لأننا أردنا تكريم جواد صيداوي الشاعرة الدكتورة أسمهان بدير ترد من “مقرها الباريسي” بقصيدة الشتائم

كامل جابر

أولاً: لن أنحدر إلى “القاع” عينه، لأن علاقتي بالمرحوم الأديب الأستاذ جواد صيداوي أرفع بجبال من هذا المستوى في الخطاب الشتائم…

لكن أقول: منذ اللحظة التي علمت هذه السيدة أننا في صدد تكريم الراحل الكبير جواد صيداوي، لم تتوقف من مقر إقامتها من سنوات طويلة في فرنسا عن استخدام وسائل الترهيب والترغيب لمنع هذا التكريم، فضلاً عم استخدمته من تجريح وشتم مسني شخصياً ومسّ وحيدها من جواد صيداوي الشاب الخلوق حيان جواد صيداوي، الذي تمنى علينا قولاً وكتاباً أن نقيم لوالده هذه الذكرى، وأحتفظ لنفسي بوجود الكتاب الذي يعبر عن رغبة الصديق “حيان”، ولن أسمح لنفسي الادعاء بمواجهة كل هذه الشتائم، كرمى لروح جواد صيداوي…

لكن أشير قبل نشر ما كتبته هذه السيدة على صفحتها، إلى أنني أنا الصحافي كامل جابر هو المقصود بكل مقالتها، وأنني نشرت شيئاً عن الراحل “الحزين” حتى اللحظات التي لفظ فيها آخر رمق من العمر، وبعثت باسمي إلى جريدة “الأخبار” فنشرت المقالة من دون اسمي على موقع الجريدة… وسأنشر المقالة بعد مقالتها لتتبينوا الكذب الذي تدعي أنني سقته في مقالتي. فقط أكتفي بعبارة “الإناء ينضح بما فيه”…

ملاحظة: أهدت ابنة جواد صيداوي مجموعة متكررة من كتب والدها إلى المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وكنا نريد توزيعها على الحضور المشارك في التكريم، وتدعي صاحبة المقال في ردها على مجموعة من الذي جاروها بما كتبته وكالوا حيزا من الشتائم قبل أن يتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود… بأنني سرقت هذه الكتب وسرقت الصور…

تكريم الأديب بعد رحيلة
وتطفل السفهاء في رحلة الإبداع بعد وفاته

تعليقًا على مقال ورد في جريدة الأخبار اللبنانية التي نحترم ، بتاريخ ١٦ نيسان ٢٠١٨، يشهر بفقيدنا الغالي الأديب والروائي جواد صيداوي وعائلته ، ومن المستغرب أن كاتب المقال المصاب بمرض التطفل على المبدعين وعلى الصحافة والثقافة ، ومن المستغرب انه لم يتجرأ ويوقع اسمه على المقال ، لكثرة الكذب والمغالطات ، بل اكتفى بنشر صورة قديمة للفقيد لا نعلم كيف حصل على هذه الصور التي من المفروض ان تكون لأولاد وأحفاد الفقيد ، لا لهذا المرتزق الصغير ، ونحن نعلم جيدًا والجميع يعلم امكانياته العلمية والثقافية والأخلاقية المتواضعة جدًا
وبالمناسبة أشير هنا الى تكريم المبدعين بعد رحيلهم ، هذا اذا كان تكريمًا صادقًا ، لا من اجل التسلق وحب الظهور ، يؤكد أن مثل هذا السلوك يخل بعملية الإبداع وحق الأديب في تكريمه في حياته ، حتى يزداد عطاء وإبداعًا ،
وكم نحن بحاجة الى الإرتقاء بوعي و ثقافة القاريء والتفكير في نقلة نوعية من طرح موضوع بعض الوصوليين من أنصاف المتعلمين ، المدعين الثقافة والمعرفة والويل والثبور وعظائم الأمور ، كحالة كاتب المقال المذكور أعلاه ، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على فراغ أخلاقي ، تربوي ، ثقافي .
والحقيقة أنني لم أكن اهتم بهذه الشخصيات التافهة قبل أن أصادف في الأيام القليلة الماضية واليوم بالذات مقالًا صارخًا من ضرر مقصود ، وتشهير علني ، أصاب أديبًا كريمًا وعائلته ، ما كان أغنانا عن معرفة مثل هذه الشخصيات التافهة المفروضة على مجتمعاتنا ، والتي تسمح لنفسها بكتابة مقالات ومعلومات خاطئة وخاصة عن شخصيات أدبية وعلمية ، ً وبمنتهى البلاهة و الوقاحة ، وتعمد ذكر بعض اسماء الشخصيات والأحزاب المحترمة والتي نقدرهم ونحترمهم في سياق المقال ، بهدف الإرتزاق الرخيص والتلطي ً وراء اسماءهم لإخفاء هزاله الأخلاقي والثقافي ، والواقع أن كل ما ورد في المقال وما سبقه من المقالات الهزيلة وقلة الحياء ، هو نوع من الإفتراء والكذب والإدعاء وتزوير الواقع والتدخل في الشؤون الخاصة لعائلة الفقيد ، وستحتفظ بحقنا وسنقاضيه .
ويحضرني الان ما قاله الشاعر الكبيرً ً الوطني الرصافي ، وانا هنا لا أعمم :

كان لي وطن أبكي لنكبته
واليوم لا وطن لي ولا سكن
ولا أدري في بلاد كنت أسكنها
إلا حثالة ناس فاءها الزمن .
الدكتورة أسمهان بدير صيداوي

صورة للمرحوم جواد صيداوي مع أولاده وأحفاده

“تحيّة” من النبطية إلى الأديب الراحل جواد صيداوي

كامل جابر

في الثاني من آذار الماضي أغمض الأديب الروائي جواد صيداوي (1931- 2018) عينيه على المشهد الأخير من عمر حافل بالنتاج الفكري والأدبي والروائي واللغوي والإعلامي…

مات صاحب “أجنحة التيه” هنا في لبنان، على سريره في شقته في مار الياس في بيروت، التي فيها كتب أجمل رواياته وفيها عاش مجمل عقدين من عمره، وحيداً، إلاّ من الكتب والأقلام، وما قدّمه من برامج إذاعية وكتابات صحفية. قيل يوم وفاته في معظم وسائل الإعلام المحلية، ومنها الوكالة الوطنية للإعلام: “توفي في العاصمة الفرنسية…” ولم يعرف إلى من استندت بمصادر خبرها، وفي اليوم التالي مشى خلف جنازته في مسقط رأسه في النبطية، بضعة رجال، من أبناء المدينة وأبناء “صوفته” ولم تحضر عائلته الصغيرة، أي زوجته وأبناؤه الثلاثة مراسم دفنه، “إذ أنني علمت في اليوم التالي، بعد دفنه” ييقول نجله الأكبر حيّان.

كرّم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، الفقيد اليساري المتنوع في الكتابة والثقافة جواد محمود صيداوي، أكثر من مرة، وواضب على إطلاق رواياته وتوقيعها، في المركز الرئيس في بيروت، أو في فرع النبطية، وقد شكّل الراحل صيداوي أحد أركان المجلس ووكان المجلس ملاذه، وربطته علاقة وثيقة بأمينه العام الأديب حبيب صادق، لذا قرر المجلس الثقافي بالتعاون مع “جمعية بيت المصوّر في لبنان”، “مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي”، “معرض خليل برجاوي لطوابع البريد”، “رابطة الأساتذة المتقاعدين في النبطية، وابن الفقيد حيّان جواد صيداوي وبالتنسيق مع منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في مدينة النبطية، إقامة مهرجان تكريمي تحت عنوان “تحية إلى الأديب الروائي جواد صيداوي” على أن يتخلله أقامة معرض صور لمسيرة الراحل، ومعرض عن رواياته وكتبه، وتوزيع نسخ مجانية من 5 روايات وكتب هي: “الطغاة في التاريخ” (الصادرة بطبعتين: 1988 و1995 عن دار الجديد)، “جمانة” (1995 عن دار الجديد)، “أجنحة التيه: الإقلاع” و”أجنحة التيه: تونس” (1994 عن دار الآداب)، و”العودة على متن الرحيل” (عن دار الجديد الطبعة الثانية 1995).

وتطلق في المهرجان 6 بطاقات بريدية لمراحل مختلفة من مسيرة صاحب “ثمالة حب” منها واحدة “بورتريه” مائية رسمتها أخيراً الفنانة المبدعة خولة الطفيلي، جسدته في العقد السبعين من عمره. وأخرى بورتريه لصاحب الذكرى (بالأبيض والأسود) من تصوير استديو “Guyse” في بيروت شتاء سنة 1959.

وتحمل بالبطاقة الثالثة (بالأبيض والأسود) صورة مشهد جميل لرفاق جواد صيداوي من شيوعيي النبطية، وكانت تعرف هذه المجموعة التي كان معظم أفرادها من أساتذة المدارس الرسمية بـ”الثلّة الحمراء”. ويظهر في الصورة القائد الشيوعيي الراحل فؤاد كحيل يحمل جهاز راديو خلال رحلة إلى نبع الطاسة في إقليم التفاح (النبطية- جنوب لبنان) في سنة 1960، إلى جانب المناضل عادل صباح وشقيقه سمير، وجواد صيداوي وحبيب جابر وعبد الحسين حامد ومحمد حجازي وبهيج أبو خدود ومهدي صادق وأديب حيدر جابر وحسن محي الدين وآخر.

أما الصورة الرابعة فهي من سنة 1956، مع رفاق له في دار المعلمين العليا في القاهرة، وتليها صورة تعود إلى عام سبق، مع رفاق الدراسة و”الحزبية”: عادل صباح، (القاضي) سعيد سكاف، بهيج أبو خدود، عبد الحسين حامد وحسن محي الدين في أحد بساتين النبطية.

وثمة صورة له من سنة 1957 مع خلية الحزب الشيوعي في الجنوب، على شرفة منزل ذويه في النبطية، عشية سفره إلى تونس. هذه الصور مع صور أخرى (تصميم الإعلامي كامل جابر) سوف يتضمنها معرض الصور، وبطاقة الدعوة، إلى جانب شهادة من رفيق الطفولة والدرب والشباب، القاضي المتقاعد سعيد سكاف، إلى فقرات أخرى.