجه، ولا أخفيكم سرّاً أن تكريمي اليوم له نكهته الخاصة بين أهلي وأقاربي وأساتذتي الذين جعلوني أشعر بينكم بشموخ وعزّ، ورغبة أكبر في الإبداع، من دون أن أنسى من له الفضل الأكبر لانطلاقتي الأولى بمسيرتي الفنّية أستاذي “الفنان الكبير الراحل زعل سلوم” رحمه الله.

أشكر حضوركم المفرح الكريم.. وأشكر بلدية النبطية وجمعية تقدم المرأة، والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي على منحي هذه اللحظات الرائعة التي ترشح حباً وتقديراً ومحبة، ودافعاً لطيفاً للمزيد من الانتاج والعطاء”.

بعدها قدم ممثل البلدية الدكتور وهبي ورئيسة الجمعية المربية زهرة صادق والسيدة سلام صباح ممثلة المجلس الثقافي الدرع التكريمية للمحتفى بها.