من صُوْر تحية إلى المناضلة عهد التميمي أيقونة فلسطين

صور- من عباس علوية

بعد النبطية وصيدا، رعت بلدية مدينة صور (جنوب لبنان) المهرجان الفني التحية إلى الشابة الفلسطينية المناضلة عهد التميمي والطفل المقاوم فوزي الجنيدي والشهيدين أحمد جرار وباسل الأعرج، تحت عنوان “عهد التميمي أيقونة فلسطين” وتضامنا مع “القدس عاصمة أبدية لفلسطين” حيث أطلقت 5 بطاقات بريدية تحية لهم، ومجموعة معارض صور ورسم تشكيلي.

نظم المهرجان المنوع “جمعية بيت المصور في لبنان” و”معرض خليل برجاوي لطوابع البريد” و”منتدى الفكر والأدب- صور”، ومعرض “فلسطين في عيون العالم” في قاعة في “بيت المدينة” في صور (القديمة)؛ وحضر الدكتور غسان فران ممثلاً رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، وأعضاء من المجلس البلدي، رئيس بلدية طيردبّا الزميل حسين سعد، عضو قيادة لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤول فرع صور عبد كنعان، وحشد من رؤساء الجمعيات المشاركة والفنانين المهتمين من لبنانيين وفلسطينيين.

وبعد النشيدين الوطنيين الللبناني والفلسطيني، تحدث رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الزميل كامل جابر فقال: “برعاية بلدية مدينة صور، وبالتعاون مع منتدى الفكر والأدب في صور، نطلق نحن في جمعية بيت المصور في لبنان ومعرض خليل برجاوي لطوابع البريد ومعرض فلسطين في عيون العالم لصاحبه الصديق أحمد الخطاب، وبمشاركة نائب رئيس جمعية بيت المصور الفنان باسم نحلة، هذه المعارض التحية التي تمثل نموذجاً من المقاومة الثقافية لكل أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ونطلق كذلك بطاقتي تحية إلى عهد التميمي أيقونة فلسطين وبطاقة للطفل المقاوم فوزي الجنيدي، وكذلك بطاقة تحية إلى الأسطورة المطارد، الشهيد المقاوم أحمد جرار، وإلى المثقف الثائر المشتبك الشهيد باسل الأعرج، هذه الأيقونات الفلسطينية المقاومة حتى الأسر أو الشهادة. نطلق معارض صور ورسوم كاريكاتور وأعمالاً فنية منوعة تقديراً لهم ولأقرانهم، مطالبين الضمير العالمي والإنساني، بالإفراج الفوري عن عهد التميمي المعتقلة ظلماً وتعسفاً، وعن جميع الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون العدو، وعددهم يقدر بالمئات”.

وقال: “من هذه البطاقات أردنا أن نوجه رسالتنا الثقافية والفنية والإنسانية إلى كل العام، فاستعنا بلوحة للفنان الفلسطيني المبدع يوسف كتلو، والفنانة الإيطالية أليسيا بيلونزي، الفنانة التي رسمت بإبداع الطفل الفلسطيني المعتقل فوزي الجنيدي الذي واجه بأحجار يديه جيشاً بكامله. وقد زيّن الفنان مرسيل خليفة إحدى بطاقات عهد التميمي، فكتب بخط يده “إلى عهد”: اكتب اسمك على رغوة الغيوم، على عرق العاصفة، على أجنحة العصافير، على خطى الايقاع، على ليل المدينة، على ضوء ذائب، على الاشجار، على الرمال، على البحر، على المطر، على الشوارع، على الساحات، على القلب وفي كل حبر العالم. أما بطاقة الشهيد المقاوم أحمد جرار فهي من أعمال الفنان الفلسطيني حسن عبادي، وبطاقة الشهيد المقاوم باسل الأعرج من أعمال الفنان الفلسطيني معتصم خليل. وتحمل كل بطاقة على ظهرها نبذة عن المقاومين الأربعة”.

وتحدث الدكتور فران باسم بلدية صور فقال: “هي القدس، تئن في ظلمة الليل، كعبق خريفي ذات مساء، يلف حاراتها العتيقة، عطراً فواحاً صنعته السماء، حيث أقصاها بهجة الروح وقيامتها تشع ألقاً بدفء القلوب. هي التاريخ وتلك العيون الشاخصة إليها، ارسل بريقاً يخترق مسافات القهر… ينسل على تلك الجدران، ليرتسم عهداً ونصراً، فأحمد يمسح كل سنين القهر والذل، يرفع رايات النصر، يقضّ مضاجعهم، ينزرع بين بيوتات الفقراء، لا جراً للهزيمة، بل جرار الشهادة والنصر. وتلك الأيقونة ببراءتها وجرأتها، وشعرها الذهبي المنفوش، وكأنها أرادت به أن تظلل كل فتيات فلسطين بدفء مشاعرها وعنفوان المرأة الفلسطينية، الأم والأسيرة والشهيدة والزوجة والأبنة، لتقول لساجنيها: خسئتم، نحن هنا، فتيات فلسطين الأبية الحرة، فكيف بالرجال الرجال؟ لم تسقط بحراب محتليها وأرهاصاتهم الغادرة، لم تحتمي بحضن أبيها، فالدرة سقط شهيداً. بل هي أرادت أن تبقى في الذاكرة مناضلة على دروب الشهادة والفداء”.

وأضاف الدكتور فران: “هي القدس، عاصمة فلسطين الأبدية، هي أنتم وتلك العيون تحمل بريقاً ينفذ من القلب إلى القلب، تخط قصائدها بحبر الدم، وتنشد أغانيها من الحناجر فلا تغفو مهما طال سواد الليل، أو عرجت الشمس في طريقها إليها نحو بعد آخر، فهي قادمة ودروب جبل عامل تتصل بسفوحها ووديانها وجبالها. ومهما اغرورقت عيوننا بالدمع، فالضوء أقوى، وأنوار القلب دليلنا الأبدي نحو المعشوقة الأبدية فلسطين وعامصتها القدس الشريف”.

وبعد عرض فيلم عن مسيرة التميمي من إعداد الإعلامي خليل العلي، وتوزيع البطاقات الخمس على الحضور (وهي من تصميم الإعلامي كامل جابر)، جال الجميع في المعرض الذي ضم صوراً وأعمال كاريكاتور (40 لوحة) لفنانين وإعلاميين فلسطينيين وعالميين، إلى معرض رسم ولوحات للفنان باسم نحلة وطوابع بريدية عن القدس من إعداد معرض خليل برجاوي لطوابع البريد و”معرض فلسطين في عيون العالم”. وقد جسدت هذه اللوحات عهد التميمي والقدس وانتفاضة الفلسطينيين.

 

تصوير: عباس علوية