من النبطية إلى جواد صيداوي… تحية

في 2 آذار (مارس) الماضي، أغمض الأديب والروائي اللبنانية جواد صيداوي (1931 ــ 2018) عينيه على المشهد الأخير من عمر حافل بالنتاج الفكري والأدبي والروائي واللغوي والإعلامي…

مات صاحب «أجنحة التيه» على سريره في شقته في مار الياس (بيروت)، التي فيها كتب أجمل رواياته وعاش مجمل عقدين من عمره، وحيداً، إلاّ من الكتب والأقلام، وما قدّمه من برامج إذاعية وكتابات صحافية. يوم وفاته، قالت معظم وسائل الإعلام المحلية، ومنها «الوكالة الوطنية للإعلام»، إنه «توفي في العاصمة الفرنسية…» من دون معرفة المصدر الذي استندت إليه. وفي اليوم التالي، مشى خلف جنازته في مسقط رأسه في النبطية، بعض أبناء المدينة وأبناء «صوفته»، بغياب عائلته الصغيرة المؤلفة من زوجته وأبنائه الثلاثة. «علمت بالأمر في اليوم التالي لدفنه»، يقول نجله الأكبر «حيّان».
كرّم «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» اليساري جواد محمود صيداوي أكثر من مرّة، وواظب على إطلاق رواياته وتوقيعها في مركزه الرئيسي في بيروت أو في فرع النبطية، وقد شكّل الراحل أحد أركان المجلس الذي كان ملاذه. كما ربطته علاقة وثيقة بأمينه العام الأديب حبيب صادق. هكذا، يقيم المجلس بالتعاون مع «جمعية بيت المصوّر في لبنان» و«مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي» و«معرض خليل برجاوي لطوابع البريد» و«رابطة الأساتذة المتقاعدين في النبطية» و«حيّان» ابن الفقيد جواد، وبالتنسيق مع منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في مدينة النبطية، مهرجاناً تكريمياً تحت عنوان «تحية إلى الأديب الروائي جواد صيداوي». يتخلّل الموعد معرض صور عن مسيرة الراحل، وآخر عن رواياته وكتبه، مع توزيع نسخ مجانية من خمسة إصدارات، هي: «الطغاة في التاريخ» (الصادرة بطبعتين في عامي 1988 و1995 عن دار الجديد)، و«جمانة» (1995 ــ الجديد)، و«أجنحة التيه: الإقلاع» و«أجنحة التيه: تونس» (1994 ــ الآداب)، و«العودة على متن الرحيل» (1992 ــ الفارابي).

الأديب والروائي اللبناني بريشة خولة الطفيلي (عن الويب)

وتطلق في المهرجان ست بطاقات بريدية لمراحل مختلفة من حياة صاحب «ثمالة حب»، منها بورتريه مائي رسمته الفنانة خولة الطفيلي، جسدّت فيه الراحل في العقد السبعين من عمره، وآخر (بالأبيض والأسود) من تصوير استديو Guyse في بيروت في شتاء 1959. تحمل البطاقة الثالثة (بالأبيض والأسود) صورة مشهد جميل لرفاق جواد صيداوي من «شيوعيي» النبطية. وكانت هذه المجموعة التي تتألف بمعظمها من أساتذة المدارس الرسمية بـ «الثلّة الحمراء». يظهر في الصورة القائد الشيوعيي الراحل فؤاد كحيل حاملاً جهاز راديو خلال رحلة إلى نبع الطاسة في إقليم التفاح (النبطية ــ جنوب لبنان) في سنة 1960، إلى جانب المناضل عادل صبّاح وشقيقه سمير، وجواد صيداوي، وحبيب جابر، وعبد الحسين حامد، ومحمد حجازي، وبهيج أبو خدود، ومهدي صادق، وأديب حيدر جابر، وحسن محيي الدين، وآخرين.
أما الصورة الرابعة، فتعود إلى 1956، مع رفاق له في «دار المعلمين العليا» في القاهرة، تليها أخرى تعود إلى عام سبق، مع رفاق الدراسة و«الحزبية»: عادل صباح، ورفيق الطفولة والدرب والشباب، القاضي سعيد سكاف، وبهيج أبو خدود، وعبد الحسين حامد، وحسن محي الدين في أحد بساتين النبطية.
وثمّة صورة لجواد صيداوي من سنة 1957 مع خلية الحزب الشيوعي في الجنوب، على شرفة منزل ذويه في النبطية، عشية سفره إلى تونس. هذه الصور مع صور أخرى (تصميم كامل جابر)، سيتضمنها معرض الصور، وبطاقة الدعوة، إلى جانب شهادة من سكاف.